لن تتخذ القوات المسلحة الكندية أيّ إجراء إداري ضد الميجور جنرال داني فورتان بعد أن خلص قائده إلى أنه لا يعتقد أنّ فورتان ارتكب اعتداءً جنسياً في الحرم الجامعي عندما كان طالباً عسكرياً قبل أكثر من 30 عاماً.
وكان القاضي في محكمة كيبيك ريتشارد ميريديث قد برّأ فورتان في 5 كانون الأول (ديسمبر) الفائت من تهمة اعتداء جنسي رفعتها امرأة وتتعلق بحادثة زعمت أنها وقعت عام 1988 في الكلية العسكرية الملكية في سان جان سور ريشوليو في مقاطعة كيبيك.
وقال القاضي إنه وإن كان يعتقد أنّ صاحبة الشكوى تعرضت لاعتداء جنسي، فهو لم يقتنع بما لا يدع مجالاً للشك بأنّ المعتدي عليها كان بالفعل داني فورتان.
وعقب انتهاء المحاكمة الجنائية للميجور فورتان، أجرت القوات المسلحة مراجعتها الخاصة لتقرر ما إذا كان يتعيّن على الضابط الكبير أن يواجه عواقب في ضوء التهم الموجهة إليه.
وقالت وزارة الدفاع الوطني يوم أمس إنّ نائب الأدميرال بوب أوشترلوني راجع قضية داني فورتان وخلص إلى أنه ’’بناءً على توازن الاحتمالات، لم يرتكب سوء سلوك جنسياً‘‘.
’’على هذا النحو، لم تسفر العملية عن أيّ إجراء إداري وليس مطلوباً القيام بمراجعة إدارية‘‘، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الوطني دانيال لو بوتيلييه في بيان أرسله لـ’’سي بي سي‘‘ (هيئة الإذاعة الكندية).
’’لا توجد كلمات لوصف خيبة أملي‘‘، قالت من جهتها صاحبةُ الشكوى ضدّ فورتان، المحمية هويتها بموجب أمر صادر عن المحكمة، لـ’’سي بي سي‘‘.
’’هذا هو بالضبط سبب عدم ظهور النساء (علناً)… ليس هناك شيء شجّع على التغيير نحو الثقة في القيادة العليا في أن تتّبع السياسات والإجراءات عندما يتعلق الأمر بمن يخصّها‘‘، قالت الشاكية بأسف.
من جانبه، اعترض فورتان، الذي أكد على الدوام أنه لم يكن له أيّ اتصال جسدي بصاحبة الشكوى، على اعتبار وزارة الدفاع أنّ قضيته قد ’’حُلَّت‘‘.
’’لا أوافق مطلقاً على فكرة أنّ مشكلتي وصلت إلى مرحلة ’الحل‘ ‘‘، قال فورتان في بيان أرسله إلى ’’سي بي سي‘‘.
وقدّم فورتان شكوى رسمية إلى لجنة الشكاوى المتعلقة بالشرطة العسكرية. وقال إنّ لديه مخاوف بشأن الطريقة التي تعاملت بها الشرطة العسكرية مع قضيته.
وهو ينوي أيضاً السير قُدماً في إجراءات الاستئناف أمام المحكمة الفدرالية. وادّعى بأنّ الحكومة الفدرالية عزلته من منصبه كرئيس فريق العمل المسؤول عن حملة طرح اللقاحات ضدّ وباء كوفيد-19 في كندا عام 2021 دون اتباع الإجراءات القانونية الواجبة وبعد تدخل سياسي. لكنّ الحكومة نفت هذه المزاعم.
وأضاف الميجور جنرال فورتان أنه يريد الحصول على مهام عمل تتناسب مع رتبته وخبرته.
وهو يعمل حالياً كمستشار رئيسي لدى قيادة العمليات المشتركة في القوات المسلحة الكندية، وقال إنه لم يتم تكليفه بأيّ مهمة منذ عام 2021، عندما بدأ التحقيق معه.
’’أتطلع إلى خدمة الكنديين في منصب في القوات المسلحة الكندية يتناسب مع رتبتي وخبرتي‘‘، قال فورتان، ’’من المؤكد أنّ وظيفتي الحالية لا تستجيب لهذا التعريف.‘‘
وأضاف الميجور جنرال فورتان أنه سبق له أن تبوأ أربع وظائف ’’كجنرال بنجمتيْن‘‘، فقد كان قائداً للفرقة الكندية الأولى، ورئيسَ الأركان في قيادة العمليات المشتركة الكندية، وقائدَ مهمة حلف الـ’’ناتو‘‘ التدريبية في العراق، ورئيسَ فريق العمل المسؤول عن حملة طرح اللقاحات ضدّ الكوفيد-19 في كندا.
(نقلاً عن موقعيْ ’’ سي بي سي‘‘ وراديو كندا، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)