يتعرّض وزير التنمية الدولية الكندي، هارجيت سجّان، لانتقادات من المعارضة لأنه لم يدلِ بتصريح علني حول حقوق الإنسان خلال زيارته لقطر لحضور بطولة كأس العالم لكرة القدم.
’’إذا لم نقم بإثارة قضية حقوق الإنسان عندما نكون في البلدان التي نعلم أنّ انتهاكاتٍ لحقوق الإنسان تحصل فيها، فلن تعود لنا أيّ سلطة أخلاقية‘‘، قالت المتحدثة باسم الحزب الديمقراطي الجديد (يساري التوجه) للشؤون الخارجية، النائبة هيذر ماكفيرسون.
وحضر سجّان بطولة كأس العالم، التي تشارك فيها كندا هذه المرة، ممثلاً حكومة جوستان ترودو الليبرالية في أوتاوا.
وهذه أول مشاركة للمنتخب الكندي في بطولة كأس العالم لكرة القدم منذ عام 1986 في المكسيك.
واستغلّ الوزير سجّان فرصة تواجده في قطر للقاء وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ومسؤولين قطريين.
ولم يأتِ الوزير سجّان في منشوراته على وسائل التواصل الاجتماعي على ذكر أيّ شيء يتعلق بسوء المعاملة التي تعرّض لها عمّال أجانب في قطر، مع أنها موثّقة، ولا بالسياسات المناهضة لمثليي الجنس في هذه الإمارة.
ودفعت هذه المخاوف بعض الإذاعات واللاعبين إلى وضع شارات رياضية تحمل عبارة ’’حب واحد‘‘ (One Love) دعماً للمثليين.
كما قام، على سبيل المثال، لاعبو المنتخب الألماني بتغطية أفواههم عند أخذ الصورة الرسمية للمنتخب.
وقال مكتب الوزير سجّان أمس إنّ الوزير غير متاح للتعليق لأنه في طريق العودة إلى كندا.
وزير العمل الكندي، شايمُس أوريغان، وهو مثلي الجنس، قال إنه يشعر بالانقسام حول استضافة قطر بطولة كأس العالم.
سأكون صريحاً، هذا أمر مثير جداً للانقسام. أقوم بتشجيع منتخبي، أقوم بتشجيع بلدي، ولا أريد شيئاً له سوى الأفضل. لكن سأقول لكم إنّ الأمر صعب بعض الشيء.
نقلا عن شايمُس أوريغان، وزير العمل الكندي
وأضاف أوريغان أنه لا يستطيع التحدث باسم زميله سجّان، لكنه أشار إلى أنّ الحكومة الكندية أعربت عن قلقها لاستضافة قطر البطولة قبل انطلاقها.
’’نعرف تماماً موقفنا حيال هذا الأمر. لقد أعربنا عن استيائنا بوضوح‘‘، أكّد أوريغان.
وكان الحزب الديمقراطي الجديد قد دعا إلى مقاطعة دبلوماسية للبطولة.
’’لقد أظهرت هذه الحكومة مرة أُخرى أنها لا تبالي فعلاً بحقوق الإنسان‘‘، أضافت ماكفيرسون.
ويوم الاثنين أقرّ مجلس العموم الكندي بالإجماع اقتراحاً يدين الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA) لتهديده بمعاقبة اللاعبين الذين يرتدون شارات ’’الحب الواحد‘‘.
وجاء في الاقتراح أنّ ’’على المؤسسات الرياضية الدولية مسؤولية أخلاقية بدعم اللاعبين والمشجعين من خلال تسليط الضوء على الكفاح من أجل المساواة وضدّ رهاب المثلية ورهاب المتحولين جنسياً وضدّ كلّ أشكال التمييز في الرياضة‘‘.
(نقلاً عن تقرير لوكالة الصحافة الكندية منشور على موقع راديو كندا، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)