في مواجهة النقص في الغذاء والطاقة الناجم عن الحرب في أوكرانيا وإزاء التوترات المتزايدة مع الصين، ستكون أهمية تعزيز الروابط الاقتصادية بين كندا والولايات المتحدة والمكسيك في قلب المناقشات في قمة قادة أميركا الشمالية اليوم في مكسيكو.
لكن من أجل تعزيز التماسك الاقتصادي في أميركا الشمالية، سيتعيّن على رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو والرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور أن يتناولوا بشكل مباشر مسألة الحمائية التجارية.
ويساعد انفتاحٌ أكبر لقطاع السيارات الأميركي وقطاع الطاقة المكسيكي وقطاع الألبان الكندي على تحقيق الهدف المشترك، وبالتالي ضمان قدر أكبر من الاستقلالية لدول أميركا الشمالية الثلاث.
وتجادل الولايات المتحدة بأنّ سوق الألبان الكندي، الخاضع لنظام إدارة العرض الذي يحمي المنتجين الكنديين، يحرم المنتجين الأميركيين من الوصول العادل إلى الزبائن في كندا. وتدّعي واشنطن أيضاً أنّ المكسيك تخصّ، وبشكل غير منصف، مورّدي الطاقة الوطنيين بمعاملة تفضيلية.
من جهتهما، تأخذ المكسيك وكندا على الولايات المتحدة عدم التعاطي بإنصاف فيما يتعلق بكيفية تعريفها المحتوى الأجنبي في سلاسل التوريد لقطاع صناعة السيارات لديها.
ولن تدور المناقشات الثلاثية حول القضايا التجارية فقط، فهي ستتناول أيضاً مسائل الهجرة وتهريب المخدرات والأحداثَ الأخيرة التي هزت البرازيل.
ومن المقرر أيضاً أن يعقد ترودو محادثات ثنائية مع الرئيس الأميركي قبل الظهر. وسيكون الاقتصاد مرة أخرى على جدول الأعمال لأنّ كندا تريد أن تكون مشمولة بخطة بايدن للتعافي الاقتصادي وباستراتيجيته التجارية في منطقة المحيطيْن الهندي والهادي.
وسيتطرق الزعيمان إلى مسألة الهجرة واللجوء، فيما لا يزال بلداهما في طور مراجعة اتفاقية البلد الثالث الآمن.
ووصل ترودو إلى مكسيكو بعد ظهر أمس برفقة زوجته، صوفي غريغوار ترودو. وشارك رئيسُ الحكومة الكندية في لقاء مع قادة أعمال من دول أميركا الشمالية الثلاث. وفي المساء انضم إلى بايدن ولوبيز أوبرادور في عشاء دُعيت إليه أيضاً زوجاتهم.
أمّا الرئيس الأميركي فوصل إلى العاصمة المكسيكية مساء الأحد بعد زيارة إلى الحدود الجنوبية للولايات المتحدة. وهذا المكان متوتر سياسياً بسبب الهجرة غير الشرعية إلى الولايات المتحدة، وسيناقش بايدن هذا الموضوع مع نظيره المكسيكي.
وترتبط دول أميركا الشمالية الثلاث بـ’’اتفاقية كندا والولايات المتحدة والمكسيك‘‘، وهي النسخة الجديدة من اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية (’’نافتا‘‘ – NAFTA)، وتمّ التوقيع على نسختها النهائية في كانون الأول (ديسمبر) 2019.
(نقلاً عن موقع راديو كندا، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)