مناسبة اليوم الدولي للشعوب الأصلية، المصادف اليوم، تريد منظمة الأمم المتحدة تسليط الضوء على دور جيل الشباب لدى هذه الشعوب ’’كعامل تغيير من أجل تقرير المصير‘‘.
وخلال ندوة عبر الإنترنت نظمتها الأمم المتحدة بهذه المناسبة، جاء ثلاثة نشطاء شباب للتحدث عن التحديات الخاصة بجيل الشباب في أوساط السكان الأصليين في كافة أنحاء العالم.
ووفقاً لجوزيفا كارينو تاولي، التي تنتمي لشعب الإغوروت في شمال الفيليبين، غالباً ما يكون السكان الأصليون في طليعة الدفاع عن الأرض، وبالتالي يكون أمنهم أحياناً محفوفاً بالمخاطر في عدة دول.
وبالفعل، يفيد تقرير صادر عن منظمة ’’الشاهد العالمي‘‘ (Global Witness) غير الحكومية الدولية أنّ قرابة 200 شخص من المدافعين عن الأرض والبيئة اغتيلوا خلال عام 2021. ويشكل السكان الأصليون 40% من القتلى في صفوف هؤلاء الضحايا، فيما هم يمثلون 5% فقط من سكان العالم، حسب التقرير.
’’لقد وُصف والدي وثلاثة ناشطين بيئيين آخرين، زوراً وبصورة دنيئة، بأنهم إرهابيون. وهذا الأمر تسبب بحالة ضيق شديد في أُسرتنا‘‘، تقول كارينو تاولي التي تحتل بلادها المرتبة الرابعة حول العالم في عدد جرائم قتل الناشطين البيئيين (19 حالة) في عام 2021.
من جهتها، جاءت أوتوم آدامز، التي تنتمي لشعب ياكاما من السكان الأصليين في ولاية أوريغون الأميركية، لتؤكد على أهمية الانخراط في الدفاع عن الحقوق.
وتنتمي هذه المرأة الشابة لمجموعة تدخلت بنجاح، وصولاً إلى المحكمة الأميركية العليا، دفاعاً عن قانون رعاية الطفل الهندي (ICWA)، وهو قانون تم وضعه في عام 1978 في الولايات المتحدة.
ويعطي هذا القانون المجالس القبلية سلطة اتخاذ القرار لتكون قادرة على إدارة أنظمة حماية طفولة خاصة بها، وبشكل خاص السماح بحضانة مزيد من الأطفال داخل مجتمعاتهم المحلية إذا ما أُبعِدوا عن أُسرهم.
ومؤخراً، طعنت ثلاث عائلات أميركية لا تنتمي للسكان الأصليين بالقانون المذكور لتتمكن من تبني أطفال من السكان الأصليين. وجادلت هذه العائلات بأنّ قانون رعاية الطفل الهندي أسّس شكلاً من أشكال التمييز العنصري ضد السكان البيض. لكنّ المحكمة العليا الأميركية حكمت لصالح المدافعين عن القانون.
وسمح هذا القانون لأوتوم عندما كانت طفلة بالبقاء تحت حماية جدتها وخالتها عندما سُحِبت، وهي في التاسعة من عمرها، من رعاية والدتها التي اعتُبرت غير مؤهلة لتربيتها بمفردها بعد وفاة والد الطفلة.
’’سمح لي هذا القانون بالبقاء داخل مجتمعي، والبقاء على تواصل مع لغتي وثقافتي والحصول على الأسس للنمو‘‘، تقول أوتوم أدامس وهي حالياً طالبة حقوق.
وينعقد منتدى الأمم المتحدة العالمي المقبل لشباب السكان الأصليين في العاصمة الإيطالية روما من 16 إلى 20 تشرين الأول (أكتوبر).
واختير التاسع من آب (أغسطس) من كل سنة يوماً دولياً للشعوب الأصلية في عام 1995 بموجب قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهو يهدف إلى إحياء ذكرى انعقاد الاجتماع الأول لفريق عمل الأمم المتحدة المعني بالشعوب الأصلية في عام 1982.
كندا تحاول اللحاق بالركب
يبلغ عدد السكان الأصليين 476 مليون نسمة في 90 دولة حول العالم. وعلى الرغم من أنهم لا يمثلون سوى 5% من سكان العالم، إلّا أنهم يشكلون 15% من سكانه الأكثر تهميشاً، كما يذكر الموقع الإلكتروني للأمم المتحدة.
وفي أوتاوا أقرّ البرلمان الفدرالي قانون إعلان الأمم المتحدة بشأن حقوق الشعوب الأصلية (UNDRIP / DNUDPA) في 21 حزيران (يونيو) 2021، بعد أن ظلت كندا طيلة 14 عاماً تصوّت ضدّ هذا الإعلان العالمي إلى جانب الولايات المتحدة وأستراليا ونيوزيلندا.
وبمناسبة هذا اليوم الدولي للشعوب الأصلية، ذكّر رئيس الحكومة الفدرالية جوستان ترودو بالتزامه وحكومته بحقوق سكان كندا الأصليين.
نجدد التزامنا بالعمل مع شركائنا من السكان الأصليين، بمن فيهم الشباب الملهمون من سكان كندا الأصليين، للسير قُدماً على الطريق المشتركة للمصالحة وبناء عالم أفضل للأجيال القادمة.
نقلا عن جوستان ترودو، رئيس الحكومة الكندية
وقدّمت حكومة ترودو الليبرالية قبل نحو شهريْن خطة العمل 2023 – 2028 التي تهدف إلى مواءمة إعلان الأمم المتحدة بشأن حقوق الشعوب الأصلية (UNDRIP) مع العديد من القوانين الكندية التي تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على سكان كندا الأصليين.
وتتضمن الخطة 181 تدبيراً تتعلق بشكل أساسي بتقرير المصير، وبالحكم الذاتي والاعتراف بالمعاهدات، وبالحقوق المدنية والسياسية وأيضاً بالحقوق الاقتصادية والصحية والاجتماعية للسكان الأصليين.
نقلاً عن موقع راديو كندا،