رحّب رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو بالأنباء عن اتفاق وقف إطلاق النار لوقف الحرب ’’المضنية‘‘ المستمرة منذ 15 شهراً في قطاع غزة الفلسطيني، آملاً في أن يؤدي ذلك إلى تخفيف التوترات في كندا.
’’هذا يعني أننا نستطيع أن نرى النور في نهاية النفق، على أمل وضع حدّ لهذه الحرب المروّعة التي أودت بحياة عدد كبير جداً من الأبرياء‘‘، قال ترودو للصحفيين مساء أمس.
وقال ترودو إنّ الإعلان عن وقف إطلاق النار منحه ’’الأمل في أن نتمكن، هنا في كندا، من خفض حدة التوتر والاستماع حقاً لبعضنا البعض، وفي نهاية المطاف إعادة بناء العلاقات التي تضررت بشدة بين الجاليات المختلفة‘‘.
يُشار في هذا الصدد إلى أنّ جرائم الكراهية التي تستهدف اليهود والمسلمين ارتفعت على امتداد كندا منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية. وازدادت كذلك الاحتجاجات الواسعة النطاق ومخيمات الاحتجاج التي تضمّن بعضها ثناءً على هجوم حماس على جنوب إسرائيل والذي شكّل شرارة الحرب المدمّرة للقطاع الفلسطيني.
قطر، التي كان لوساطتها دور رئيسي في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، قالت إنّ الاتفاق يدخل حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني (يناير) الجاري ويشهد إطلاق حماس سراح عشرات الرهائن الإسرائيليين على مراحل مقابل إطلاق إسرائيل سراح مئات السجناء الفلسطينيين مع السماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وأعلنت إسرائيل الحرب على حماس بعد أن شنت الحركة الفلسطينية ما وصفه ترودو بـ’’الهجوم البغيض وغير المعقول‘‘ على جنوب إسرائيل في 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2023 انطلاقاً من قطاع غزة.
وأسفر هجوم حماس المفاجئ ذلك اليوم عن مقتل 1.210 أشخاص في إسرائيل، معظمهم من المدنيين، واختطاف 251 شخصاً، بقي منهم 94 شخصاً في قطاع غزة، من ضمنهم 34 شخصاً لقوا حتفهم حسب الجيش الإسرائيلي.
وقُتل ما لا يقل عن 46.788 شخصاً، معظمهم من المدنيين، في الحملة العسكرية الانتقامية التي شنّتها إسرائيل على قطاع غزة والتي تسببت بدمار واسع النطاق، وأيضاً بكارثة إنسانية وفقاً لبيانات وزارة الصحة التابعة لحركة حماس والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
وقال ترودو إنه يأمل في أن تحمل الأخبار عن وقف إطلاق النار العزاءَ والراحة للكنديين الذين لهم صلات بالشرق الأوسط، مشيراً إلى أنها قد تدفع حماس إلى إعادة جثة الكندية جودي وينستين هاغاي إلى عائلتها.
وبعد أن اعتُقد في البداية أنّ وينستين هاغاي رهينة حية لدى حماس بعد هجوم 7 تشرين الأول (أكتوبر)، أكدت عائلتها في كانون الأول (ديسمبر) 2023 أنها قُتلت في ذلك الهجوم.
وأشار ترودو إلى أنّ كندا طالبت بوقفٍ لإطلاق النار في قطاع غزة منذ أكثر من عام. وكانت أوتاوا قد عارضت في البداية مثل هذه الخطوة، داعيةً إلى ’’هدنة إنسانية‘‘ في القتال.
وقال ترودو إنّ كندا ستبذل كلّ ما في وسعها لضمان نجاح وقف إطلاق النار وإنه يأمل في أن يشكّل وقف إطلاق النار زخماً لحلّ الدولتين.
وتدعو كندا منذ زمن طويل إلى إيجاد حلّ على أساس دولتيْن، دولة فلسطينية وأُخرى إسرائيلية، تعيشان جنباً إلى جنب ويتم التوصل إليه عن طريق المفاوضات. وهي لا تزال تعتبر الضفة الغربية والقدس الشرقية مناطق محتلة من قبل إسرائيل. لكنّ كندا لم تحذُ بعد حذو دول صديقة، مثل إسبانيا والنرويج وإيرلندا، في الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
نقلاً عن وكالة الصحافة الكندية
