يلتقي رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو بالقادة الأوروبيين وبأمين عام منظمة حلف شمال الأطلسي (’’ناتو‘‘) في الأيام المقبلة، إذ تتواصل كندا مع حلفائها ما وراء البحار الذين يواجهون، مثلها، تحديات ناجمة عن تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على صادراتهم إلى الولايات المتحدة.
مكتب رئيس الحكومة الكندية قال أمس في بيان صحفي إنّ ترودو سيكون في باريس وبروكسل مدة خمسة أيام اعتباراً من بعد غد السبت، 8 شباط (فبراير)، ’’لتعزيز التعاون عبر الأطلسي وتعزيز التقدم في مجال الذكاء الاصطناعي على نطاق عالمي‘‘.
في العاصمة الفرنسية يشارك ترودو في قمة عالمية حول الذكاء الاصطناعي ويلقي خطاباً ’’يسلّط فيه الضوء على دور كندا كرائد عالمي في مجال الذكاء الاصطناعي، وكذلك على أهمية العمل في إطار من الشراكة لتطوير هذه التقنيات بشكل مسؤول وآمن‘‘، كما جاء في البيان الصحفي.
وسيتمّ التركيز في ’’مؤتمر القمة بشأن العمل في مجال الذكاء الاصطناعي‘‘ الذي ينعقد في 10 و11 شباط (فبراير) في باريس على حماية الابتكارات في مجال الذكاء الاصطناعي وتطويرها بشكل مسؤول.
وفي بروكسل، يلتقي رئيس الحكومة الكندية بنظرائه من دول الاتحاد الأوروبي لمناقشة قضايا الأمن والحرب الروسية المتواصلة على أوكرانيا والتجارة.
’’سيناقش القادة سبل تعزيز جهودنا الجماعية الهادفة لتعزيز الأمن عبر الأطلسي، وحماية النظام الدولي القائم على القواعد، ومواصلة دعم أوكرانيا، وخلق فرص لشعوبنا من خلال الاعتماد على نجاح الاتفاق الاقتصادي والتجاري الشامل (CETA / AECG) بين كندا والاتحاد الأوروبي‘‘، قال البيان.
ويلتقي رئيس الحكومة الكندية أيضاً بالأمين العام للـ’’ناتو‘‘ مارك روته لـ’’إعادة تأكيد‘‘ التزام كندا تجاه هذا الحلف السياسي العسكري.
ترامب الحاضر بتهديداته ولو غاب بشخصه
ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نظيره الأمريكي دونالد ترامب لحضور ’’مؤتمر القمة بشأن العمل في مجال الذكاء الاصطناعي‘‘، لكن لم يُعرف بعد ما إذا كان ترامب سيحضر شخصياً أم لا.
وبغضّ النظر عمّا إذا كان ترامب سيحضر شخصياً أم لا، سيواصل إرخاء ظلاله على رحلة ترودو الأوروبية فيما تواجه كندا والاتحاد الأوروبي خطر فرضه رسوماً جمركية على منتجاتهما.
وأصبح هذا التهديد ملموساً جداً بالنسبة لكندا والمكسيك يوم السبت الفائت، الأول من شباط (فبراير)،
عندما وقّع ترامب أمراً تنفيذياً فرض بموجبه رسوماً جمركية بنسبة 25% على كافة المنتجات الكندية، ما عدا قطاع الطاقة الذي استهدفه برسوم نسبتها 10%، ورسوماً بنسبة 25% على كافة المنتجات المكسيكية، ابتداءً من الثلاثاء 4 شباط (فبراير).
وأعلنت كندا في اليوم نفسه فرض رسوم جمركية انتقامية على الواردات من الولايات المتحدة.
لكن ترامب وافق يوم الاثنين، بعد مكالمات هاتفية مع كلّ من الرئيسة المكسيكية كلوديا شينباوم ورئيس الحكومة الكندية، على تعليق الرسوم على بلديهما مدة 30 يوماً بانتظار إجراء المزيد من المفاوضات الاقتصادية.
كما فرض الرئيس الأميركي رسوماً جمركية بنسبة 10% على كافة الواردات من الصين.
ويوم الأحد حوّل اهتمامه إلى أوروبا، معلناً أنّ رسوماً جمركية على الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ستُطبق ’’قريباً‘‘.
واجتمع وزراء التجارة الأوروبيون يوم الثلاثاء في بولندا لمناقشة هذا التهديد. وقالت رئيسةَ المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في مؤتمر لسفراء الاتحاد الأوروبي إنّ أوروبا ستردّ أيضاً.
’’أريد أن أكون واضحة: ستحافظ أوروبا على أمنها الاقتصادي والقومي‘‘، قالت فون دير لاين.
نقلاً عن وكالة الصحافة الكندية،