حصل رئيس المشروع القومي لتطوير الأرز بوزارة الزراعة المصرية، حمدي الموافي، على الميدالية الذهبية في معرض جنيف الدولي للاختراعات لعام 2022، عن ابتكار تطبيقي باستنباط صنف أزر “سخا سوبر 300” العملاق، الذي يتحمل ندرة المياه.
وفي لقاء مع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، شرح حمدي الموافي مميزات الإنجاز المصري الجديد، والمكاسب العائدة على البلاد من زراعته.
وقال الموافي إن “الصنف الجديد تم استنباطه من أصناف الأرز وهجن الأرز المتميزة وغير التقليدية، تم تسجيلها بالقرار الوزاري رقم 1115 لسنة 2018”
ويتميز هذا الصنف، وفقا للموافي، بـ”إنتاجيته العالية التي تصل إلى 5.5 طن للفدان الواحد، بالإضافة إلى جودة حبوبه وقدرته على تحمل الظروف المناخية الصعبة (ندرة المياه والملوحة والحرارة)”.
ولفت إلى أن الصنف الجديد “انتشرت زراعته بسرعة وجيزة في عدد من محافظات مصر، حيث تمت زراعته بنسبة 20 بالمئة من إجمالي مساحة الأرز التي زُرعت عام 2021، وبنسبة 30 بالمئة خلال 2022”.
وتابع: “محصول الأرز العادي يُنتج بكمية 4 طن/فدان، مما يجعل صنف سخا 300 أفضل في الإنتاج، بالإضافة إلى أن نسبة التبيض تصل إلى 75 بالمئة، مع أقل نسبة من الكسر، بينما في الأصناف الأخرى تبلغ 69 بالمئة فقط. كما يتميز باستطالة الحبوب بعد الطهي”.
وأشار إلى أن هذا الصنف “يحتاج إلى الري مرة كل 8 إلى 10 أيام، بدلا من الأصناف الأخرى التي تحتاج للري كل 3 أيام، مما يوفر مياها أكثر بنسبة تزيد عن 30 بالمئة”.
القيمة الاقتصادية لـ”سخا سوبر 300″
وأوضح الموافي أن “قيمة الأرز لم تقف على غذاء الإنسان فقط، بل وصلت الاستفادة منه للحيوانات أيضا، حيث يحتوي قش الأرز لصنف سخا سوبر 300 بعد تحليله، على أكثر من 6 بالمئة بروتين، حيث إنه يظل أخضر حتى بعد الحصاد”.
واستطرد: “الميزة الأخرى في هذا الصنف هي تحمله للملوحة، مما يجعلنا نستطيع الزراعة بكثافة في محافظات الدلتا، كفر الشيخ، والبحيرة، والغربية الدقهلية، ودمياط، والشرقية”.
وأشار إلى أن مصر “تمكنت من توفير نسبة التقاوي بنسبة 80 بالمئة، التي سينتج عنها، فنستخدم في زراعة 10 كلغ/فدان بدلا من 60 كلغ في الأصناف الأخرى”.
وأضاف رئيس المشروع القومي لتطوير الأرز بوزارة الزراعة المصرية في حديثه لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”: “من خلال التجربة مع أحد مشاريع هيئة التمويل الألمانية GIZ، تم عمل قش الأرز كسيلاج للتغذية الحيوانية، وأثبت كفاءة عالية نتيجة لقلة احتوائه على الماء مقارنة بسيلاج الذرة الشامية مما جعله أفضل في التخزين”.
ونوه إلى أن “تفضيل الحيوان له هو بسبب زيادة المواد السكرية به عن القش العادي، وهذه تعد قيمة اقتصادية إضافية، خاصة في ظل الارتفاع الكبير في أسعار الأعلاف”.
وكشف خبير الزراعة المصري أن العام الحالي “شهد حصول 80 شركة على حق لإنتاج وتوزيع التقاوي، بالإضافة إلى أن الإدارة المركزية لإنتاج التقاوي ستقوم بإنتاج وتوزيع سوبر 300”.
وأعرب عن “طموحة في أن تتخطى زراعته 300 ألف فدان العام الجاري، بدلا من 200 ألف العام الماضي، بنسبة تصل لأكثر من 30 بالمئة، بدلا من 20 بالمئة العام الماضي”.
وحول وصول مصر للاكتفاء الذاتي من الأرز، أكد الموافي أنه “على مصر زراعة 1.3 مليون فدان، وفقا لرؤية مصر 2030، على أساس الإنتاجية 4 طن للفدان في التقاوي العادية، أما التقاوي الجديدة والتي يطرح الفدان منها 5 أطنان، سيتيح لها في حال استهداف زراعة 1.3 مليون فدان، التصدي
وكشف الموافي عن نجاح مصر في زراعة وإنتاج واستنباط الأرز البسمتي بأنواعه، في مشروع تطوير الأرز الهجين والأرز السوبر، لافتا إلى أن التقاوي اسمها “جيزة بسمتي 201″، ويصل إنتاجه إلى 4 طن للفدان، مقارنة بباكستان والهند 2.5 إلى 3 طن في الفدان.
واستطرد: “استخدمنا تقاوي هندية وباكستانية واستنبطنا نوعا جديدا للبسمتي المصري هو (جيزة بسمتي)، مما يفتح أمامنا آفاق تصدير إلى إفريقيا والدول العربية، خاصة أنه تفوق على كل الأصناف الموجودة، ونقوم بتصدير التقاوي، خاصة أننا جربنا زراعته في النيجر ونجح أيضا بالإضافة لمصر”.
وأشار إلى أنه “في حال تفعيل المشاريع التي أثبت كفاءتها، من خلال (المشروع القومي لتطوير الأرز الهجين والأرز السوبر)، وتطبيقها والتوسع بها، فستقلل تكلفة الاستيراد وتوفر 100 مليون دولار سنويا على البلاد، بالإضافة إلى إدخال عملة صعبة للبلاد من خلال التصدير”.
واختتم الموافي حديثه قائلا: “المشروع يتم بالتعاون بين وزارتي الزراعة والبحث العلمي، لإنتاج أصناف زراعية جديدة تتحمل ظروف ندرة المياه والتغيرات المناخية بالتعاون، كما أننا نجحنا في إنتاج أصناف جديدة أخرى بها مميزات كبرى، لكن لم نعلن عنها بعد”.