تباينت ردود الأفعال بين سكان الدائرة الانتخابية الفدرالية لِرئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو عندما انتقل إليها القسم العربي لِراديو كندا الدولي بعد إعلانه عن نيته في التنحي عندما يختار حزبه خلفاً له.
لم تكن أمس الثلاثاء محطة مترو ’’جاري’’ (Jarry) التي تبعد نحو 10 دقائق مشيا على الأقدام من مكتب الدائرة الانتخابية لرئيس الحكومة المستقيل تعجّ بالمعجبين به كما كانت عليه الحال غداة فوز حزبه بالأغلبية وتولّيه منصبه في أكتوبر/تشرين الأول 2015.
حينها زار جوستان ترودو هذه المحطة ليشكر المواطنين على اختيارهم له. وسمح لهم حراسه بمصافحته وتقبيله وأخذ صور تذكارية معه. وهكذا كان الأمر في الاتخابات العامة في 2019 (نافذة جديدة) وفي الانتخابات المبكرة لِعام 2021.
وانتشرت صور الزيارة عبر العالم وتداولتها المواقع والتلفزيونات وأعادت كندا إلى الواجهة بفضل رئيس حكومتها الشاب ذي 44 عاماً آنذاك.
وفي حديث مع راديو كندا الدولي، يقول ريشار مارسان وهو مواطن كندي مقيم في هذه دائرة جوستان ترودو إنّه كان حاضرا في محطة الميترو عندما زارها في 2015 رئيس الحكومة المستقيل.
وأضاف أنّه لو’’التقيه اليوم، لن أصافحه ولن أتحدّث معه.‘‘
لقد انقضى وقته [ترودو]. انتهى. لم يساعد لا الفقراء ولا أبناء حيّه. أبداً.نقلا عن ريشار مارسان
وبالنسبة له، فإنّ ’’ترودو كان يفكّر أكثر في المهاجرين وإرسال الأموال إلى بلدان أخرى.‘‘. وأعاب على رئيس الحكومة وصول أعداد كبيرة من المهاجرين خلال السنوات الأخيرة، خاصة بعد جائحة كوفيد 19.
’’كان ينبغي عليه أن يساعد مواطني دائرته الانتخابية. هذا هو المهم ‘‘، كما قال هذا الرجل البالغ من العمر 63 عاماً والذي يعتقد أن ’’الكتلة الكيبيكية هي التي ستفوز في الانتخابات الفدرالية المقبلة بأغلب مقاعد مقاطعة كيبيك التي تحضى بما لا يقلّ عن 78 مقعداً في مجلس العموم.‘‘
وحسب تقديره، سيفوز المحافظون بحكومة أقلية. وهذا الأمر لا يفرحه. ’’سيكون الأمر أسوأ مع المحافظين، فهم يريدون رفع سن التقاعد إلى 67 عاما عوض 65 عاماً كما هو عليه الأمر الآن.‘‘
الهجرة والطلبة وغزة
وتقول الطالبة سارة التي فضّلت عدم ذكر اسمها العائلي إنّ ’’ترودو حاول القيام بكلّ ما في وسعه‘‘ لتحسين أوضاع الكنديين.
’’لكنّ البلد لا زال يتعافى من آثار جائحة كوفيد-19 كباقي البلدان‘‘، كما أضافت هذه الشابة المولودة في تونس والتي هاجرت إلى كندا مع أهلها وهي في سن 6 سنوات.
استقالة جوستان ترودو أمر جيد فهو يُسلّم الحكم إلى شخص آخر يمكنه القيام بعمل أفضل.نقلا عن سارة، طالبة
والشيء الوحيد الذي تعيبه على رئيس الحكومة المستقيل يتعلق بالتضخم الذي أدى إلى بسببه تآكلت القدرة الشرائية للكنديين في السنوات الأخيرة.
كما أنها تنتقد مواقف الحكومة بشأن الحرب في غزة، لكنها تقول إنها تفهم أن ’’موقفها لا يختلف عن مواقف الحكومات الغربية.‘‘
وعن المناخ السياسي العام، قالت إنّها تخشى انتشار ’’الأفكار المثيرة للجدل حول المسلمين. في كيبيك مثلاً، منع الصلاة في الاماكن العمومية. أنا أخاف أن يكون هناك أفكار راديكالية تمنعنا من ممارسة حريتنا ونصبح مثل فرنسا.‘‘
جزيرة الأمير إدوارد
من جانبه يقول فؤاد حدّاد وهو رجل أعمال متفاعد من مقاطعة جزيرة الأمير إدوارد إنّه ’’جدّ راض باستقالة جوستان ترودو‘‘ بسبب إدارته لملفّ الهجرة.
في الماضي، في عام 2000، كان هناك بعض التحكم في الهجرة. كان عدد المهاجرين الجدد لا يتجاوز سقف 250.000 مهاجر سنوياً. وأصبح هناك الآن طريق سريع يعبره أكثر من مليونين من المهاجرين. لا يمكن للبنية الأساسية أن تستوعبهم.نقلا عن فؤاد حداد
وأضاف أّنّ سرعة تدفّق أعداد المهاجرين يقابلها نقص في مناصب العمل وفي السكن وهذا يعطّل الاقتصاد.
وعبّر السيد حداد الذي لا يخفي دعمه لحزب المحافظين الكندي على مواقع التواصل الاجتماعي عن سخطه من القرارات التي اتخذتها حكومة جوستان ترودو خلال جائحة كوفيد-19 مثل فرض جواز التطعيم.
’’فرض جواز التطعيم كان ضدّ إرادة الكنديين وحقوقهم الدستورية. كانت الحكومة تقول إن التلقيح ليس إجبارياً لكنّك إذا لا تقبل التلقيح ستفقد عملك. هذا ابتزاز‘‘، كما قال.
وبحكم كونه مالكاً لأسلحة نارية للرياضة منذ حوالي 40 سنة، قال فؤاد حداد إنّ ’’القوانين التي وضعها جوستان ترودو تسببت في استفحال تهريب الأسلحة إلى كندا عبر الحدود مع الولايات المتحدة الأمريكية. هناك تزايد في الجريمة بسبب هذه القوانين‘‘
وأضاف أنّ مالكي الأسلحة هم أشخاص مسالمون و’’يتعرّضون للتفتيش يوميا من قبل شرطة الخيالة الكندية الملكية. ‘‘
وبخصوص ضريبة الكربون، أكّد السيد حدّاد أنها ’’ليست سوى ضريبة أخرى فرضتها الحكومة الفدرالية. عدد الأشجار الموجودة في كندا يكفي لتنظيف الهواء. عدد سكان كندا يبلغ 40 مليون. وانظر إلى الولايات المتحدة التي يتجاوز عدد سكانها 330 مليون نسمة ولكنّ لم تفرض ضريبة كربون .‘‘