حصل التلفزيون العربي، اليوم الاثنين، على تفاصيل المقترح الأميركي الجديد لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، كاشفاً أن المقترح يجعل وقف إطلاق النار الدائم بنداً للتفاوض في المرحلة الثانية، وينص على مناقشة وقف إطلاق النار ضمن سقف محدد. كما يربط المقترح الأميركي الجديد بين عمليات الإغاثة وموافقة كل الأطراف على شروط الاتفاق، وينص على إجراء مباحثات تقنية بشأن محور فيلادلفيا، وإيجاد آلية رقابة لعودة النازحين إلى شمالي قطاع غزة. ووفقاً للمقترح الجديد، فإن إسرائيل رفعت عدد الأسرى الفلسطينيين الذين تطالب بإبعادهم إلى 150 أسيراً. ويشمل المقترح التفاوض على إعادة الإعمار في المرحلة الثانية، ولا ينص على انسحاب إسرائيلي من قطاع غزة في المرحلة الثانية.
وبحسب معلومات توفرت لـ”العربي الجديد”، فإن جولة المفاوضات الراهنة التي انطلقت اجتماعاتها الأولى في العاصمة القطرية الدوحة، وتتواصل حالياً في القاهرة، عملت على تفكيك وتجزئة مراحل التصور السابق القائم على اتفاق من ثلاث مراحل، وأن المفاوضات الجارية تدور حول المقترح الأميركي الجديد لغزة والذي يتمحور حول اتفاق من مرحلة واحدة هي المرحلة الأولى، تستغرق مدتها المقترحة حالياً، 40 يوماً، دون وجود شروط واضحة أو نصوص تضمن استكمال باقي المراحل، أو النص بشكل واضح على عدم استئناف إسرائيل إطلاق النار لاحقاً.
وعقب المباحثات التي جرت الخميس والجمعة الماضيين في الدوحة وغابت عنها حركة حماس، أعلنت دول الوساطة، الولايات المتحدة وقطر ومصر، تقديم مقترح جديد “يقلّص الفجوات” بين إسرائيل وحماس للوصول إلى وقف إطلاق النار في غزة، والإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين. وأكد الرئيس الأميركي جو بايدن أن اتفاقاً على وقف النار بات “أقرب من أي وقت مضى”. إلا أن القيادي في حركة حماس موسى أبو مرزوق أكد، في تصريحات خاصة لـ”العربي الجديد”، أنه لا يوجد أي اختراق في محادثات وقف إطلاق النار، وأن المقترح الأميركي أقرب إلى المقترح الإسرائيلي.
وأوضح أن المقترح الجديد يعتبر تخلياً عن المقترح الأميركي في 2 يوليو/ تموز الذي وافقت عليه الحركة. وأشار إلى أن حركة حماس وافقت على المقترح المذكور، بعد وعد من الوسطاء وأميركا بموافقة إسرائيل، كاشفاً أن حواراً سيجري يوم الاثنين بين الوسطاء في ملف المفاوضات والإسرائيليين بشأن ملف محور فيلادلفيا الذي يفصل بين قطاع غزة ومصر والذي تحتله إسرائيل منذ ثلاثة أشهر.
ووفق حماس، فإن الشروط التي طرحتها إسرائيل لا ترقى حتى إلى السيناريو الذي دعمه مجلس الأمن الدولي في العاشر من يونيو/ حزيران الماضي، ولا الشروط التي وافقت عليها حماس في 2 يوليو. وبناءً على ذلك، تشترط إسرائيل على حماس قبول الوجود الإسرائيلي في محور فيلادلفيا؛ حيث تريد فرض مراقبة على سكان غزة الذين يمرون من الجنوب إلى الشمال عبر نقاط التفتيش في مفترق نتساريم (يفصل بين شمال القطاع وجنوبه)، كما تريد إسرائيل أن تكون قادرة على الاعتراض على 100 اسم من قائمة تضم حوالي 300 أسير تريد حماس إطلاق سراحهم.
حركة حماس: نتنياهو وضع شروطاً جديدة تحول دون إنجاز صفقة التبادل
ويواصل عدد من المسؤولين والمعلقين الإسرائيليين تحميل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو مسؤولية فشل مفاوضات الصفقة مع حركة حماس، وسط حالة من التشاؤم، بالتزامن مع زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن لتل أبيب. وقال بلينكن خلال لقائه الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، اليوم الاثنين، إن المفاوضات الجارية بشأن قطاع غزة هي “ربما آخر فرصة” للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ أكثر من عشرة أشهر على القطاع.
العربي الجديد