يبدو ان العراقيين ، كتب عليهم العيش وسط اجواء مغبرة خلال فصل الصيف الجاري ،نتيجة عدم ايلاء الحكومات المتعاقبة اولوية لمشروع الحزام الاخضر حول المدن وتغاضي الجهات الرقابية عن تجريف المساحات الخضراء وتحويلها الى مدن سكنية ،مما زاد من المشاكل البيئية واتساع مساحات التصحر التي اضحت مشكلة تتفاقم سنويا دون اتخاذ حلول واجراءات تحد من مخاطرها الكبيرة،حيث استقبلت المستشفيات في بغداد والمحافظات الالاف من حالات الاختناق جراء استمرار العواصف الترابية منذ ايام وسط توقع الهئية العامة للانواء الجوية والرصد الزلزالي التابعة لوزارة النقل في بيان امس ان (تشهد المنطقة الشمالية امطارا خفيفة ومناطق الوسط والجنوب غبارا ينتهي تأثيره يوم غد الاثنين). ودفعت العواصف الترابية ، محافظة الانبار الى التحرك لوضع معالجات حقيقة للمشكلة ، يعد الاول من نوعه على مستوى المحافظات . وقال بيان اطلعت عليه (الزمان) امس ان (المحافظ علي فرحان الدليمي، وجه مديرية الزراعة في المحافظة، بالاسراع باكمال اجراءات المباشرة بمشروع الاحزمة الخضراء حول المدن وزراعة الغابات للحد من التصحر والعواصف الترابية). بدورها ،وجهت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، الجامعات باستكمال برامجها وتعضيد أبحاثها ودراساتها بشأن مؤشرات التغير المناخي.وقالت الوزارة في بيان تلقته (الزمان) امس إنه (انطلاقا من مسؤولياتها الأكاديمية ومهامها العلمية الداعمة لقطاعات الدولة المختصة واستكمالا لبرامجها العلمية في مواكبة القراءة العالمية لمؤشرات التغير المناخي ،وجهت الوزارة جامعاتها ومراكزها البحثية المعنية بتعضيد توصياتها التي تمخضت عنها ندواتها ومخرجات ورشها ومؤتمراتها التخصصية وأبحاثها وفعالياتها النوعية لتعزيز الدراسات الكاشفة عن المشكلات المناخية وتشخيص تأثيرها على العراق من خلال منظور ستراتيجي متكامل). بدوره ، قدم الطبيب الاستشاري قيس الخفاجي ،نصائح لتفادي مخاطر الغبار على الجهاز التنفسي. وقال انه (نظرا لتكرار حدوث العواصف الترابية في العراق واستمرارها ،يتوجب علينا توضيح مخاطرها الصحية على الفرد سواء ممن كان يعاني من امراض تنفسية من عدمه ،ولاسيما الغبار لا يتكون من ذرات الرمل فحسب وانما من جسيمات ناتجة من دخان المركبات والمولدات وكذلك من احياء مجهرية دقيقة التي تتكيف مع التربة وتعيش داخلها مع بعض المعادن الثقيلة والمبيدات)، وتابع ان (الاجراءات التي يجب اتباعها لتجنب المخاطر ،هي عدم التعرض المباشر للعواصف فهو الحل الامثل لحين مرورها وانقشاعها ،وذلك بتجهيز غرفة محكمة الاغلاق في المنزل مع الاستعانة بالمناديل المرطبة وقطع القماش لسد الثغرات التي يمر من خلالها الغبار ، واما للمتعرضين لها فينصح بارتداء الكمامة واستبدالها كل ساعتين مع لبس مناضر وقائية لحماية العينين ،وعند ظهور اعراض متوسطة او شديدة فينصح مراجعة المؤسسات الطبية).