قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه ’’ممتن‘‘ لدعم كندا لبلاده وطلب مزيداً من شحنات الأسلحة من كندا وحلفائها لمواجهة الغزو العسكري الروسي المتواصل لبلاده منذ 24 شباط (فبراير) الفائت.
’’كندا تتصرف بسرعة عندما يتعلق الأمر بتقديم الدعم لأوكرانيا‘‘، قال الرئيس الأوكراني في مستهلّ مقابلة استثنائية مع راديو كندا و’’سي بي سي‘‘ (وهما على التوالي القسمان الفرنسي والإنكليزي في هيئة الإذاعة الكندية) وشبكة ’’سي تي في‘‘ التلفزيونية الكندية الخاصة.
’’وهذا لا يتعلق فقط بعلاقاتنا مع (رئيس الحكومة الكندية) جوستان ترودو، على الرغم من أنّ لذلك تأثيراً مباشراً على علاقاتنا الودية وإمكانية إجراء حديث في أيّ وقت‘‘، أضاف زيلينسكي في هذه المقابلة التي أخذت شكل طاولة مستديرة وهي الأولى له مع وسائل إعلام كندية منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.
وقال زيلينسكي إنّ لكندا وأوكرانيا قيماً مشتركة وتاريخاً مشتركاً.
’’هي أكثر من مجرد شراكة، هي كعلاقة قربى، على الرغم من المسافة‘‘، قال رئيس أوكرانيا في أوروبا الشرقية عن علاقة بلاده مع كندا، مشيراً إلى حجم الجالية الأوكرانية في كندا ودورها.
يُشار إلى أنّه عقب الغزو الروسي لأوكرانيا باشرت كندا تزويد الجيش الأوكراني بأسلحة وأعتدة متنوعة، من ضمنها مدفعية ثيقلة وعربات مدرعة. كما واصلت كندا مهمة تدريب الجنود الأوكرانيين التي كانت قد بدأتها قبل سنوات.
ولغاية الآن قدّمت كندا لأوكرانيا مساعدات عسكرية تفوق قيمتها 600 مليون دولار، وهي تعهدت الأسبوع الماضي بتقديم مساعدات إضافية بقيمة 47 مليون دولار تشمل ذخائر مدفعية وكاميرات عالية التقنية تُركّب على طائرات بدون طيار وألبسة شتوية استعداداً لموسم البرد الذي يستقر تدريجياً على جبهات القتال في أوكرانيا.
لكنّ هذه المساعدات تبقى متواضعة مقارنة بما تقدّمه الولايات المتحدة الأميركية، ذات الإمكانيات الضخمة، لأوكرانيا، إذ تزودها بمعظم احتياجاتها من الأسلحة.
وتطالب أوكرانيا منذ عدة أشهر حلفاءها الغربيين بأسلحة ثقيلة للإمساك بالجبهة بوجه الجيش الروسي الغازي. وترغب كييف، على وجه الخصوص، في تعزيز أنظمة الدفاع الجوي لديها من أجل مواجهة القصف الروسي لمدنها ومنشآتها بالصواريخ والطائرات المسيَّرة. ولا تملك كندا ما يفيد أوكرانيا في هذا المجال.
إيران و’’المال القذر‘‘
وفي المقابلة انتقد زيلينسكي بشدة إيران التي يُعتقد على نطاق واسع أنها تزوّد روسيا بطائرات بدون طيار أصبحت الأسلحةَ الرئيسية التي تقصف بها موسكو المدن الأوكرانية والبنى التحتية المدنية لتوليد الطاقة في أوكرانيا.
وقال الرئيس الأوكراني إنّ إيران تقبل ’’مالاً قذراً‘‘ من روسيا وإنها مسؤولة عن مقتل مدنيين أوكرانيين.
’’كبار المسؤولين في إيران ينفون أنهم باعوا طائرات بدون طيار. لكننا نرى مئات الضربات (التي تقوم بها هذه الطائرات) على البنى التحتية المدنية والمدارس والجامعات‘‘، أكّد زيلينسكي.
وأضاف زيلينسكي أنّ هذه الطائرات الإيرانية بدون طيار من طراز ’’شهيد-136‘‘ تشكل سبباً إضافياً لتعزيز الدفاعات الجوية الأوكرانية وأنّ الولايات المتحدة والدول الأوروبية قادرة على مساعدة أوكرانيا في هذا المجال.
’’ابتزاز‘‘ بوتين النووي
واتهم زيلينسكي الرئيسَ الروسي فلاديمير بوتين بممارسة ’’ابتزاز نووي‘‘ من خلال الاستيلاء الرسمي على محطة زابوريجيا لتوليد الكهرباء الشهر الحالي.
ومحطة زابوريجيا الواقعة في جنوب أوكرانيا هي أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا ويحتلها الروس منذ آذار (مارس) الفائت.
لذلك يطالب الرئيس الأوكراني المجتمع الدولي بتدخل أكثر حزماً تجاه روسيا التي يصفها بأنها دولة ’’إرهابية‘‘، وهو يعتقد أنه لا يمكن استبعاد استخدام الرئيس الروسي الأسلحة النووية.
ويتوقع الرئيس الأوكراني أن يفقد نظيره الروسي قريباً ثقة شعبه بعد أشهر من القتال. وجدّد زيلينسكي تعهده بضمان أمن وسلامة الجنود الروس الذين يستسلمون.
لكنّ الرئيس الأوكراني أكد أنه لا ينوي إجراء مفاوضات مع روسيا قبل تحرير الأراضي الأوكرانية من الاحتلال الروسي.