قالت كايتي تيلفورد، كبيرة مستشاري رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو، إنّ مكتبها يتابع المزاعم الأخيرة المتعلقة بما يعرفه حزبها، الحزب الليبرالي الكندي، عن محاولات الحكومة الصينية التدخل في حملتيْ الانتخابات الفدرالية العامة الأخيرتيْن، لكنها أضافت أنّ بعض المزاعم لا تبدو متسقة.
وتيلفورد التي تشغل منصب رئيسة مكتب ترودو منذ عودة الحزب الليبرالي بقيادته إلى السلطة في أوتاوا عام 2015، أجابت على أسئلة لجنة الإجراءات والشؤون التابعة لمجلس العموم التي مثلت أمامها بعد ظهر اليوم حول ما تعرفه عن مدى تدخل بكين في مسار الديمقراطية في كندا.
وخلال اللقاء الذي استمر أكثر من ساعتين قالت تيلفورد مراراً لأعضاء اللجنة إنها لا تستطيع التعليق على مسائل استخباراتية حساسة.
’’لا أستطيع الدخول في التفاصيل‘‘… ’’لا يمكنني التعليق على هذا الموضوع‘‘… ’’لا أستطيع الإجابة‘‘، كانت بعض أجوبة تيلفورد، التي لديها تصريح أمني سري للغاية، لأعضاء اللجنة النيابية.
وأدّى ذلك إلى بعض التبادلات المحمومة بين رئيسة مكتب ترودو ونواب المعارضة في اللجنة.
وتبحث اللجنة في المزاعم الأخيرة، بما فيها التقارير التي نشرتها شبكة ’’غلوبال نيوز‘‘ الكندية الإخبارية في الخريف الماضي والتي زعمت أنّ مسؤولين في جهاز الاستخبارات الأمنية الكندي أخبروا ترودو أنّ القنصلية الصينية في تورونتو قامت بتوزيع الأموال على ما لا يقل عن 11 مرشحاً في الانتخابات الفدرالية وعلى ’’العديد من عملاء بكين‘‘ الذين عملوا في الحملة الانتخابية عام 2019.
’’الربط الذي تمّ بين هؤلاء المرشحين والأموال لم يكن دقيقاً‘‘، قالت كبيرة مستشاري رئيس الحكومة الليبرالية.
وأضافت أنها لا تستطيع، في مكان عام، تقديم تفاصيل محددة حول ما هو غير دقيق في تلك التقارير.
خلال السنوات التي أمضيتها في هذا العمل، اطّلعتُ على نطاق هائل من المعلومات الاستخباراتية من كافة أنحاء العالم. كان بعضها خاطئاً وبعضُها صحيحاً.
نقلا عن كايتي تيلفورد، رئيسة مكتب رئيس الحكومة الكندية
’’البعض منها قد لا نعرفه أبداً، أو فقط مع مرور الوقت سنعلم ما إذا كان صحيحاً‘‘، أضافت تيلفورد.
وسبق لترودو أن قال إنه لم يتم إبلاغه مطلقاً عن تلقي مرشحين فدراليين أموالاً من الصين. كما قالت مستشارته لشؤون الأمن القومي والاستخبارات، جودي توماس، إنها لم ترَ دليلاً على أنّ أيّاً من المرشحين في الانتخابات الفدرالية لعام 2019 قد تأثر بتمويلٍ ما من الحكومة الصينية.
’’يُمضي رئيس الحكومة الكثير من الوقت على كلّ شيء يتلقاه، وهو يقرأه بكلّ تأكيد. لذا يمكنني أن أؤكد أنه إذا كانت هناك وثائق حصل عليها، فهو بلا شك قد قرأها‘‘، قالت تيلفورد أمام اللجنة البرلمانية.
عضاء حزب المحافظين الكندي في اللجنة قالوا إنّ أجوبة تيلفورد تثير المزيد من الشكوك. ويشكل المحافظون المعارضة الرسمية في مجلس العموم.
’’كانت غير قادرة على، أو غير راغبة في، الاعتراف حتى بأنّ رئيس الحكومة قد قرأ حتى ما كان في حزمة قراءاته اليومية‘‘، قال النائب مايكل باريت، من حزب المحافظين، عن تيلفورد بعد مثولها أمام اللجنة.
’’يواصل الليبراليون إخفاء الحقيقة عن الكنديين حول ما عرفوه عن التدخل الأجنبي من قبل بكين في عمليتنا الديمقراطية، ونحن لم نزل حازمين بأنّ هناك حاجة إلى عملية شفافة ومفتوحة‘‘، أضاف باريت.
نقلاً عن موقعيْ ’’سي بي سي‘‘ وراديو كندا،