بعد أول تبادل بين رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو والرئيس الصيني شي جين بينغ يوم أمس في قمة مجموعة الدول العشرين بعيداً عن الصحفيين، تحدث الزعيمان مجدداً اليوم. لكن، هذه المرة، كانت المآخذ من الرئيس الصيني على رئيس الحكومة الكندية.
وعلى عكس المحادثة الأولى، التي أثار فيها ترودو قضية التدخل الصيني في الانتخابات العامة الكندية قبل ثلاث سنوات، تمكنت كاميرات الصحفيين هذه المرة من تخليد هذا الحوار الذي تميز بتوتر واضح.
ومردّ التوتر أنّ الرئيس الصيني لم يكن راضياً عن نشر تفاصيل اللقاء الأول القصير في الإعلام.
’’كلّ ما تحدثنا عنه تسرّب إلى وسائل الإعلام، هذا ليس مناسباً. لم يجرِ الحديث بهذه الطريقة. إن كان هناك صدق من جانبك‘‘. هذا ما سُمع من فم المترجم الذي كان يؤمّن التواصل بين الزعيميْن.
’’في كندا نؤمن بحرية التعبير. أريد دائماً العمل معك، لكننا لن نتفق دائماً‘‘، ردّ ترودو.
’’يجب علينا تهيئة ظروف الفوز أولاً‘‘، ختم شي جين بينغ قبل أن يصافح ترودو.
لم يكن أيٌّ من لقائيْ ترودو بشي، أمس واليوم، اجتماعاً ثنائياً رسمياً على غرار الاجتماعات التي عقدها الرئيس الصيني مع قادة آخرين، من بينهم الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأرجنتيني ألبيرتو أنجيل فيرنانديز والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وقال مكتب رئيس الحكومة الكندية إنّ الزعيميْن ناقشا أيضاً الغزو الروسي لأوكرانيا واعتداءات كوريا الشمالية المتواصلة على كوريا الجنوبية ومؤتمر الأمم المتحدة الخامس عشر المعني بالتنوع البيولوجي (COP 15) الذي ينعقد في مونتريال بين السابع والتاسع عشر من كانون الأول (ديسمبر) المقبل.
ودون مفاجأة، احتلت الحرب في أوكرانيا مكانة بارزة في الإعلان المشترك النهائي لقمة مجموعة العشرين. لكن كانت هناك بعض الاختلافات حول هذا الموضوع.
فإذا كان الجميع متفقين على أنّ الغزو ’’يقوّض الاقتصاد العالمي‘‘ وأنّ ’’استخدام الأسلحة النووية أو التهديد باستخدامها غير مقبول‘‘، فإنّ ’’معظم‘‘ دول مجموعة العشرين، لا كلها، أدانت بشكل صريح العدوان الروسي على أوكرانيا.
فبعض الدول أعربت عن وجهات نظر وتفسيرات مختلفة حول الوضع والعقوبات، كما جاء في الإعلان النهائي المكوّن من 17 صفحة.
(نقلاً عن موقع راديو كندا، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)