تتواصل إلى غاية يوم الأحد المقبل فعاليات معرض الكتاب في مونتريال في نسخته الخامسة والأربعين في قصر المؤتمرات وسط المدينة.
ويشارك ما يقرب من 2.000 مبدع تُمثلهم أكثر من 600 دار نشر في الأنشطة المختلفة للمعرض. ومن المقرر عقد ما يقرب من 3.000 حفلة بيع وتوقيع، فضلاً عن المقابلات مع المؤلفين والطاولات المستديرة.
وكشريك في هذا الحدث الثقافي، ستقوم هيئة الإذاعة الكندية بتسجيل العديد من برامجها الإذاعية مباشرة من العرض.
ويمكن الاطلاع على البرنامج الكامل للمعرض على موقعه على الإنترنت. (نافذة جديدة)
وصادف زيارة راديو كندا الدولي لمعرض الكتاب تنظيم مناقشة في فضاء ’’أغورا’’ (Agora) حول الانتقال من الكتابة الصحفية إلى الرواية بين لصحفية في جريدة ’’لا بريس’’ (La Presse) الناطقة بالفرنسية ريما الخوري وزميلتها ناتالي كولار.
وتحدّثت ريما الخوري المولودة في مونتريال لأبوين من سوريّين عن روايتها ’’منام’’ (Manam) التي تدور أحداثها حول إبادة الأرمن (نافذة جديدة)والتي نُشرت عام 2021. وللإشارة، فقد اعترفت كندا بهذه الإبادة الجماعية عام 2006.
وبالنسبة لريما الخوري، فإن الفرق الأول بين الكتابة الصحفية والخيال يكمن في إدارة الوقت.
الصحفيون يعملون تحت ضغط تسليم أعمالهم في أسرع وقت، بينما تستغرق كتابة الرواية وقتاً أطول.
نقلا عن ريما الخوري
وتضيف أنها أثناء كتابتها لهذه الرواية، لجأت إلى تقليصها إلى حد كبير. ويمكن أن يكون مصدر هذه الطريقة عملها كصحفية حيث ’’تضطر إلى تبسيط الأمور‘‘، حسب قولها.
برنامج لتلاميذ المدارس
خلال الثلاثة أيام الأوَل من هذه الحدث، يسمح معرض الكتاب في مونتريال لطلاب المرحلة الابتدائية والثانوية زيارة أكشاك المعرض مجانًا في الصباح إذا كانوا مرفقين بمعلّميهم.
وتخطط إدارة المعرض لاستقبال 15.000 طالب هذا العام. وكل ما يحتاجه المعلّمون هو حجز التذاكر المجانية على موقع المعرض على الانترنت لصفوفهم.
وقد ’’عرفت عملية حجز المقاعد نجاحاً كبيراً ما إن بدأنا في بيع التذاكر‘‘، كما أوضحت إدارة المعرض في بيان.
ووفقاً لأحد مسؤولي مكتب الإعلام في المعرض، ’’يمكن أن تضم مجموعات الحجز ما يصل إلى 45 طالباً. نتلقى حوالي 5.000 طالب يومياً.‘‘
ويمكن أن تستغرق الزيارات الجماعية للطلاب حتى ثلاث ساعات.
وتحدّث راديو كندا الدولي مع وفاء وهي أمّ مغربية الأصل تعيش في كندا منذ 8 سنوات كانت برفقة ابنها زياد وهو تلميذ في الصف الثالث الابتدائي.
وهذه زيارتها الأولى لمعرض الكتاب في مونتريال. ’’لقد جئنا في رحلة مدرسية مع تلاميذ مدرسة ابني. دعتنا إدارة المدرسة لمرافقة أطفالنا إذا كنّا نستطيع ذلك”، كما أوضحت السيدة وفاء.
وتقول إن ابنها كان مهتمّاً بالقراءة منذ صغره. ’’لقد حصل على أوّل كتاب وعمره عامين. اشتريت له كتبا وهو صغير. لقد بدأنا بالكتب التي تحتوي على صور أو تلك التي تحتوي على نقوش يمكن أن يلمسها بأصابعه.‘‘
وقال الطفل زياد إنه ’’تعلّم القراءة في روضة الأطفال وأنه يحب قراءة الكتب الوثائقية والقصص المصورة.‘‘
وتضيف السيدة وفاء أن مدرسة ابنها تشجّع الأطفال على استعارة الكتب من مكتبة المدرسة.
السكان الأصليون
يمكن لزوار معرض الكتاب في مونتريال الوصول إلى الإنتاج الأدبي للسكان الأصليين. (نافذة جديدة)
أقامت دار نشر ’’هانينوراك‘‘ (Hannenorak) المختصة في كتب السكان الأصليين جناحاً يحمل اسم ’’أنا أقرأ للسكان الأصليين‘‘ (Je lis autochtone).
ويجمع هذا الجناح الكتب التي كتبها مؤلفون من السكان الأصليين. ويقع مقر دار النشر هذه في محمية ’’ونداكي‘‘ (Wendake) في مدينة كيبيك.
وتوضح فريدريك كريستان جوليان، المكلّفة بالمعارض في دار النشر هذه، أن ’’مبادرة ’أنا أقرأ للسكان الأصليين‘ تمّ إطلاقها قبل عامين من قبل دار النشر بمناسبة الشهر الوطني لتاريخ السكان الأصليين والذي يصادف شهر يونيو/حزيران من كل عام.‘‘
الهدف من مبادرة ’أنا أقرأ للسكان الأصليين‘ هو جعل آداب السكان الأصليين معروفة للجمهور ومتوفّرة بسهولة.
نقلا عن فريدريك كريستان جوليان
وأشارت إلى أن المؤلفة مايا كوزينو مولن من أمّة ’’الإينو‘‘ (Innue) فازت هذا العام بجائزة حاكمة كندا العامة في فئة الشعر.
أوضحت فريديريك كريستان جوليان أنّها ’’ أول مؤلفة فرنكوفونية من السكان الأصليين تحصل على هذه الجائزة.‘‘
وبالنسبة لها، يتّسم أدب السكان الأصليين بروح الدعابة الحاضرة جداً. ’’السخرية من الذات والكوميديا السوداء أحياناً تجعلنا نفكر ونواجه تحيّزاتنا. كما أنها تُستخدم كأداة صمود في مجتمعات السكان الأصليين ‘‘.
وتقول إنها ’’عاشت في غرب إفريقيا لفترة طويلة وعندما بدأت في قراءة مؤلفين من السكان الأصليين ، اكتشفت نفس النوع من الفكاهة التي عرفتها في إفريقيا.‘‘
أوكرانيا
حضر الكتاب الأوكراني في معرض الكتب في مونتريال بفضل النادي الأوكراني لمونتريال (Club Ukrainien de Montréal).
ويروّج هذا النادي للثقافة والأدب والسينما الأوكرانية.
وفي مقابلة مع راديو كندا الدولي، أوضحت أناستازيا زاخارتشوك، إحدى مؤسِّسات النادي الذي نظّم الجناح الأوكراني أنّ ’’ أوكرانيا كانت حاضرة لأول مرة في معرض الكتاب في مونتريال في عام 2019.‘‘
وأضافت أنّ ’’منظمتنا تأسست قبل شهر. وعلمنا مؤخراً أن أوكرانيا لن تكون مُمثَّلة في المعرض، لذلك بادرنا بتمثيلها.‘‘
وتمّ تحضير الجناح الأوكراني في ظرف ثلاثة أسابيع ’’بدعم من إدارة المعرض”، كما تقول.
والكتب المعروضة هي أعمال باللغة الأوكرانية مترجمة إلى الفرنسية والإنكليزية تهمّ الأشخاص الذين يرغبون في التعرف على أوكرانيا.
»هناك أيضًا كتب باللغة الأوكرانية تهمّ العائلات القادمة من أوكرانيا والتي لم يكن لديها الوقت ولا المال لشراء الكتب قبل مغادرة البلاد.« أناستازيا زاخارتشوك