دعا زعماء 17 دولة، من بينها كندا والولايات المتحدة، لإنهاء الحرب الدائرة في قطاع غزة الفلسطيني منذ ثمانية أشهر وحثّوا في بيان مشترك أصدروه اليوم حركة حماس الفلسطينية على قبول اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل المطروح حالياً على الطاولة.
’’لقد حان الوقت لهذه الحرب أن تنتهي، وهذا الاتفاق يشكل نقطة انطلاق ضرورية (لتحقيق ذلك)‘‘، قال البيان الذي يحمل أيضاً تواقيع زعماء دول أوروبية وأميركية لاتينية.
’’لا يوجد وقت لنضيعه. ندعو حماس إلى إبرام هذا الاتفاق‘‘، أضافت الدول الموقعة ومن بينها البرازيل وكولومبيا اللتان سبق لرئيسيْهما اليسارييْن أن ندّدا بشدة بالحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة.
وتبذل الولايات المتحدة جهوداً دبلوماسية مكثفة لإقناع حماس بقبول اتفاق وقف إطلاق النار، لكنّ البيان يدعو إسرائيل أيضاً إلى إبداء المرونة.
وأعرب الموقعون عن قلقهم بشأن مصير الرهائن الذين تحتجزهم حماس ’’ومن بينهم العديد من مواطنينا‘‘، داعين إلى إطلاق سراحهم.
’’في هذه اللحظة الحاسمة، ندعو قادة إسرائيل وحماس إلى تقديم التنازلات النهائية اللازمة لإبرام هذا الاتفاق والتخفيف عن أُسر رهائننا وعن أولئك الذين هم على جانبيْ هذا الصراع الرهيب، ومن بينهم السكان المدنيون‘‘، أضاف البيان.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد كشف يوم الجمعة الفائت عن خريطة طريق قال إنّ إسرائيل اقترحتها، وتنصّ في مرحلة أُولى على وقفٍ ’’كامل وشامل‘‘ لإطلاق النار مدة ستة أسابيع يرافقه انسحاب القوات الإسرائيلية من كافة المناطق المكتظة بالسكان في قطاع غزة وإطلاق حماس سراح عدد من الرهائن، من ضمنهم النساء والمسنّون والجرحى، مقابل إطلاق إسرائيل سراح مئات الأسرى الفلسطينيين.
وتتضمّن المرحلة الثانية إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين، وتنسحب خلالها القوات الإسرائيلية من قطاع غزة. وتدعو المرحلة الثالثة إلى البدء بعملية إعادة إعمار واسعة النطاق في قطاع غزة الذي خلفت فيه الحرب الحالية دماراً هائلاًَ.
نشير إلى أنّ هذا الاتفاق سيؤدي إلى وقف فوري لإطلاق النار وإعادة تأهيل غزة، مع ضمانات أمنية للإسرائيليين والفلسطينيين وإمكانية التوصل إلى سلام دائم وحل قائم على أساس الدولتيْن.نقلا عن مقتطف من البيان المشترك لزعماء 17 دولة من بينها كندا
والدول الموقعة على البيان الصادر اليوم هي، بالإضافة إلى كندا والولايات المتحدة والبرازيل وكولومبيا المذكورة أعلاه، الأرجنتين وإسبانيا وألمانيا والبرتغال وبلغاريا وبولندا وتايلاند والدانمارك ورومانيا وصربيا وفرنسا والمملكة المتحدة والنمسا.
يُذكر أنّ الحرب الحالية بدأت بهجوم شنه مقاتلو حماس على جنوب إسرائيل في 7 تشرين الأول (أكتوبر) وأسفر عن مقتل حوالي 1.200 شخص، معظمهم من المدنيين، واختطاف حوالي 250 شخصاً إلى قطاع غزة. وتقول إسرائيل إنّ حوالي 100 رهينة لا يزالون محتجزين في القطاع الفلسطيني، بالإضافة إلى جثث حوالي 30 رهينة آخرين.
وردّاً على ذاك الهجوم، وعدت إسرائيل بـ’’القضاء‘‘ على حماس المسيطرة على قطاع غزة، فحاصرت القطاع الفلسطيني بشكل كامل وقصفته بشدة وأطلقت عملية عسكرية برية فيه في 27 تشرين الأول (أكتوبر)، ما تسبب حتى الآن بسقوط حوالي 36.600 قتيل في صفوف الفلسطينيين، غالبيتهم من النساء والأطفال حسب وزارة الصحة في حكومة حماس، فضلاً عن دمار هائل في البنى التحتية والممتلكات وتشريد الغالبية الساحقة من سكان القطاع.
نقلاً عن موقع راديو كندا ووكالة الصحافة الفرنسية،