ليست التكريمات في كندا حكراً على الجهات الرسمية. وبمناسبة شهر تاريخ السود الذي يصادف شهر فبراير/شباط من كلّ عام، تقوم إحدى جمعيات السود بتسليط الضوء على شخصيات من الجالية السوداء وحلفائها.
واختار اتحاد الجمعيات الإفريقية في كندا (Fédération Africaine et Associations du Canada – FAAC) عشرة من أفراد الجالية الإفريقية نصفهم من النساء والنصف الثاني من الرجال.
وفي حوار مع راديو كندا الدولي، أوضح تيرنو سليمان ديالو، المدير العام لهذه الجمعية أنّ مجلس إدارة الجمعية طلب من أعضاء الجمعية اقتراح شخصيات تستحق التكريم.
وقال إنّه ’’في بداية العملية، جمعنا أسماء أكثر من 50 شخصية على قائمة التكريم. وقام لجنة التحكيم المكونة من 7 من الأعضاء القياديين في الجمعية‘‘ لتحديد قائمة الشخصيات العشر.
أخذنا بعين الاعتبار مسار وأثر هذه الشخصيات على المجتمع وتحلّيها بأخلاقيات عالية.
نقلا عن تيرنو سليمان ديالو، المدير العام لِاتحاد الجمعيات الإفريقية في كندا (FAAC)
وقالت فيكتوريا ألين، إحدى النساء المُكرَّمات، إنّها بطبعها ذات شخصية متواضعة ’’لا أحبّ الظهور كثيرا وأفضّل العمل في الخلف على الواجهة.‘‘
لكنّها ترى أنّ مثل هذه التكريمات ’’جدّ مهمة. لأنّ هذه التشريفات تجعلنا ندرك الأثر والنفوذ الي بحوزتنا. نحن قوة ثقافية واقتصادية واجتماعية وبشرية…‘‘، حسب هذه الكندية المغربية المولودة لعائلة يهودية.
نحن [أفارقة كندا] ننتمي لِبُناة كندا مثلنا مثل الجالية الإيطالية أواليونانية. وليس لأننا لا نتكلّم كثيرا عن إنجازاتنا فهذا يعني أننا لم نعمل أي شيء.
نقلا عن فيكتوريا ألين
وبالإضافة إلى أنها تفتخر بأصولها الإفريقية فهي تعتبر نفسها سوداء رغم بشرتها الفاتحة كون ’’أصل أجداد أمّي من الصحراء وشعري [مجعّد]‘‘، كما أكّدت
فبراير/شباط هو شهر تاريخ السود
في شهر فبراير/شباط من كل عام، يشارك الناس في جميع أنحاء كندا في أنشطة واحتفالات شهر تاريخ السود التي تكرم تراث السود في كندا ومجتمعاتهم.
وفي عام 2024، سيكون موضوع شهر تاريخ السود هو ’’التميز الأسود: تراث يستحق الاحتفال به؛ مستقبل يجب بناؤه‘‘. يحتفل هذا الموضوع بالمساهمات والإنجازات الماضية والحاضرة الغنية للسود في كندا، بينما يطمحون إلى اغتنام فرص جديدة للمستقبل.
ويتوافق هذا الموضوع مع السنة العاشرة للعقد الدولي للمنحدرين من أصل أفريقي والذي يكرّم الأشخاص المنحدرين من أصل أفريقي كمجموعة يجب تعزيز حقوقها وحمايتها.
وفي بداية الشهر، أوضح رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو أنّ ’’صدى تاريخ كندا المؤلم من العنصرية ضد السود لا زال يتردد في المجتمعات في جميع أنحاء البلاد.‘‘
وأضاف أنّه ’’ويمكننا، بل ويجب علينا، أن نفعل ما هو أفضل.‘‘
وذكّر أنّه في ’’عام 2018، اعترفنا رسمياً بعقد الأمم المتحدة الدولي للمنحدرين من أصل أفريقي. وتساعدنا هذه المبادرة، التي تركز على الاعتراف والعدالة والتنمية ومكافحة التمييز، على وضع أطر لتمكين مجتمعات السود وتعزيز عملنا لمكافحة العنصرية والتمييز وكراهية الأجانب التي يواجهها المنحدرون من أصل أفريقي.‘‘