اختار حزب المحافظين في كيبيك شكيب سعد كمرشح لانتخابات يوم 3 أكتوبر تشرين الأول في دائرة جان-مانس-فيجيه المتعددة الثقافات في مونتريال.
وصل شكيب سعد إلى كندا في عام 1994 آتياً من المغرب كطالب وهو بالكاد يبلغ من العمر 18 عامًا.
بعد ما يقرب من ثلاثة عقود، يدخل عالم السياسة كمرشح عن حزب المحافظين في كيبيك لانتخابات 3 أكتوبر تشرين الأول المقبل.
على الرغم من أن هذه هي المرة الأولى التي ينخرط فيها في السياسة الحزبية، إلا أنه يقول في مقابلة مع راديو كندا الدولي إنه كان ’’دائمًا منخرطًا في مجتمعه.‘‘
’’في السنوات الأخيرة، شاركت في مجلس إدارة المدرسة الابتدائية لابنتيّ. أعتقد أنه يجب علينا ردّ الجميل للمجتمع‘‘، يقول هذا الحاصل على درجة البكالوريوس في علم الأحياء الدقيقة من جامعة مونتريال ودرجة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة كونكورديا .
عندما كان أصغر سنا، تطوع لمساعدة المسنّين في أحد مستشفيات مونتريال. ’’لقد قمت بالكثير من التطوع في حياتي‘‘، يضيف شكيب سعد الذي التقى به راديو كندا الدولي في مقهى مغاربي في شارع جان تالون المتواجد في قلب دائرة جان-مانس-فيجيه.
ويعود شغفه بالسياسة إلى عائلته بالمغرب، على الرغم من أنه لم يكن نشطًا سياسيّاً. ’’بالنسبة لوالديّ، كان من المهم أن يكون لدي معرفة جيدة بالتاريخ والعلوم الإنسانية والاجتماعية بشكل عام. في المنزل، عندما كنت صغيرًا، كانت هناك دائمًا مجلات ملقاة على الطاولة. كان والدي وأمي في بعض الأحيان يتركان مجلة مفتوحة على مقال مثير للاهتمام ويقترحان أن أقرأه. عندما تكون صغيرًا، فأنت لا تفهم كل ما تقرأ، لكنّ لهذه القراءات أثر عليك ‘‘، يقول شكيب سعد.
جائحة كوفيد-19
دخل مرشح حزب المحافظين في كيبيك حلبة السياسة تدريجياً. ونبع ذلك من متابعته يوميّاً لعمل الحكومة الحكومة المنتهية ولايتها بقيادة حزب التحالف من أجل مستقبل كيبيك (كاك – CAQ) في إدارة أزمة جائحة كوفيد-19.
وبالنسبة له، ’’في السنوات الأخيرة، أصبح السياسيون لا يولون أهمّية لخدمة الشعب. لديّ انطباع بأن هناك قطيعة حدثت بينهم وبين الشعب. عندما يبقى السياسي في السلطة لخمس ولايات، يبتعد حتماً عن اهتمامات الشعب. يجب أن لا يتجاوز السياسي ولايتين [كحد أقصى].‘‘
و لم يذكر في حديثه شخصية معيّنة.
وبحسب شكيب سعد ، فإن إدارة الجائحة في المقاطعة لم تتم بطريقة ديمقراطية.
كان هناك عجز ديمقراطي في إدارة جائحة كوفيد-19
نقلا عن شكيب سعد مرشح حزب المحافظين في جين-مانس-فيجيه
وندّد بالغموض الذي ميّز إدارة الجائحة من قبل حكومة كيبيك.
وقد دُهش عندما علم أن ’’18 شخصًا، بمن فيهم رئيس الحكومة الكيبيكية والمدير الوطني للصحة العامة، يجتمعون يوميًا لاتخاذ قرارات كان لها تأثير على 8,5 مليون من سكان كيبيك. وقد تطلّب الأمر وقتا طويلا للتعرف عليهم.‘‘
وللتذكير، فقد كشفت وسائل الإعلام عن تركيبة خلية إدارة الجائحة هذه مع نهاية مارس آذار 2020، أي أسبوعاً بعد قرار إغلاق المقاطعة.
ويقول إنّ ما إنّ ما أغضبه أيضا هو عدم وجود “محاضر عن هذه الاجتماعات. أنّها قرارات أدّت إلى إغلاق الشركات والمحلّات مثل تلك الواقعة في شارع جان تالون.‘‘
كلّ ذلك على الرغم من أنّ كندا معروفة بثقافة ’’المحاضر‘‘ المترسخة في إدارة الشؤون العامة. وأعطى مثالاً عن مدرسة بناته حيث ’’يتم تسجيل جميع اجتماعات لجنة أولياء الأمور في محاضر.‘‘
لا مكان للندم
كشفت هيئة الإذاعة الكندية في أوائل سبتمبر أيلول أن عدداً من مرشحي حزب المحافظين في كيبيك بمن فيهم شكيب سعد قد تبرعوا لسائقي الشاحنات الذين قاموا بشلّ وسط مدينة أوتاوا في نهاية يناير كانون الثاني و فبراير شباط الماضيين احتجاجاّ على الزامية التطعيم ضدّ كوفيد-19 لجميع السائقين.
ولجأت حينها الحكومة الكندية إلى قانون الطوارئ لأول مرة لإنهاء الاحتجاجات.
’’لست نادماً على مساهمتي [البالغة 20 دولارا]، فهي مشروعة تمامًا. أتمنى أن تعود هذه الأرض [كندا] إلى ما عُرفت به حيث يمكن أن يكون لدينا وجهات نظر مختلفة ونحترم بعضنا البعض ‘‘، كما قال شكيب سعد في الوقت الذي كانت شاشة تلفزيون كبيرة تبثّ مقابلة في كرة الصالات عبر القناة المغربية الرياضية الثالثة.
وكان المنتخب المغربي يواجه المنتخب الإيراني في نهائي كأس القارات لكرة الصالات في بانكوك بتايلاند.
ودعم إريك دوهيم، زعيم حزب المحافظين في كيبيك، المرشّحين الذين تبرّعوا لسائقي الشاحنات. ’’لم يقم المرشحون بأي عمل عنف، كل شيء كان سلميًا. لقد كان لدي الكثير من التعاطف مع هؤلاء الناس [سائقي الشاحنات] وما زلت أتعاطف معهم‘‘، كما قال زعيم حزب المحافظين في كيبيك.
وأكّد شكيب سعد أنه اختار هذا الحزب لدخول عالم السياسة لأنه وجد أن “إريك دوهيم كان الوحيد الذي طرح أسئلة لم يجرؤ الآخرون على طرحها ، مثل السؤال الخاص بمكون خلية إدارة الجائحة في كيبيك.‘‘
كما أضاف أنه يقدّر زعيم حزبه كشخص. وذكّر أنّ إريك دوهيم عمل سابقًا في المغرب بين عامي 2005 و 2007 حيث كان مستشارًا في التنمية الديمقراطية للمعهد الوطني الديمقراطي (الولايات المتحدة).
جان-مانس-فيجيه
ما لا يقل عن 42,9٪ من الأسر في دائرة جان-مانس-فيجيه تنتمي لأقلية ظاهرة. 43,3٪ من هؤلاء عرب ، 25,9٪ سود و 14,7٪ من أمريكا اللاتينية).
وخلال لقاءاته مع المواطنين عند زيارته لمنازلهم في دائرته الانتخابية، يتحدّث الكثيرون ’’عن الحرية أولاً‘‘، كما قال.
يتحدث الناس معي عن الحرية. لقد سئموا من أن يُعامَلوا كالأطفال الرضّع. هناك أيضًا موضوع الفساد بالمعنى الواسع للمصطلح الذي غالبًا ما يعود في حديث المواطنين: ابتعد السياسيون عنّا .
نقلا عن شكيب سعد
ويضيف أن الناس يتحدثون معه أيضًا عن الأسرة وعن القانون 15 الذي غيّر مفهوم أولوية السلطة الأبوية، من بين أمور أخرى.
ويبرز مشروع القانون 96 المتعلّق بـ ’ديمومة اللغة الفرنسية‘‘ في حديثه مع الناطقين باللغة الإنكليزية في الدائرة الانتخابية وغالبيتهم من أصول إيطالية. ويتقن شكيب سعد الفرنسية والإنكليزية والعربية والإسبانية.
وبالنسبة للمواطنين من أصول مغاربية، فغالبًا ما يدور حديثه معهم حول التضخم والقانون 15، حسب قوله.
فاز الليبراليون بدائرة جان-مانس-فيجيه منذ إنشائها في عام 2001. وقد فازت النائبة المنتهية ولايتها، الليبرالية فيلومينا روتيروتي ، في كل الانتخابات منذ عام 2008.
وفي عام 2018، فازت بمقعدها في الجمعية الوطنية في كيبيك بنسبة 66,32٪ من الأصوات المعبَّر عنها ، متقدّمة على المرشّح الثاني بأغلبية 13.770 صوتًا.
وجاء مرشح الكاك في المركز الثاني بنسبة 16,18٪ يليه مرشح التضامن الكيبيكي بنسبة 8,15٪. وجاء حزب المحافظين في كيبيك في المركز السادس بنسبة 1,42٪ من الأصوات.
وسيشارك المرشحون في هذه الدائرة في مناظرة سيتم تنظيمها في 28 سبتمبر أيلول من قبل ’’طاولة التشاور لحي سان ليونار‘‘ (Table de quartier Concertation Saint-Léonard). وسان ليونار هو الحي الذي يغطي جزءًا كبيرًا من هذه الدائرة الانتخابية.
ولن تكون مهمّة حزب شكيب سعد بالسهلة. وأثناء اللقاء، يتدخل مدير حملته ليذكر أنه “قبل عام، كان لدى حزب المحافظين في كيبيك 500 عضو فقط ولديه الآن أكثر من 60.000 عضو.‘‘
ويقول شكيب سعد إنه يرى نفسه في الجمعية الوطنية. ولكنّ ’’مهما كان الوضع [مساء 3 أكتوبر تشرين الأول 2022] ، فهذه ليست إلّا بداية الطريق. سأمارس السياسة سواءً داخل الجمعية الوطنية أو خارجها. سأستمر في السياسة لأقول : كفى من القوانين التي تم تمريرها دون موافقة الشعب.‘‘
وتزامنت نهاية الحوار مع فوز المغرب بكأس القارات لكرة الصالات برصيد 4 أهداف مقابل 3 ، مما أسعد الحاضرين في المقهى بمن فيهم شكيب سعد.