قال الرئيس الأميركي المنتخَب دونالد ترامب إنّ رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو أعلن استقالته من منصبه لأنه يعلم أنّ الولايات المتحدة لن تتحمل العجز التجاري مع كندا.
’’لم يعد بإمكان الولايات المتحدة أن تتحمل بعد الآن العجز التجاري الهائل والإعانات التي تحتاجها كندا لتبقى واقفة على قدميها‘‘، كتب ترامب في منشور على منصة ’’تروث سوشال‘‘ (Truth Social) للتواصل، التي تخصّ مجموعةً يملك معظم أسهمها، بعد إعلان ترودو ترودو أنه سيتنحى من زعامة الحزب الليبرالي ورئاسة الحكومة.
’’جوستان ترودو كان يعلم ذلك واستقال‘‘، كتب ترامب.
في الواقع لم يستقل ترودو من منصبه بعد، فهو قال اليوم أمام وسائل الإعلام إنه سيستقيل بعد أن يُجري حزبه الليبرالي سباقاً على الزعامة لاختيار خلف له.
ولم يتم تحديد موعد لهذا السباق الانتخابي، لكنّ ترودو أضاف أنه طلب من حاكمة كندا العامة، ماري سايمون، تأجيل انعقاد البرلمان (prorogation) لغاية 24 آذار (مارس) المقبل وأنها وافقت على طلبه.
وكرّر ترامب اليوم في منشوره أنّ العديد من الكنديين يرغبون في أن تصبح بلادهم الولاية الأميركية الـ51، قائلاً إنّه بانضمام كندا إلى الولايات المتحدة لن تكون هناك رسوم جمركية أميركية على الواردات من كندا وستكون الضرائب أقل على الكنديين الذين سينعمون أيضاً بمزيد من الأمن.
’’يا لها من أمّة عظيمة نشكّلها معاً!!!‘‘، كتب ترامب.
ويندرج تعليق ترامب على قرار ترودو بالاستقالة في سياق تعليقاته السابقة المتهكمة على كندا ورئيس حكومتها بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية الأميركية قبل شهريْن.
وأدلى ترامب بأوّل تصريح له عن الـ’’الولاية الـ51‘‘ في 29 تشرين الثاني (نوفمبر) الفائت حول مائدة عشاء في مقرّ إقامته في منتجع مار إيه لاغو في ولاية فلوريدا الأميركية وبحضور ترودو ومسؤولين أميركيين وكنديين كبار.
فخلال ذاك العشاء قال الرئيس الأميركي المنتخَب مازحاً إنه إذا لم تكن كندا قادرة على تحمّل رسوم جمركية بنسبة 25% على صادراتها إلى الولايات المتحدة، فبإمكانها أن تصبح الولاية الأميركية الـ51.
يُذكر أنّ ترامب هدّد في 25 تشرين الثاني (نوفمبر)، أي قبل أربعة أيام من ذاك العشاء، بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على كافة الواردات من كندا والمكسيك في اليوم الأول الذي يتسلّم فيه منصبَه، أي في 20 كانون الثاني (يناير) الجاري، ما لم تعمل هاتان الدولتان على إيقاف العبور غير القانوني للأفراد والمخدِّرات، لا سيما الفنتانيل، إلى الولايات المتحدة.
ومنذ ذاك العشاء وصف ترامب مراراً، على وسائل التواصل الاجتماعي، ترودو بـ’’حاكم‘‘ ’’ولاية كندا العظيمة‘‘. وفي الولايات المتحدة حاكمُ الولاية هو رئيس سلطتها التنفيذية.
وتلقّى السياسيون الكنديون هذه المنشورات بشكل سيء للغاية، إذ رأوا فيها إهانة، أو حتى تهديداً من جانب الولايات المتحدة.
ويعتبر بعض الخبراء أنّ التغيير في القيادة الكندية لا يمكن أن يأتي في لحظة أسوأ لكندا بالنسبة لعلاقاتها مع الولايات المتحدة، شريكها التجاري الأول ووجهة ثلاثة أرباع الصادرات الكندية.
’’نحن نحدّق في فوهة بندقية مع تهديدات دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على كندا والمكسيك‘‘، قال أحد هؤلاء، البروفيسور فين أوسلر هامبسون، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة كارلتون في أوتاوا.
’’من الواضح أنّ السؤال الرئيسي هو: من يتحدث باسم كندا؟‘‘، تساءل هامبسون.
نقلاً عن وكالة الصحافة الكندية