’’إنه شيء لن ننساه أبدا، كما لو أنه حصل أمس. انفطر قلبنا ذلك اليوم‘‘، تقول أنجيل بيتيكاي، بعد عاميْن من الوفاة المأساوية لجويس إشاكوان في المركز الاستشفائي لمنطقة لانوديير في مدينة جولييت في مقاطعة كيبيك.
وهذا الشعور مُشترَك في مجتمع الأتيكاميك من سكان كندا الأصليين في محمية ماناوان الذي تنتمي إليه كلّ من إشاكوان وبيتيكاي. وتقع ماناوان على مسافة نحو 200 كيلومتر بالسيارة إلى الشمال من جولييت.
وتحيي ماناوان اليوم الذكرى السنوية الثانية لوفاة إشاكوان بمسيرة وتدشين لوحة تبرز صورتها عند مدخل المحمية وبتجمّع تكريمي لها.
يُذكر أنّ إشاكوان توفيت في 28 أيلول (سبتمبر) 2020 في ظروف مضطربة تحت إهانات من قبل عاملين صحيين في مستشفى جولييت، وكان لشريط فيديو صوّرته بنفسها قبل أن تفارق الحياة وقع قوي في مقاطعة كيبيك.
ويتذكر جميع أفراد مجتمع ماناوان ما كانوا يفعلونه عندما خرج شريط الفيديو الذي تظهر فيه إشاكوان وهي تصرخ راجية أن يخرجوها من مستشفى جولييت.
كانت آنذاك بيتيكاي مع والدتها وخالتها. شاهدن شريط الفيديو ثم بدأن يتابعن تطوّر الوضع على جهاز راديو من فئة فرقة المواطنين (CB radio) لغاية الإعلان عن وفاة إشاكوان، الأم البالغة من العمر 37 عاماً.
’’لم نزل متأثرين بما حصل‘‘، تقول بيتيكاي واضعةً يدها على قلبها.
سيبي فلامان، الزعيم الجديد لمجلس الأتيكاميك في ماناوان، لم يشاهد شريط الفيديو بشكل مباشر في 28 أيلول (سبتمبر) 2020، لكنه تلقى الكثير من الرسائل والمكالمات بشأنه.
’’وعندما شاهدتُ الدقائق السبع، شعرتُ بغضب، بغضب شديد لدرجة…‘‘، يقول فلامان دون أن يكمل عبارته.
ذكرياتٌ عادت إلى الظهور أثارت غضبه، لاسيما شهادات أفراد شعب الأتيكاميك خلال جلسات لجنة فيان التي أدانوا فيها الوضع في مستشفى جولييت وقصص كان أفراد مجتمع ماناوان يروونها. ’’كان هناك الكثير من العنصرية‘‘، يقول فلامان.
لو كانت الحكومة أكثر انفتاحاً لما كان علينا أن نعيش ما عشناه. كان ينبغي أن يباشروا الأعمال مع لجنة فيان.
نقلا عن سيبي فلامان، الزعيم الجديد لمجلس الأتيكاميك في ماناوان
يُذكر أنّ هذه اللجنة التي رأسها القاضي المتقاعد جاك فيان قامت بتحقيق حول العلاقات بين السكان الأصليين وبعض الدوائر العامة في كيبيك ورفعت توصياتها في أيلول (سبتمبر) 2019.
وبعد مرور عاميْن على وفاة إشاكوان، يقول فلامان إنه حوّل غضبه إلى طاقة يستخدمها بشكل مختلف، أكثر إيجابية، لاسيما لحمل حكومة كيبيك على تبني ’’مبدأ جويس‘‘ (le Principe de Joyce) الذي يهدف إلى ضمان حق الوصول العادل إلى الخدمات الاجتماعية والصحية لجميع السكان الأصليين.
إذا اعتمدنا هذا المبدأ، لن تكون وفاتها قد ذهبت سدىً، لأنّ جويس ستكون قد ساهمت في إحداث تغيير كبير.
نقلا عن سيبي فلامان، الزعيم الجديد لمجلس الأتيكاميك في ماناوان
بعد وفاة إشاكوان بعاميْن يرسم فلامان صورة مختلطة عن الوضع. ’’استناداً إلى التعليقات التي أراها، لم يتطور الناس في المنطقة‘‘، يقول الزعيم الجديد لمجلس الأتيكاميك في ماناوان.
لكن ’’كانت هناك صحوة في المجتمع الكيبيكي بشكل عام، كان هناك حشد. أعتقد أنّ كيبيك مستعدة للقبول بأنّ فيها عنصرية ممنهجة، لكنّ الحكومة (الكيبيكية) هي التي لا تريد تغيير موقفها‘‘، يضيف فلامان.
وتواصل حكومة فرانسوا لوغو في كيبيك القول إنها حرب كلامية، إذ تعترف بأنّ هناك بالفعل عنصرية في المقاطعة لكنها ترفض الحديث عن ’’عنصرية ممنهجة‘‘.
في 15 أيلول (سبتمبر)، خلال المناظرة التلفزيونية الأولى بين زعماء الأحزاب الكيبيكية في الحملة الانتخابية الجارية، جادل لوغو، زعيم حزب التحالف من أجل مستقبل كيبيك (’’كاك‘‘ CAQ) ورئيس الحكومة الخارجة، بأنّ الوضع في مستشفى جولييت قد تغير تماماً وأنّ المشكلة قد تم حلها.
وأثار هذا الكلام غضب زعماء الأتيكاميك وعائلة جويس إشاكوان، وردّوا بأنّ الوضع بعيد عن أن يكون قد سُوّي.
وبعد اتهامه زعماء الأتيكاميك بعدم الرغبة في حلّ المشكلة، اعتذر لوغو لكارول دوبيه، أرمل جويس إشاكوان.
’’يتطلب الأمر تغييراً كبيراً‘‘، يقول سيبي فلاماند، ’’تغيير يجب القيام به بالتعاون مع مجتمعات السكان الأصليين من أجل استعادة الثقة في النظام الصحي‘‘.
(نقلاً عن تقرير لماري لور جوسلان على موقع راديو كندا، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)