قبل قرن من الزمان، في 24 أغسطس آب 1921، ولد الصحفي والسياسي الكيبيكي رينيه ليفيك. ولتكريمه بهذه المناسبة، تم إنشاء فضاءً في مونتريال تخليدا لذكراه يبقى مفتوحًا إلى غاية 10 نوفمبر تشرين الثاني 2022.
بعد ظهر يوم السبت الماضي، امتلأ حيّ العروض في مونتريال بالمشاركين في مهرجان ’’ديستريكس‘‘(Distrix) المخصص للثقافة والرياضة الحضرية.
وبجانب هذا الحدث يٌقام معرض ’’فضاء رينيه ليفيك في مونتريال: مسيرة رجل استثنائي‘‘ (L’espace René-Lévesque à Montréal: le parcours d’un homme d’exception).
وكان بعض الزوار ، بعيدًا عن ضجيج هذه المهرجان، يتجوّلون في ممشى الفنانين حيث أقيم هذا المعرض المخصّص لحياة هذا السياسي الذي يقف خلف تأميم الكهرباء، شرعة اللغة الفرنسية المعروفة بالقانون 101، الاستفتاء الأول على استقلال كيبيك في عام 1980 أو القوانين التي تحترم حقوق الصيد للسكان الأصليين الأمريكيين والإنويت في كيبيك. وهذا جزء فقط من إنجازات الرجل الذي كان رئيسًا لحكومة كيبيك بين 1976 و1985.
ويتشكّل المعرض من مسار من ثماني محطّات تمثّل المراحل الرئيسية في حياة رينيه ليفيك.
ويمكن للزائر استعراض حياة الرجل الذي نشأ في نيو كارلايل في منطقة غاسبيزي ، بقدر ما يمكنه الاطلاع على حياة الصحفي الذي عمل راديو كندا الدولي وكذلك الشخصية السياسية الرمزية التي أصبح.
في الواقع فإنّ المعرض هو نسخة من الحديقة المتحف في نيو كارلايل حيث نشأ رينيه ليفيك والتي تم افتتاحها في عام 2018 ويتم تكييفها لأول مرة خارج حديقتها.
وللاستمتاع بالزيارة ، يجب أن يكون لدى الزائر هاتف ذكي. وبمجرّد دخول موقع مخصّص لهذا المعرض (نافذة جديدة) يمكن الاستماع إلى كبسولات إعلامية باللغتين الفرنسية أو الإنكليزية.
وتتوفّر في المكان المخصّص للمعرض خدة الانترنت مجانًا، ولكنها تسمح فقط بالوصول إلى هذا الموقع.
وتأتي مبادرة تنظيم هذا المعرض من مؤسسة رينيه ليفيك (نافذة جديدة) وتدخل في إطار تظاهرة سنة رينيه ليفيك التي تستمرّ مع أنشطة أخرى حتى يونيو جزيران 2023.
وخلال افتتاح هذا الفضاء ، قال إيريك لوفيفر، المدير العام للشراكة في مؤسسة حي العروض (Quartier des spectacles) لراديو كندا إن “الفكرة هي تقديم رينيه ليفييك للقادمين الجدد والشباب حتى يتمكنوا من فهم أهمية مساهمته في كيبيك.‘‘
وأثناء زيارة راديو كندا الدولي للمعرض، جلس الزوجان يوسف بن حسين وسونيا بن عبد الكريم على أحد المقاعد العمومية المتواجدة على طول المسار.
وهما وافدان جديدان إلى كندا قدِما من تونس منذ ثلاثة أشهر فقط. تعمل المرأة في مجال الإعلام الآلي حصلت على عقد عمل في كيبيك لمدة عامين.
لم نكن نعرف رينيه ليفيك. قد يدفعنا هذا المعرض لمعرفة المزيد عن الشخصية.
نقلا عن سونيا بن عبد الكريم
وفي منطقة أخرى من حي العروض في ساحة الفنون، يتواصل المعرض بعرض فيلم وثائقي قصير ’شيء ما مثل رجل عظيم‘‘ (Quelque chose comme un grand homme) في فضاء جورج إميل لابالم للمخرج لوك سير.
ويدوم الفيلم حوالي خمس عشرة دقيقة، ويرسم صورة لرينيه ليفيك. وتبدأ أحداثه يوم الفاتح من نوفمبر تشرين الثاني1987، وهو تاريخ وفاته إثر سكتة قلبية حيث سادت موجة حزن على مقاطعة كيبيك.
ويمكن مشاهدة رينيه ليفيك كصحفي في تلفزيون راديو كندا مع برنامجه الشهير ’’بوان دو مير‘‘ (مركز الاهتمام -Point de mire ) الذي استمر من 1956 إلى 1959.
وقد تحدث مرارًا وتكرارًا عن حرب التحرير الجزائرية. وأوضح خلال إحدى برامجه الإذاعية أن ’’[المستوطنين الفرنسيين] لديهم تفوق واحد فقط في الحياة ، مثل البيض في جنوب الولايات المتحدة: يجب أن يكونوا جميعًا، على الرغم من بؤسهم، متفوقين على المسلمين والعرب … إن فكرة المساواة [بين الفرنسيين والجزائريين] هي نزع تفوقهم الوحيد المتبقي .‘‘
وبدأت علاقة رينيه ليفيك بالصحافة في سن العشرين حيث عمل في محطات إذاعية في كيبيك. في الثانية والعشرين من عمره ، عينته إذاعة صوت أمريكا (Voice of America)، التي كانت تبحث عن صحفيين ثنائيي اللغة وأرسلته إلى أوروبا خلال الحرب العالمية الثانية.
في عام 1946، بدأ العمل في راديو كندا الدولي. وحتى عام 1951، قام بتنشيط البرنامج اليومي ’’لا فوا دو كندا‘‘ (صوت كندا – La voix du Canada).
وفي نهاية عام 1951، أصبح رينيه ليفيك مراسلًا حربيًا لراديو كندا الدولي في كوريا.
وعند عودته ، تمت ترقيته إلى رئيس قسم التقارير الإذاعية والتلفزيونية في راديو كندا. وبدأ في تنشيط برامج إذاعية وتلفزيونية وأصبح شخصية عامة بارزة.
غادر راديو كندا في عام 1960 لدخول عالم السياسة. في عام 1976، انتُخب رئيس حكومة كيبيك على رأس الحزب الكيبيكي ذي النزعة الاستقلالية.
وفي المساء، يمكن للزوار مشاهذة صورة لرينيه ليفيك معروضة على مبنى جناح الرئيس كينيدي لجامعة كيبيك في مونتريال (UQAM).والتقط هذه الصورة المصور الأرمني الكندي الشهير يوسف كرش. وهي تُظهر ’’رينيه ليفيك الانسان العميق والعظيم في نفس الوقت. ‘‘وتم التقاطها في عام 1978.