انتقد موقع “ميدل إيست آي” البريطاني التعاطف اللامحدود الذي حظيت به اوكرانيا الواقعة تحت الهجوم الروسي، بينما تم نسيان ما جرى في العراق من معاناة وموت عايشها العراقيون، مشيرا الى أن آلة الحرب الامريكية حولت العراقيين إلى أشلاء.
واستهل الموقع البريطاني تقريره الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، باستعادة مشهد مصور للرئيسين الامريكيين السابقين جورج بوش وبيل كلينتون وهما يتوجهان الى “كنيسة سانت فلوديمير وأولها” الاوكرانية في مدينة شيكاغو الامريكية، وهما يرتديان سترات رياضية، ويضعان باقات زهور عباد الشمس، تكريما للضحايا المدنيين الاوكرانيين الذين قتلوا بسبب آلة الحرب الروسية.
وتابع التقرير ان “ما لم يظهره مقطع الفيديو المصور “هو جثث العراقيين المنسيين التي مزقتها آلة الحرب الامريكية الى اشلاء”، مضيفا انه “على العكس من جرائم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فان جرائم كلينتون وبوش حظيت بحصانة عالمية”.
وذكر التقرير بان “بوش ادان في بيان صدر الشهر الماضي، “الغزو غير المبرر لاوكرانيا”، بينما كتبت وزيرة خارجية كلينتون السابقة مادلين اولبرايت، قبل وفاتها باسابيع، ان بوتين يرتكب “خطأ تاريخيا”.
وتابع التقرير انه “على العكس من الغزو الروسي لاوكرانيا، فان حرب العراق قوبلت بلا عقوبات، ولم تحظ سوى بجزء صغير من الادانات التي نسمعها حاليا”.
كما ذكر التقرير بان “اجيالا من العراقيين خرجوا في العام 2003 وهم يعرجون بسبب اثار عقد من العقوبات، ليدخلوا الى احضان حرب اخرى”، ما تسبب في انهاء حياة مئات الالاف من العراقيين، مضيفا في المقابل، ان “كل قنبلة يطلقها الجنود الروس الان، تكشف عن نفاق الغرب”.
واعتبر التقرير ان “غرف الاخبار الغربية تفوح منها رائحة عنصرية”، موضحا انه “حتى بعد “الغزوات” التي قامت بها مراسلة “نيويورك تايمز” جوديث ميللر (التي كتبت عن مؤكدة وجود اسلحة دمار شامل في العراق)، وكاتب العمود ويليام سافير، كتب مراسل “تايمز” ديف فيليبس عن قدامى المحاربين الامريكيين الذين انضموا الى القتال في اوكرانيا والذين كانوا في السابق “يحاولون نشر الديمقراطية في بعض الاماكن”.
واشار التقرير الى الاطفال العراقيين الذين ولدوا مشوهين بسبب اليوارنيوم المنضب والفوسفور الابيض، متسائلا عن السبب في انهم “لا يكفون للتذكير بانه هذه لم تكن ديمقراطية” كالتي اشار اليها ديف فيليبس.
وتابع التقرير انه حتى بعض الامريكيين من الغاضبين المناهضين للحرب في العراق، يشيرون اليها على انها “خطا” او “خطا فادح”، كما يذكرنا الشاعر العراقي سنان انطون، وهي توصيفات تعني ان ذلك مجرد خطأ ناتج عن سذاجة على مستوى صنع القرار، او حسابات خاطئة وبالتالي يمكن تفهمها وربما التغاضي عنها. الا ان التقرير اكد ان ما جرى كان “افعال افتراس”.
وتابع قائلا انه “من المؤلم ان تكون عراقيا، مذكرا كيف ان الصحفي سافير كتب مع بداية حرب العراق العام 2003 التي اطلقت العنان لعربدة الموت والتي تحولت الى صرخات هيستيرية في غرف التحرير الصحفية في الولايات المتحدة، “أعطوا الحرية فرصة”.
لكنه أشار إلى أن ما تبع ذلك كان بمثابة “الجحيم”. واشار الى ان بيانات احصاء الجثث في العراق، وثقت 315 حالة وفاة يومية بين المدنيين خلال الغزو الامريكي، وذلك في الفترة من 20 مارس/اذار الى 9 ابريل/نيسان العام 2003، كما اصيب اكثر من 22 الف شخص اخرين خلال مرحلة الغزو وحدها، مضيفا ان “الاموات الان لا حصر لهم”.