أعلن وزير البيئة والتغيرات المناخية في الحكومة الفدرالية، ستيفن غيلبو، صباح اليوم من العاصمة البلجيكية بروكسل أنّ كندا ستقدّم 450 مليون دولار لمساعدة البلدان النامية في مكافحة هذه التغيرات.
ويشارك الوزير غيلبو في استضافة الاجتماع الوزاري السابع حول العمل المناخي (MoCA7)، جنباً إلى جنب مع الاتحاد الأوروبي والصين في 13 و14 تموز (يوليو) في بروكسل.
وهذه المساهمة الكندية لصندوق المناخ الأخضر هي جزء من 5,3 مليارات دولار تعهدت كندا عام 2021 بتقديمها على امتداد خمس سنوات في إطار التمويل الدولي لمكافحة التغيرات المناخية.
وأشارت الحكومة الكندية إلى أنّ مبلغ الـ450 مليون دولار يمثل زيادة بنسبة 50% عمّا استثمرته في صندوق المناخ الأخضر في عام 2019.
وتعتبر كندا أنّ هذا المبلغ يتيح تمويل مشاريع وبرامج ستخفض ’’ما مجموعه 2,5 مليار طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون‘‘ من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. وتبعاً لأوتاوا، سيؤثر ذلك على ’’278 مليون مستفيد مباشر و635 مليون مستفيد غير مباشر‘‘.
التزام من عام 2009
يُذكر أنه في مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي لعام 2009 الذي انعقد في العاصمة الدانماركية كوبنهاغن، تعهدت الدول المتقدمة اقتصادياً بتأمين 100 مليار دولار سنوياً، اعتباراً من عام 2020، لمساعدة الدول النامية على مواجهة الاختلالات المناخية.
ولفت الوزير غيلبو إلى أنه لم يتم الوفاء بهذا التعهد، مضيفاً أنه سيتم الوفاء به في السنوات المقبلة.
’’وفقاً للبيانات الأولية الصادرة عن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، سنبلغ هذا الهدف هذه السنة‘‘ و’’سنتجاوز مبلغ الـ100 مليار دولار هذا خلال السنوات المقبلة، ما يعني أنه، من عام 2020 إلى عام 2025، سنكون قد وصلنا إلى مبلغ معدله السنوي 100 مليار دولار‘‘.
كما أشار الوزير الكندي إلى أنّ هذا المبلغ الضخم من المال ضئيل للغاية من أجل لتلبية أهداف خفض غازات الاحتباس الحراري. لذا، من وجهة نظره، يجب على القطاع الخاص القيامُ بالمزيد في هذا المجال وينبغي أيضاً إصلاحُ المؤسسات المعنية، مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.
المدير العام بالوكالة لصندوق المناخ الأخضر، هنري غونزاليز، شكر كندا على مساهمتها الطموحة مشيراً إلى أنّ الأسبوع الماضي كان الأكثر سخونةً على الإطلاق على مستوى كوكب الأرض حسب البيانات المتوفرة.
كما أشار غونزاليز إلى أنّ الجهود العالمية لمعالجة أزمة المناخ أصبحت أكثر أهمية من أيّ وقت مضى وأعرب عن أمله في أن تلهم المساعدة الكندية دولاً أُخرى لتحذو حذو كندا.
غيلبو يهاجم المحافظين
وهاجم وزير البيئة والتغيرات المناخية في حكومة جوستان ترودو الليبرالية من بروكسل المحافظين الكنديين لنشرهم ’’نظريات المؤامرة‘‘ بشأن المناخ.
فخلال فترة الأسئلة التي أعقبت الإعلان اليوم، سألت صحفية أوروبية الوزير غيلبو ما إذا كان يعتقد أنّ حرائق الغابات المشتعلة في كندا والفيضانات المتزامنة في عدة مناطق من العالم ستجعل المزيد من الناس يدركون الحاجة إلى الاستثمار في مكافحة التغيرات المناخية وفي التكيف معها.
أجابها الوزير الكندي أنّ تلك ليست هي الحال بالضرورة وانتهز الفرصة ليطلق سهامه على بعض نواب حزب المحافظين الذي يشكل المعارضة الرسمية في مجلس العموم الكندي.
’’قد نعتقد حقاً أنّ عدد الكوارث الطبيعية ودرجة خطورتها في كندا وأماكن أُخرى سيشجّعان قسماً أكبر من السكان على التعبئة من أجل مسألة التغيرات المناخية. ومع ذلك، نرى أنه في كندا وفي أماكن أُخرى من العالم يحاول جزء من اليمين استغلال آثار التغيرات المناخية من خلال تقديم كافة أنواع نظريات المؤامرة‘‘، قال الوزير غيلبو.
’’لقد اتهم عدة نواب من حزب المحافظين دعاةَ حماية البيئة بأنهم وراء اندلاع حرائق الغابات، وهذا بالطبع أمر سخيف تماماً‘‘، أضاف وزير البيئة والتغيرات المناخية الكندي.
تقرير لوكالة الصحافة الكندية