احتضنت مدينة كيبيك أمس الثلاثاء النسخة الخامسة من قمة الهجرة في كيبيك. وجمع هذا الحدث الذي نظمته مؤسسة (Immigrant Québec) ما يقرب من 500 متخصص من المنظمات المجتمعية والدوائر السياسية والمؤسساتية والتجارية في مقاطعة كيبيك.
وبحسب المنظمين، فإن اقمة ’’توفر مساحة مميزة للتبادلات والمشاركة التعاونية والقطاعية بهدف الحصول على المعلومات وتزويد المهتمين بالأدوات اللازمة لمواجهة التحديات الأساسية لمستقبل المقاطعة.‘‘
وتضمن برنامج القمة 18 ورشة عمل حول موضوع: الهجرة في قلب تنمية كيبيك: الثروة المدعومة بنظام بيئي تعاوني.
وغطت ورش العمل هذه موضوعات مختلفة مثل أقلمة الهجرة، وإدماج المهاجرين في بيئاتهم المعيشية الجديدة، والاعتراف بالمهارات، وإصلاح برامج الهجرة الدائمة، وتطوير مشاركة المهاجرين في سوق العمل، ومنح الامتيازات في مكان العمل، وما إلى ذلك، من بين أمور أخرى.
وافتُتحت القمة بجلسة عامة شارك فيها وزير الهجرة والفرنسة والاندماج في كيبيك، جان فرانسوا روبيرج، بالإضافة إلى عمدة مدينة كيبيك برونو مارشان.
الفرنسة والهجرة إلى المناطق
شدد الوزير روبيرج في كلمته على أهمية فرنسة المهاجرين في مقاطعة كيبيك.
وقال إنّ مؤسسة ’’فرنسة كيبيك‘‘ (Francisation Québec) التي أنشأتها حكومته ’’تشارك في تعليم الفرنسية لـ 76.000 شخص سنوياً. عندما وصلت حكومتنا، قمنا كان العدد لا يتجاوز 20.000 شخص سنوياً.‘‘
وأوضح أنَ (Francisation Québec) هي شبكة مكونة من 139 منظمة و257 مركز خدمة و48 منظمة غير ربحية و 18 معهد (CEGEPs) وأربع جامعات و69 مركز خدمة مدرسية.
أما في ما يخصّ الهجرة إلى المناطق أوما يُعرف بأقلمة الهجرة، فيرى الوزير أنها ’’تسهل الاندماج أيضا‘‘.
في عام 2024، سيستقر 36,2% من الوافدين الجدد خارج مونتريال الكبرى. هذا يعني أنه لا يزال هناك 64% من الأشخاص يستقرون في مونتريال الكبرى.نقلا عن جان فرانسوا روبيرج، وزير الهجرة والفرنسة والاندماج في كيبيك
وأضاف أنه ’’ عندما نقارن بين عامي 2016 و2024، نرى أن هناك تقدماً ملحوظاً. ففي عام 2016، استقر 23.3% من الوافدين الجدد خارج مونتريال الكبرى.‘‘
وأشار إلى برنامج دعم ومساندة الاندماج الذي تضاعفت ميزانيته ثلاث مرات منذ عام 2018. ’’خصصنا 61,2 مليون دولار لتمويل 113 منظمة.‘‘
وذكر برنامجا آخر لدعم المجتمعات ’’زادت ميزانيته من 16 مليون دولار إلى 26 مليوناً لتمويل اتفاقيات مع 13 شريكا و73 شريكاً بلديا.ً‘‘
ووفقاً له، لدى حكومة كيبيك الآن، 72 اتفاقية إقليمية لتسهيل استقبال الوافدين الجدد في المناطق المختلفة من المقاطعة.
وحسب بيانات حكومة كيبيك، ففي سنة 2023، فقد استقبلت المقاطعة 52.808 مقيماً دائما جديداً ثلثيهما في فئة الهجرة الاقتصادية.
وبلغت نسبة البطالة بين أفراد هذه الفئة 8,9% وهي أكبر من نسبة البطالة عند الأشخاص المولودين في المقاطعة (3,7%).
بلدان منشأ المهاجرين الدائمين إلى كيبيك بين 2019 و2023
- فرنسا : 33.011 (13,9%)
- الصين : 21.274 (9,0%)
- الكاميرون : 14.135 (5,9%)
- الجزائر : 13.211 (5,6%)
- المغرب : 11.015 (4,6%)
- هايتي : 10.322 (4,3%)
- تونس : 10.013 (4,2%)
- الهند : 8.651 (3,6%)
- كوت ديفوار : 7.240 (3,0%)
- لبنان : 3.874 (1,6%)
- بلدان أخرى : 104.851 (44,1%)
المجوع : 237.597 (100%)
(المصدر : حكومة كيبيك)
وفي حوار مع راديو كندا الدولي، قالت فانجا راجيري، مديرة منظمة استقبال المهاجرين (Alpha Lira) في مدينة سات إيل في مقاطعة كيبيك إنّه من الضروري أن نكون واقعيين ’’ولا نبيع الأحلام‘‘ للمهاجرين لجلبهم إلى المناطق خارج المدن الكبرى.
تنظم مؤسستنا زيارات استكشافية تسمح للمهاجر المقيم في مدينة كبيرة من التعرف على منطقتنا. وفي حالة ما قرّر الانتقال للعيش فيها لدينا خدمات تساعده على الاستقرار.نقلا عن فانجا راجيري، مديرة منظمة استقبال المهاجرين (Alpha Lira) في مدينة سات إيل في مقاطعة كيبيك
وأوضحت أنها هي شخصيا انتقلت للعيش في مدينة سات إيل (Sept-îles) التي تبعد عن مونتريال نحو 10 ساعات بالسيارة بعد زيارة استكشافية.
ويقيم في هذه المنطقة مجموعة من العمال المؤقتين التونسيين في قطاع اللِّحام و في الميكانيكا.
ويمكن لهؤلاء العمال المؤقتين أن يتقدّموا بطلب للحصول على الإقامة الدائمة وفق بعض الشروط. ’’يمكن أن ندعمهم في هذه العملية حتى يندمجوا ويبقوا في منطقتنا‘‘ـ كما أوضحت فانجا راجيري.
وحسب هذه الأخيرة، فإنّ أكبر تحدّي يواجهه المقيم في سان إيل هو المسافة : ’’ ثماني ساعات للالتحاق بمدينة كيبيك و عشر ساعات إلى مونتريال.‘‘
ولكنّ بالمقابل ’’ينعم المهاجر بالهدوء [يبلغ عدد سكان المنطقة حوالي 33.000 نسمة]. مدينة سات إيل مكان مثالي لإنشاء أسرة لأنّ لدينا الوقت للعيش والقرب من أطفالنا الذي لا نتمتع به في مدينة كبيرة.‘‘
من تونس إلى جزر الماجدلين في كيبيك
وخلال قمة الهجرة في كيبيك، تمكّن المشاركون في ورشة حول استقطاب العمال المهاجرين في المناطق خارج المدن الكبرى من الاطلاع على تجربة قامت بها منطقة جزر الماجدلين (Îles-de-la-Madeleine) في توظيف مجموعة من المربيات التونسيات للعمل في دور الحضانة.
وفي حوار مع راديو كندا الدولي، أوضح ألكسندر بيسيت، رئيس قسم الاستقطاب الإقليمي في منطقة إيل دو لا مادلين أنّ للمنطقة ’’احتياجات كبيرة في قطاع الطفولة المبكرة. نقوم بعدة عمليات لمحاولة توظيف الأشخاص على مدار العام في هذا القطاع. ولكن بالنظر إلى النقص الصارخ الذي لا يزال موجوداً في المنطقة، قررنا الاعتماد على الهجرة.‘‘
ونظّمت إدارته زيارة إلى تونس لإجراء مقابلات مع العاملات. وتمّ اختيار تونس لأنّ ’’الشهادات التونسية في مجال رعاية الطفولة معترف بها في كيبيك‘‘.
وستصل أولى العاملات الأسبوع المقبل إلى مونتريال ثمّ يتمّ نقلهنّ إلى جزرة الماجدلين عبر رحلة جوية تدوم نحو ساعة ونصف.
وسيصل ما مجموعه سبع عاملات مؤهلات للاستقرار والعمل في الجزر. وقد أعربت أكثر من 80 مرشّحة عن اهتمامها خلال يوم التوظيف الذي نُظّم في تونس في 2023.
وبمجرد الانتهاء من الاستقبال والتدريب، يمكن فتح حوالي 40 مكانًا جديداً للرعاية النهارية للأطفال.
وحالياً، ينتظر أكثر من 100 طفل وأولياء أمورهم الحصول على مكان في الحضانة في المنطقة.
راديو كندا الدولي