زعم أحد الخبراء أن الحياة خارج كوكب الأرض (إن وجدت) قد تكون في الواقع خائفة جدا من البشر “الخطرين” و”العنيفين” بحيث لا ترغب في المجيء إلى هنا.
ويقول الدكتور غوردون غالوب، عالم النفس البيولوجي بجامعة ألباني، إن البشر “خطيرون وعنيفون ومنخرطون بلا توقف في صراعات وحروب دموية لا نهاية لها”.
ولهذا السبب، من المحتمل أن تميل الكائنات الغريبة التي تمتلك القدرة التكنولوجية على القيام بزيارة إلى الأرض – إذا كانت موجودة – إلى البقاء بعيدا خوفا من الموت والإبادة الجماعية، وفقا للدكتور غالوب.
وقدم غالوب حجته في ورقة بحثية مفتوحة نُشرت في مجلة علم الأحياء الفلكية هذا الشهر.
ويقول: “إذا كانت [الحياة الفضائية] موجودة، فربما تكون وجدتنا الآن واكتشفت أن البشر خطرون وعنيفون ومنخرطون بلا توقف في صراعات وحروب دموية لا نهاية لها، ويطورون باستمرار أسلحة دمار شامل أشد فتكا”.
وسيكون من الواضح أيضا، أنه نتيجة ثانوية للتلوث المتزايد وتدمير الموائل، إلى جانب الحروب التي لا نهاية لها والنهب والموت والدمار، فإن البشر يشكلون خطرا لا مثيل له وغير مسبوق ليس فقط على أشكال الحياة الأخرى على الأرض بل الحياة على الكواكب الأخرى.
وكمثال على ذلك، يستشهد الدكتور غالوب بـ “الدمار الشامل لحضارات الأزتك والإنكا المتقدمة للغاية” والإبادة الجماعية اللاحقة للسكان الأصليين، وتدمير معابدهم ومبانيهم، ونهب ثرواتهم ومواردهم الطبيعية.
ويكتب: “إذا أصبح البشر على الأرض مدركين للحضارات المتقدمة والموارد المرغوبة في عوالم أخرى، فهل ستعاني الكائنات خارج كوكب الأرض في النهاية من المصير نفسه الذي لحق بسكان المكسيك وبيرو؟
وإذا كانت هناك حياة ذكية في مكان آخر، فقد تنظر إلى البشر على أنهم في غاية الخطورة. وربما هذا هو السبب في عدم وجود دليل مقنع على وجود ذكاء خارج كوكب الأرض: نحن نشكل مخاطرة كبيرة جدا، ولا تريد أن تُكتشف.
وخلال حياته، أثار عالم الفيزياء الفلكية البريطاني الشهير البروفيسور ستيفن هوكينغ مخاوف بشأن الأخطار التي تشكلها الكائنات الفضائية الذكية والعدائية، كما يشير الدكتور غالوب. وقد تصل لغزو البشر واستعبادهم وتدميرهم واستعمارهم لاستغلال موارد كوكبنا بعد استنفاد مواردها.
واستمر هذا منذ فترة طويلة من خلال التلفزيون والسينما – على سبيل المثال، فيلم Battlefield Earth، الذي تم إنتاجه عام 2000 والمبني على رواية كتبها مؤسس السينتولوجيا إل. رون هوبارد، يصور جنسا وحشيا من الفضائيين العمالقة يسمى “The Psychlos” يُخضعون البشر للسخرة.
ووفقا للبروفيسور هوكينغ، قد تكون النتيجة مماثلة لما حصل عندما جاء كولومبوس إلى أمريكا، وهو ما لم يكن جيدا للأمريكيين الأصليين، كما يقول الدكتور غالوب.
لكن الحقيقة قد تكون عكس ذلك تماما – فقد يكون من الممكن أيضا أن تعيش الكائنات الفضائية في خوف من العثور عليها.
ويقول غالوب: “يبدو أن البشر على وشك الوصول إلى نقطة التحول عندما يتعلق الأمر باعتمادنا على الوقود الأحفوري والآثار الناتجة عن تغير المناخ”.
ويشير المسار إلى أنه للمرة الأولى في تاريخ الأرض، نتجه نحو الانقراض الجماعي الذي يحدث نتيجة لأفعال نوع واحد؛ أي الإنسان.
وتعتمد الورقة على مفارقة فيرمي، وهي التناقض الواضح بين عدم وجود أدلة على حضارات خارج كوكب الأرض والتقديرات العالية المختلفة لاحتمالية حدوثها.
وبمعنى آخر، إذا كانت هناك حياة خارج كوكب الأرض، فلماذا لم نجد أي دليل عليها؟.
ووفقا لتقديرات إريك زاكريسون، عالم الفيزياء الفلكية بجامعة أوبسالا في السويد، هناك 70 كوينتيليون كوكب في الكون – أي 7 متبوعا بـ 20 صفرا.
وفي مجرة درب التبانة وحدها، هناك ما يصل إلى ستة مليارات من الكواكب الشبيهة بالأرض، وفقا لدراسة أجراها علماء الفلك بجامعة كولومبيا البريطانية عام 2020.
ووفقا لوكالة ناسا، تم تأكيد 4933 كوكبا خارج المجموعة الشمسية – كواكب خارج نظامنا الشمسي – في 3704 أنظمة. وغالبية هذه الكواكب الخارجية غازية، مثل كوكب المشتري أو نبتون، وليست أرضية، وفقا لقاعدة بيانات ناسا على الإنترنت.
ويقول غالوب: “يوضح تاريخ علم الأحياء على الأرض أن الحياة الذكية المتطورة تقنيا هي الاستثناء وليس القاعدة.
وعلى الرغم من المليارات من أشكال الحياة المختلفة، فإن سجل الحياة الذكية مع قدرات صنع الأدوات المعقدة والقدرة المعرفية لتحقيق الوعي الذاتي، يشير إلى أنه ظهر مرة واحدة فقط، ما يجعل احتمال العثور على حياة ذكية متطورة تقنيا في مكان آخر بعيدا بشكل كبير”.