وصل رئيس المكتب التمثيلي لحكومة كيبيك في تل أبيب أليك هاكوبيان في السادس والعشرين من شهر شباط/ فبراير الماضي إلى إسرائيل في مهمة ديبلوماسية تنتهي هذا الأسبوع.
يذكر أن إقامة هاكوبيان في إسرائيل مرّت بصمت بينما كانت، ومنذ شهور، تؤكد وزيرة العلاقات الدولية في حكومة كيبيك مارتين بيرون بأن العمل في مكتب تل أبيب يتمّ من مدينة مونتريال.
استقر هاكوبيان في مقر السفارة الكندية، على شارع نيريم، في غرفة مخصصة للمكتب التمثيلي لكيبيك في تل أبيب. وأكد مكتب الوزيرة بيرون أمس بأن مهمته التي بدأت في 26 شباط / فبراير، من المرتقب أن تنتهي يوم غد الأربعاء 27 آذار/ مارس.
تم إيفاد هاكوبيان إلى إسرائيل لإجراء اتصالات وبناء علاقات دبلوماسية. فقد التقى الديبلوماسي الكيبيكي أمس على سبيل المثال دبلوماسيين من بافاريا وكاتالونيا.
وعلى الرغم من الحرب بين إسرائيل وحماس، فإن تل أبيب مدينة آمنة، كما صرّح مكتب الوزيرة بيرون الذي استخدم المصطلح ذاته لوصف مقرّ السفارة الكندية.
تجدر الإشارة إلى أنه ولأسباب أمنية، تم تأجيل افتتاح مكتب كيبيك في تل أبيب الذي كان مقررا الخريف الماضي، إلى أجل غير مسمى. وأتى ذلك بعد أيام على وقوع الهجوم الذي شنته حماس على جنوب إسرائيل في 7 تشرين الأول /أكتوبر.
في نهاية الأسبوع الماضي، كرر مكتب وزيرة العلاقات الدولية في حكومة حزب التحالف من أجل مستقبل كيبيك (CAQ) مرة أخرى تأكيده بأن رئيس البعثة الديبلوماسية في تل أبيب يمارس مهامه من مونتريال وأنه سينتقل إلى إسرائيل عندما تسمح الظروف الأمنية بذلك. ’’وبحد أقصى، كما قالت الوزيرة بيرون خلال مؤتمر صحفي، فإن هاكوبيان ربما سيكون في ذهاب وإياب بين تل أبيب ومونتريال‘‘.
أما في الواقع، فإن هاكوبيان كان في إسرائيل منذ أكثر من ثلاثة أسابيع في ذلك الوقت، دون الإعلان عن إقامته بأي شكل من الأشكال.
بعد علمه بذلك، ندد حزب التضامن الكيبيكي (QS) يوم أمس الاثنين بالرحلة التي تمت بشكل خفي.
في بيان مكتوب أرسل إلى هيئة الإذاعة الكندية، اعتبر المتحدث باسم الحزب للعلاقات الدولية، غيوم كليش ريفارد، أنه ’’من الحماقة تماما معرفة أن كيبيك، في السياق الحالي، تعزز علاقاتها مع إسرائيل من خلال إضفاء الطابع الرسمي على البعثات الميدانية لمكتبها في تل أبيب‘‘.
هذا ويحاول حزب التضامن الكيبيكي منذ أشهر إقناع حكومة حزب التحالف من أجل مستقبل كيبيك على العودة عن قرارها بشأن تمثيل دبلوماسي لها في تل أبيب. وكان هذا الحزب وهو ثاني أحزاب المعارضة في الجمعية الوطنية (الجمعية التشريعية) اليساري التوجّه، قد قدم عريضة وقع عليها ما يقرب من 12 ألف شخص الشهر الماضي، تطالب بإغلاق مكتب كيبيك في تل أبيب، ولكن دون جدوى.
على العكس من ذلك، تقول حكومة كيبيك إن قرار إنشاء أول تمثيل دبلوماسي في الشرق الأوسط تم اتخاذه قبل وقت طويل من هجوم 7 تشرين الأول /أكتوبر، في صيف عام 2023، وأن هذا ينبغي أن يكون بمثابة بوابة إلى كافة أنحاء الشرق الأوسط.
بدورها أكدت الوزيرة بيرون يوم الجمعة الماضي، في كلمة ألقتها خلال كلمة ألقتها أمام مجلس العلاقات الدولية في مونتريال (CORIM)، أن افتتاح مكتب كيبيك في إسرائيل لا ينبغي ’’بأي حال من الأحوال‘‘ أن يُنظر إليه على أنه اتخاذ موقف في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
ومع ذلك، يظل إنشاء تمثيل دبلوماسي لكيبيك في تل أبيب في الظروف الحالية عملية حساسة بسبب معارضة جزء من المجتمع.
ففي يوم السبت، على سبيل المثال، سار مئات الأشخاص في شوارع مونتريال للمطالبة بوقف فوري ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة، ولكن أيضا للتنديد بافتتاح مكتب كيبيك في تل أبيب.
المصدر: هيئة الإذاعة الكنديةـ