اعتبر مراقبون استيلاء القوات الأوكرانية على عدد لا بأس به من الدبابات، خلفها الجنود الروس الفارون من ساحات المعارك، أحد أبرز إنجازات الهجوم المضاد السريع الناجح في خاركيف.
وإجمالا، غنم الأوكرانيون حوالي 380 دبابة روسية منذ بداية الغزو في فبراير الماضي، لكن المفاجاة الأبرز التي تم الكشف عنها مؤخرا، كانت دبابة واحدة على الأقل من طراز “تي-90 أم“، وهي الأكثر تطورا من نوعها، حيث أكد تحليل لمجلة “إيكونوميست” أن الأمر “يبدو مفيدا بشكل فريد”.
ويمكن أن يوفر الاستيلاء على معدة حربية معلومات قيمة عن حالة التكنولوجيا العسكرية للعدو، ولهذا تحاول الدول أن تحمي أسلحتها خلال الحروب، خاصة المتطورة منها.
وما يميز الدبابة الروسية “تي-90 أم”، أن الأوكرانيين حصلوا عليها بعد دخولها الخدمة قبل عامين فقط، بعكس، مثلا، الأميركيين الذي احتاجوا 14 عاما للحصول على دبابة “تي-72” خلال الحرب الباردة.
وتوضح المجلة أن الدبابة “تي-90 أم”، المعروفة أيضا باسم “بروريو-3” بالأوكرانية، وتعني “اختراق”، تعد أفضل دبابة عاملة في روسيا، وتعتبر النسخة المحدثة من طراز T-90، الذي دخل الخدمة أوائل التسعينيات.
وتقول إن “كلا النموذجين، الذي يمتلك الجيش الروسي عدة مئات منهما، أفضل بكثير من باقي الدبابات السوفيتية التي لا تزال تستخدم على نطاق واسع من قبل كل من روسيا وأوكرانيا”.
وتضيف إيكونوميست أنه لم يتم نشر هذه الدبابات خلال مراحل الغزو الأولى، حتى ظن بعض المحللين بأن موسكو تدخرها لحرب محتملة مع الناتو، إلى أن ظهر بعضها في الحرب الأوكرانية بعد شهرين من بدء الغزو.
وتتميز هذه الدبابة بمستويات دفاعية مركبة، ضد الهجمات البعيدة، أو قصيرة المدى.
ويرتكز تكتيك الدفاع بعيد المدى، المسمى “ناكيدكا”، على مادة غير معروفة، تدَّعي روسيا أنها قادرة على امتصاص الحرارة والإشارات الراديوية، حيث يحجب هذا الطلاء، نظريا، دبابات “ت-90 أم”، عن رادارات الناتو المحمولة جوا، التي يمكنها تعقب المركبات الروسية من على مسافات بعيدة.
كما أنه يعيق استخدام الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات التي تعتمد على التصوير الحراري، بحسب المجلة.
وبالنسبة للدفاع قصير المدى، فالدبابة مزودة بنظام حماية، يطلق قذائف لاعتراض الهجمات على المدى القصير.
أما المستوى الثالث من الدفاع الذي تمتلكه الـ”ت-90 أم”، فهو درعها القوي، “وهو سر يخضع لحراسة مشددة”، بحسب المجلة.
كما أظهرت الدبابة التي تم الاستيلاء عليها بالمعارك، أنها مزودة بأحدث الأسلحة الهجومية الروسية، بما في ذلك نظام محوسب للتحكم في النيران، ومدفع قادر على إطلاق قذائف موجهة.
واستطاعت القوات الأوكرانية تدمير واحدة من هذا الطراز، على الأقل، خلال الحرب، لكن غنيمة واحدة منها أكثر فائدة بكثير، بحسب “إيكونوميست”، إذ أن تفكيكها وتحليلها يجعل من السهل معرفة كيفية التغلب عليها مستقبلا.