تعرّض زعيم الحزب الليبرالي الكندي مارك كارني لضغوط اليوم لتوضيح سبب عدم استبداله أحد مرشّحي حزبه في منطقة تورونتو الكبرى بعد أن أُدينت على نطاق واسع تصريحاتٌ سابقة له تناول فيها مرشّحاً عن حزب المحافظين.
وكان الليبرالي بول شيانغ، عضو مجلس العموم الأخير عن دائرة ’’ماركام يونيونفيل والمرشَّح عن مقعد الدائرة نفسها في الانتخابات المقبلة، قد أبلغ صحيفة ناطقة باللغة الصينية خلال مؤتمر صحفي قبل ثلاثة أشهر أنّ كلّ شخص حضر المؤتمر يمكنه المطالبة بمكافأة على رأس مرشح حزب المحافظين في دائرة ’’دون فالي نورث‘‘ في تورونتو، جو تاي، إذا ما قام بتسليمه.
وتاي، المولود في هونغ كونغ عندما كانت مستعمرة بريطانية، هو واحد من بين ستة ناشطين استهدفتهم شرطة هونغ كونغ وأعلنت عن مكافآت مالية بقيمة مليون دولار هونغ كونغ، أي ما يعادل حوالي 180.000 دولار كندي، لمن يُدلي بمعلومات تؤدي إلى توقيفهم.
واعتذر شيانغ، المولود في باكستان في أسرة صينية، يوم الجمعة عن تصريحاته تلك واصفاً إياها بالـ’’مؤسفة‘‘.
واليوم قال كارني إنّ تعليقات المرشّح الليبرالي كانت ’’مسيئة للغاية‘‘ وتشكّل ’’هفوة فظيعة في الحكم على الأمور‘‘، قبل أن يضيف: ’’يحظى (شيانغ) بثقتي‘‘، واصفاً إياه بأنه ’’شخص نزيه‘‘ وشرطي سابق خدم مجتمعه المحلي طيلة 28 عاماً.
لكن لتاي رأيٌ آخر. ’’أقولها بوضوح: ما من اعتذارٍ كافٍ‘‘، قال مرشح المحافظين في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي بعد أنّ قدّم شيانغ اعتذاره.
’’التهديدات من هذا النوع هي التقنية التي يستخدمها الحزب الشيوعي الصيني للتدخل في شؤون كندا‘‘، تابع تاي، ’’والتلميح إلى أنّ أشخاصاً يتلقون مكافأة من الحزب الشيوعي الصيني لتسليم معارض سياسي إلى القنصلية الصينية هو أمر مثير للاشمئزاز ويجب عدم التسامح معه إطلاقاً‘‘.
ومنذ ظهور هذه التصريحات مجدداً، دعا حزبُ المحافظين الحزبَ الليبرالي إلى التخلي عن مرشحه شيانغ. وكرر زعيم المحافظين بيار بواليافر هذا الطلب يوم أمس.
’’لن يدافع السيد كارني مطلقاً عن الكنديين‘‘، أضاف بواليافر اليوم، ’’لقد شجّع نائبٌ ليبرالي الناس على تسليم مواطن كندي إلى الحكومة الصينية لكي يتم قتله (…) والسيد كارني يبقيه في مكانه‘‘.
جاغميت سينغ، زعيم الحزب الديمقراطي الجديد اليساري التوجه، ندّد هو أيضاً يوم أمس بتصريحات شيانغ واصفاً إياها بأنها ’’غير لائقة‘‘.