أدرجت مجلة ’’يور فورت ماكموري ماغازين‘‘ (Your FortMcmurray Magazine) المصرية الكندية رشا حسن ضمن قائمتها السنوية للخمسين شخصية مؤثرة دون الخمسين عاماً من العمر في منطقة ’’وود بافلو‘‘ حيث تقع مدينة فورت ماكموري شمالي مقاطعة ألبرتا الكندية.
ويعرف سكان هذه المدينة رشا حسن عبر عملها في الجمعية المتعددة الثقافات في منطقة وود بوفالو (Multicultural Association of Wood Buffalo) وفي نشاطها التطوعي كمديرة لفريق كرة القدم تحت سنّ 17 و19 سنة في فورت ماكموري.
وفي حوار مع راديو كندا الدولي عبر البريد الالكتروني، تقول رشا حسن إنّ دخولها قائمة ’’الخمسون تحت الخمسين’’ في فورت ماكموري يعني الكثير.
[إدراجي في القائمة] رمز لإنجازاتي ليس فقط على المستوى الشخصي ولكن أيضاً لتأثيري ومساهماتي في المجتمع.
نقلا عن رشا حسن
وأضافت أنّ ’’التزامي بمساعدة من حولي وخدمة المجتمع الذي ساعدني لفترة طويلة ينعكس في هذا التميز. أنا ممتنة لإدراجي إلى هذه المجموعة الموقرة من الأشخاص الملتزمين بإحداث تغيير في فورت ماكموري.‘‘
وتأسست هذه المجلة الفصلية عام 2012 وتصدر خمسة أعداد سنويّاً تعنى بالمواضيع الترفيهية وأسلوب الحياة والمحتويات الإشهارية المدعومة.
ويتمّ اختيار شخصيات القائمة من قبل لجنة ’’تتألف من سفراء المجتمع وفائزين سابقين وفريق المؤسسة الناشرة للمجلة‘‘، كما توضح المجلة على موقعها.
ويؤكّد فريق المجلة أنّ ’’لجنة التحكيم تضم أفراداً يعملون ويتطوعون في مختلف القطاعات لخلق الشفافية وتعزيز العدالة لجميع المرشحين‘‘.
وُلدت رشا حسن في مصر ونشأت في هذا البلد قبل أن تنتقل للعيش بعض الوقت في الولايات المتحدة ثم هاجرت إلى كندا في عام 2001. ’’لكن يشرفني أن أعتبر كندا وفورت ماكموري موطني الجديد‘‘’ كما قالت في حديثها.
كانت وجهتها الأولى مع عائلتها إلى مدينة هاليفاكس في مقاطعة نوفا سكوشا حيث ولد طفلها الأول. أمضت هناك السنوات الأولى من حياتها في كندا إلى أن انتقلت إلى إدمونتون في ألبرتا حيث أنجبت طفلها الثاني.
ثمّ انتقلت العائلة إلى فورت ماكموري في عام 2008، ’’ونحن هنا منذ ذلك الحين‘‘، كما أضافت رشا حسن.
وعن اختيارها لهذه المدينة، تقول رشا حسن إنها جاءت ’’أساساً إلى فورت ماكموري بحثاً عن فرص للعمل وأنا جدّ سعيدة للقرار الذي اتخذته. المجتمع المتماسك والمرحاب يجعلها مكانًا رائعا لتربية أسرة.‘‘
الشعور بالانتماء للمجتمع هنا [في فورت ماكموري] يختلف تماماً عن أي مكان آخر. إنها بيئة آمنة ومرحبة للأشخاص من جميع الخلفيات.
نقلا عن رشا حسن
وبلغ عدد سكان المدينة حسب إحصاء 2021، حوالي 68.000 نسمة، 2,21% منهم من أصول عربية.
وتُعرف المنطقة بحقولها للرمال الزفتية وشركاتها العاملة في مجال استخراج النفط منها.
ولم تخلو تجربة الاستقرار في فورت ماكموري من تحديات واجهت رشا حسن وعائلتها. ’’عندما تنتقل لأول مرة إلى أي مكان، يأخذ الأمر بعض الوقت للتعود على العيش مدينة صغيرة خاصة عندما تكزن قد نشأت في بيئة مزدحمة‘‘، حسبها.
وفي الوقت الذي كانت تتعوّد فيه على حياتها الجديدة، كان عليها أن تبحث على ’’مدارس وأنشطة جيدة لتسجيل أطفالي فيها‘‘، كما تقول.
’’وكان الأمر صعباً بعض الشيء، ولكن كل هذه التحديات ترفع من الإنسان ونفهم ذلك بسرعة‘‘، كما أوضحت.
وتنصح رشا حسن الوافدبن الجدد إلى فورت ماكموري بالتحلي بالانفتاح على الآخر. ’’ لا تخافوا من ملاقاة أشخاص جدد والتوجه نحوهم. الجميع في الغالب مرحبون للغاية وسيكونون حريصين على جعلكم تشعرون وكأنكم في بيتكم‘‘، كما قالت.
ربط الأطفال بالثقافة العربية
بالنسبة لِرشا حسن، إن تربية أطفالها في بلد بعيد عن ثقافتها ينطوي على عدة تحديات.
’’لكنّ مع ذلك، فإننا نبذل قصارى جهدنا كعائلة للحفاظ على قيمنا وللبقاء على تواصل مع تراثنا‘‘، كما تقول رشا حسن.
وسجّلت العائلة ابنيها في دروس تعلّم اللغة العربية ’’حتى يتمكنوا من الحفاظ على لغتهم.‘‘
وفي المنزل تحاول هي وزوجها أيمن خليل ’’التحدث باللغة العربية قدر الإمكان، وتناول الأطعمة التقليدية والتحدث عن الثقافة والقيم وكيف ينبغي أن يفخر الأطفال بها. وعندما نسافر إلى مصر، نحاول الذهاب إلى أماكن مختلفة وتعليم الأطفال التاريخ هناك.‘‘
وعن إدارتها لفريق كرة القدم وهي امرأة، تقول رشا حسن إنّ ’’ الأمر يمكن أن يكون صعباً بشكل عام، وليس فقط بالنسبة للنساء. هذا أمر طبيعي عندما يكون لديك حوالي 21 لاعباً. هذا أنّك تتشاور مع 21 عائلة لاتخاذ قرارات فيما يتعلق بجمع التبرعات، البطولات، الجدول الزمني، الزي الرسمي..إلخ.‘‘
وفقاً لها ، فإن التواصل الجيد يساعد ويسهل على الجميع فهم ما نقوم به. ’’في الواقع أستمتع بالقيام بذلك وتعلمت الكثير من الآباء والمدربين واللاعبين.‘‘