بعد جفاف استمر عدة أيام؛ عاد تدفق المياه إلى بحيرة “ساوة”، في محافظة المثنى، إذ عزت وزارة الموارد المائية سبب عودة المياه الى توقف موسم السقي.
وتعد البحيرة التي يطلق عليها أيضا اسم “لؤلؤة الصحراء”، ويبلغ طولها 4.47 كيلومترا وعرضها 1.77 كيلومترا، من البحيرات المغلقة، وليست لها مصادر مياه من الأنهر، فهي تتزود من المياه الجوفية وتتغذى بالدرجة الأساس على الترشيحات من نهر الفرات، فهي بحيرة ملحية طبيعية.
وأظهر مقطع مصور تداولته وسائل التواصل الاجتماعي عودة المياه إلى البحيرة بشكل منتظم.
لكن رغم عودة المياه إلى البحيرة “الأسطورية”، فإن مختصين لا يتوقعون أن تستعيد عافيتها بشكل تام؛ بسبب شح الأمطار والتأثيرات المناخية، حيث يحتل العراق المرتبة الأولى في تأثير تلك المتغيرات على بيئته.
ويقول مستشار وزارة الموارد المائية عون ذياب ، إن “كميات المياه التي عادت الى بحيرة ساوة، هي كميات بسيطة جدا”.
وبين أن “المياه عادت نتيجة توقف السقي إثر انتهاء الموسم الزراعي والانتهاء من سقي الحنطة المزروعة في بادية المثنى القريبة من بحيرة ساوة”.
وأضاف ذياب، أن “المفاوضات العراقية مستمرة مع دول الجوار بشأن ملف المياه”، لافتا الى ان “هناك اتصالات مع الجانب التركي عكس الجانب الايراني”.
وأشار، الى أن “الملف مرفوع لدى اللجنة العليا للمياه برئاسة رئيس مجلس الوزراء”، متوقعا “مضي المفاوضات بصورة ايجابية مع الجانب التركي”.
وأكد ذياب، أن “مياه الشرب والاستخدام البشري مؤمنة حاليا ونعطيها أسبقية في كل الظروف”، مشيرا الى أن “وزارة الموارد المائية اتفقت مع وزارة الزراعة لتزويد المزارعين بالمياه لبعض الخضر وسقي البساتين وليس كل الزراعة مسموحة ومن الزراعات التي تأثرت هي زراعة الرز”.
ولم تكن بحيرة ساوة هي الوحيدة التي تعرضت للجفاف، حيث أُعلن في محافظة ديالى المحاذية لإيران عن موت بحيرة حمرين، وانتشرت فيديوهات تظهر جفاف البحيرة بالكامل، وتحولها إلى طريق ترابي، تدخل فيه المركبات، في حين يعود جفاف البحيرة بشكل أساس إلى انخفاض المياه الواصلة إليها من إيران، حيث تم قطع الروافد الخاصة بنهر دجلة.
بدوره، يقول المختص بالشأن المائي رمضان حمزة إن “الجفاف المتزايد والمتتالي ليس وليد اللحظة، بل هناك الكثير من الشواهد والمقدمات التي أنذرت بهذا الجفاف”.
وأضاف حمزة، أن “الحكومة لم تحرك ساكنا، من أجل تصحيح مسار الملف المائي في العراق”.
ولفت، إلى أن “الجارتين تركيا وإيران، تعملان على تحقيق أكبر استغلال للمياه على حساب الواردات المائية الداخلة للعراق، الذي يشهد إهمالا للملف المائي”.
وهذا الأمر، حسب حمزة، أسفر عن “تحول بعض أنهار العراق إلى مجار لمياه الصرف الصحي غير المعالجة، بينما حُرم البعض الآخر كنهر ديالى، من تدفق مياه الجريان البيئي، وأصبحت ذات تدفق صفري تسبب بهلاك الثروة السمكية أيضاً، في حين لا تزال الأهوار في غرفة الإنعاش بانتظار أن تطلق طهران وانقرة جزءا من حصص العراق المائية”.
ودعا حمزة، “مجلس النواب لا سيما اللجان المختصة الى وضع معالجات سريعة لمشكلة المياه التي باتت تهدد حياة ملايين المواطنين”.