في مذكرة إحاطة داخلية في شهر يونيو الماضي، حث مسؤول السلامة العامة في كندا حكومته على دعم مشروع تجريبي تديره شركة طيران كندا.
كانت شركة الطيران تختبر نظاما يتحقق من هويات الركاب عند بوابة الصعود من خلال معدات التعرف على الوجه – دون الحاجة إلى جواز سفر أو بطاقة صعود إلى الطائرة.
وقال Shawn Tupper نائب وزير السلامة العامة في الوثيقة، إن “تقنية التعرف على الوجوه لديها إمكانات كبيرة للمساعدة في ضمان سلامة وأمن الكنديين، مع زيادة الثقة والكفاءة والعدالة للركاب”.
ولقد تبين أن مشروع طيران كندا في فانكوفر هو جزء واحد من حملة عالمية مدعومة من كندا للدخول في حقبة جديدة محتملة من السفر الجوي، عصر حيث سيتم استبدال المستندات المادية التقليدية إلى حد كبير بملامح الوجه عند دخول الراكب إلى المطارات والبلدان، حيث يمكن لهذا المفهوم أن يوفر أموال شركات الطيران، ويقلل من متاعب الطيران، وربما يخلق تهديدات جديدة تماما للخصوصية.
وكانت قد طلبت وزارة النقل الكندية من المقاولين اقتراح طرق لتنفيذ مبادرة Air Right Touch، حيث يمكن للمسافرين التنقل عبر المطار بناء على القياسات الحيوية للوجه الخاصة بهم، المرتبطة إلكترونيا بجواز السفر والبيانات الأخرى.
ويدفع الاتحاد الدولي للنقل الجوي – وهو مجموعة تجارية لشركات الطيران – بفكرة موازية، وهي One ID، مع تنفيذ العديد من المشاريع التجريبية في جميع أنحاء العالم.
وتدرس وكالة خدمات الحدود الكندية (CBSA) نظاما جديدا يستخدم تقنية التعرف على الوجه (FRT) لتسريع مراقبة الحدود أيضا.
وتروج صناعة الطيران والحكومة للفكرة كوسيلة لتبسيط المهمة الشاقة المتمثلة في الانتقال من الباب الأمامي للمطار إلى مقصورة الطائرة وما بعدها، مع خفض التكاليف وتقليل الازدحام في المطار وجعل الطيران أكثر متعة.
وقالت Louise Cole، رئيسة تجربة العملاء والتسهيلات في اتحاد النقل الجوي الدولي (IATA): “إنها تجعل كل شيء أكثر بساطة، حيث ستصل إلى المطار في المستقبل، وتقوم بوضع حقيبتك والمشي عبر نقاط التفتيش ولا تتوقف حتى تصل إلى مقعدك على متن الطائرة”.
ويعتقد المؤيدون أن تقنيات القياسات الحيوية يمكن أن تكون أيضا وسيلة أكثر فعالية للتحقق من هويات الركاب لأغراض أمنية – والتخلص من المنشورات التي يحتمل أن تكون خطرة.
ولكن المنتقدين يخشون من أن ذلك يخاطر بخلق سلالة جديدة من انتهاك الخصوصية والمراقبة الحكومية.
ولا تكمن الفكرة في التخلص تماما من جوازات السفر وغيرها من بطاقات الهوية التي تحمل صورة وصادرة عن الحكومة، وبدلا من ذلك، يقوم الركاب بإدخال المعلومات من تلك المستندات في تطبيق الهاتف الذكي مسبقا، ويمنحون موافقتهم على استخدام الصور الموجودة فيها لأغراض التعرف على الوجه.
وبعد ذلك، عندما يقوم المسافرون بفحص حقائبهم، أو مرورهم عبر نقاط التفتيش الأمنية، أو صعودهم على متن الطائرة، تلتقط الكاميرا صورة حية لوجوههم، وتحولها إلى “قالب رقمي” وتقارنها بـ “معرض” صور جواز السفر التي تم إدخالها في أنظمة الكمبيوتر الخاصة بشركة الطيران أو المطار أو الجمارك.
ومن المحتمل أن تختفي طوابير طويلة من الأشخاص الذين ينتظرون فحص بطاقات الصعود إلى الطائرة أو جوازات السفر الخاصة بهم من قبل موظف بشري في طريقهم إلى الرحلة، أو في المراكز الجمركية بعد الهبوط، ولكن المراقبة البيومترية لن تفعل الكثير في مواجهة عنق الزجاجة المزمن الآخر: نقاط التفتيش الأمنية حيث يتم فحص الأمتعة المحمولة والركاب بالأشعة السينية.
وسيكون استخدام مثل هذه الأنظمة طوعيا، ويتطلب موافقة الراكب والامتثال لقوانين الخصوصية، كما تصر شركات الطيران والحكومات، وستحتفظ شركات النقل ببيانات الوجه مؤقتا فقط حتى يكمل الركاب رحلاتهم.
وفي الوقت نفسه، هناك مسعى لتوحيد البرامج المستخدمة في الفحص البيومتري، حتى لا يضطر الركاب إلى تنزيل عدد لا يحصى من التطبيقات المختلفة على هواتفهم للاستفادة من التكنولوجيا، ويبدو أن مشروع Air Right Touch التابع لشركة Transport Canada يهدف إلى توفير أداة شاملة للمسافرين في هذا البلد، على الأقل.
والهدف هو إتاحة بيانات الوجه للمسافرين الموافقين لشركات الطيران وسلطات المطارات وهيئة أمن النقل الجوي الكندية لتسهيل “الرحلة” بأكملها عبر المطار.