أعاد مهرجان تورونتو السينمائي الدولي (TIFF) جدولة عرض فيلم ’’روس في الحرب“ (Russians at War) الذي علّق عروضَه الأسبوع الماضي بعد أن كان من المقرّر أن يقدّمه للجمهور ضمن فعاليات نسخته الـ49.
وعلى الرغم من أنّ المهرجان أنهى فعالياته مساء أمس الأحد، قرّر منظّموه عرض الفيلم الوثائقي، الذي أثار جدلاً، يوم غد الثلاثاء مرّتيْن: عند الساعة 14:00 والساعة 18:30، في صالة سينما ’’لايتبوكس‘‘ في شارع كينغ في تورونتو.
وكانت إدارة المهرجان قد عزت إلغاء العروض الثلاثة المخصصة للجمهور، والتي كانت مقررة أيام الجمعة والسبت والأحد، إلى أسباب أمنية.
وتسبب العرض المخصص للصحافة والعاملين في صناعة السينما يوم الثلاثاء بتظاهرة حاشدة ضمّت الكثيرين من الكنديين الأوكرانيين. وندّد المتظاهرون بإدراج المهرجان في برنامج عروضه فيلماً يعتبرونه ’’دعاية روسية‘‘.
كما انتقدت عدة شخصيات عامة أوكرانية وكندية إدراج الفيلم ضمن برنامج عروض المهرجان، من بينهم وزيرة المالية الكندية كريستيا فريلاند، التي تشغل أيضاً منصب نائبة رئيس الحكومة.
واعتبر هؤلاء أنّ الفيلم يضفي طابعاً إنسانياً على الجنود الروس، وبالتالي يخفّف بشكلٍ ما، حسب رأيهم، من فظاعة جرائم الحرب والانتهاكات التي ترتكبها القوات الروسية التي تواصل غزوها الواسع النطاق لأوكرانيا منذ أكثر من سنتيْن ونصف.
ورأت فريلاند أنه ’’ليس من الصواب أن تدعم الأموال العامة الكندية إنتاجَ فيلم كهذا وعرضَه‘‘، في إشارة منها إلى أنّ صندوق الإعلام الكندي، وهو مؤسسة مشتركة بين وزارة التراث الكندي وقطاع التلفزيون الكَبلي، ساهم بمبلغ 340.000 دولار في إنتاج الفيلم.
مخرجة ’’روس في الحرب‘‘، الكندية الروسية أناستاسيا تروفيموفا، ومُنتجُه وفريقُ العمل ردّوا بأنّ الفيلم، وهو إنتاج مشترك بين كندا وفرنسا، ’’وثائقيٌّ مناهضٌ للحرب‘‘ يصوّر خيبة أمل الجنود الروس في حربٍ يجهدون للعثور على معنى لخوضهم إياها.
وأكّدت تروفيموفا أنها ’’مناهضة للحرب‘‘ ووصفت الغزو الروسي لأوكرانيا بأنه ’’غير مبرَّر‘‘ و’’غير قانوني‘‘.
’’في هذه الحرب المليئة بضباب تام حيث لا يستطيع الطرفان رؤية بعضهما البعض، أتيحت لي الفرصة لأرفع الستار قليلاً عن واقع أحد الطرفيْن الذي لم يسمع عنه أحد، وخاصة الكنديون، منذ عاميْن ونصف‘‘، قالت تروفيموفا لـ’’سي بي سي‘‘ (القسم الإنكليزي في هيئة الإذاعة الكندية).
أمّا مُنتج الفيلم، شون فارنيل، فقال الاسبوع الماضي إنّ قرار إدارة المهرجان إلغاء العروض ’’حطّم قلبه‘‘، وألقى باللوم على انتقادات كبار المسؤولين لكونها ’’حرّضت على الكراهية العنيفة التي أدّت إلى القرار المؤلم‘‘ بتعليق العروض.
نقلاً عن موقع راديو كندا