تحشد الجالية السورية في كندا طاقاتها لمساعدة المتضرّرين من الزلزال الذي ضرب شمال سوريا وجنوب تركيا الأسبوع الماضي والذي خلّف 41.000 ضحية، وفقاً لآخر الإحصائيات.
ففي مونتريال، تجري حالياً عملية لجمع التبرعات لإرسال حاويتين من الملابس والمواد الغذائية للمتضررين من الزلزال في سوريا.
وزار راديو كندا الدولي المستودع الذي يقوم فيه المتطوعون بإعداد الصناديق التي ستوضع في الحاويات. ويقع المستودع غربي جزيرة مونتريال.
وكان المكان مملوءاً بالمعاطف الشتوية والأغطية والحفاضات وعلب حليب الأطفال المجفّف، من بين مواد أخرى.
ومن وقت لآخر كانت السيارات تصل مُحمّلة بأكياس التبرعات التي يخرجها أصحابها لوضعها داخل المستودع.
وخارج المستودع، كانت هناك حاوية كبيرة جاهزة لاستلام الصناديق التي يُعدّها المتطوعون.
وأُطلقت مبادرة إرسال الحاوية إلى المنكوبين من طرف رمزي جرادة، وهو من مواليد اللاذقية في سوريا ويعيش في مونتريال.
في مقابلة مع راديو كندا الدولي، أوضح هذا الوكيل العقاري أنه ’’بعد الزلزال مباشرة، بدأتُ أفكر في كيفية مساعدة بلدي.‘‘
وللسيد جرادة تجربة في المساعدات الإنسانية. فقبل عامين ونصف شارك في جهود الجالية اللبنانية في مونتريال لمساعدة المتضرّرين من الانفجار الذي وقع في ميناء بيروت.
سوف نرسل الحاويات إلى اللاذقية لأنّ هناك ميناء. ومن هناك، سنقوم بتوزيع التبرعات على مدن أخرى في جميع أنحاء سوريا.
نقلا عن رمزي جرادة
في البداية، خطط هذا الأخير لإرسال حاوية واحدة سعة 20 قدماً. ولكن مع تراكم التبرعات، اضطر إلى اختيار حاوية من صنف 40 قدماً. وفي الأخير، أضاف حاوية ثانية.
ويقول رمزي جرادة إن هذه التبرعات ستذهب ’’إلى المؤسسات والمساجد والكنائس في سوريا وإلى كل المحتاجين دون تمييز.‘‘
وأوضح أنّ الاحتياجات متنوعة. ’’بما أن المنازل قد دُمًرت وسقطت بكلّ ما تحتويه، لم يعد للناس ملابس يرتدونها. يحتاج هؤلاء إلى الأمور الأساسية للبقاء على قيد الحياة : البطانيات، الحفاضات”، كما أضاف.
وردّاً على سؤال حول العقوبات الدولية المفروضة على سوريا منذ 2011 والتي قد تمنع وصول التبرعات إلى الضحايا، قال السيد جرادة إّنه اتّصل بسلطات ميناء اللاذقية التي أكدت له أن المساعدات الإنسانية لا تقع تحت طائلة العقوبات.
وفي مقابلة هاتفية مع راديو كندا الدولي، أكدت مروة خوبيه المديرة التنفيذية للمؤسسة السورية الكندية التي يقع مقرّها في مدينة ميسيساغا أن ’’العقوبات تقتصر على التجارة والمعاملات مع الجهات الحكومية أو تلك التي لها صلة بالحكومة أو أعضاء من النظام.‘‘
وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت على لسان أمينها العام أنطونيو غوتيريش أنه ’’يجب الّا تمنع العقوبات وصول المساعدات إلى السكان المتضررين.‘‘
وتجدر الإشارة أيضاً إلى أنّه قبل أيام قليلة ، أجازت وزارة الخزانة الأمريكية لمدة 180 يوماً “جميع المعاملات المتعلقة بالإغاثة من الزلزال في سوريا.‘‘
أما بالنسبة لتحويل التبرعات النقدية إلى سوريا، فيقول جورج أسود، الذي يدير مكتب الصرافة كليك إكستشينج (Click Exchange)، إنّ ’’التحويلات المالية إلى سوريا كانت دائماً مسموحة.‘‘
وللمساعدة في جهود الإغاثة، ألغت شركته رسوم خدمة التحويلات إلى سوريا. كما قامت بعض مكاتب الصرافة الأخرى في منطقة مونتريال ولافال بنفس الشيء.
الخوذ البيضاء وفريق ملهم التطوعي
وبينما كان المتطوّعون يعدّون صناديق التبرعات غربي مونتريال، نُظِّمت وقفة تضامنية وسط المدينة لدعم المتضرّرين من الكارثة.
ودعا المشاركون إلى توجيه المساعدات إلى منظمات مثل الدفاع المدني السوري المعروف باسم الخوذ البيضاء أو فريق ملهم التطوعي.
وفي حديثه مع راديو كندا الدولي، أوضح مجْد خلف، أحد المتطوعين في الخوذ البيضاء، أن الهدف من التجمّع هو رفع مستوى الوعي حول ما يحدث على الأرض في سوريا.
ندعو المجتمع الدولي إلى تقديم أي شكل من أشكال المساعدة. في الوقت الحالي، في شمال غرب سوريا، ما يقرب من 5 ملايين شخص يفتقرون إلى كل شيء.
نقلا عن مجد خلف
وقال إن منظمته كانت بحاجة إلى معدات لعمليات الإنقاذ. ’’أصبحت احتمالات العثور على ناجين ضئيلة ، لكن علينا على الأقل إخراج الجثث من تحت الأنقاض.‘‘
وذكّر أن منطقة شمالي غرب سوريا حيث تتركز المعارضة السورية للنظام، أمضت “أكثر من 12 عاماً من المعاناة. روسيا ونظام الأسد أضعفا المباني بالقصف ثمّ جاء الزلزال وأسقطها.‘‘
وفي حوار مع راديو كندا الدولي عبر الشبكات الاجتماعية، ناشدت الكاتبة الكندية السورية المقيمة في مونتريال ماريا ظريف الجمهور بـ’’التبرع للمنظمات المحلية والدولية بالملابس والأدوية والحفاضات وحليب الأطفال وأيضاً تزويد أجهزة النجدة بالوقود.‘‘
مدرسة السلام
هزار المهايني، وهي من سكان مونتريال، تدير مدرسة السلام في الريحانية بتركيا التي تأسست في عام 2012 وتستقبل مجّاناً اطفالاً سوريين لاجئين في تركيا.
تقع في محافظة هاتاي على الحدود بين تركيا وسوريا على بعد 50 كم غرب حلب. وتحصل المدرسة على الدعم المادي من تبرعات كندية تأتي أساساً من مونتريال.
في مقابلة مع راديو كندا الدولي، قالت هزار المهايني إن ’’المتطوعين الذين يقدمون دروسًا عبر الإنترنت للأطفال في سوريا كانوا قلقين بشأن طلابهم فور حدوث الزلزال. لكن بما أن المدرسة تقع خارج المدينة فإنّها لم تتضرر.‘‘
وفتحت المدرسة أبوابها لإيواء منكوبي الريحانية الذين فقدوا منازلهم التي تصدّعت.
وطلبت المهايني من الجمهور الذي يمكنه ذلك أن يتبرّع لمؤسسة أطفال سوريا المسجَّلة في كندا والتي ترأسها هي أيضا.
كل الأموال التي سيتمَ جمعها ستُستخدم لصالح السوريين في الداخل أو للسوريين اللاجئين في تركيا.
نقلا عن هزار المهايني