فاز سمير بكوش بلقب أحسن حكم للكاراتيه في كندا لعام 2023 والذي تقدّمه الجمعية الكندية للكاراتيه (Karate Canada).
واستلم هذا الكندي المولود في تونس وسامه الشهر الماضي خلال البطولة الوطنية للكاراتيه التي نُظّمت في مدينة لافال في مقاطعة كيبيك الكندية.
وأعلنت الجمعية بالمناسبة أسماء أحسن الرياضيين وأحسن مدرّب لهذا العام.
وفي حديث مع راديو كندا الدولي، قال سمير بكوش إنّ ’’لجنة اختيار أحسن حكم اتخذت قرارها اعتماداً على عدد المواجهات التي أدارها الحكم، والمنافسات الدولية التي شارك فيها عبر العالم.‘‘
وتأخذ لجنة التحكيم أيضا بعين الاعتبار الامتحانات التي يكون قد نجح فيها الحكم خلال مسيرته في مجال التحكيم.
وأكّد سمير بكّوش أنّه اجتاز كلّ الامتحانات على المستوى الكندي. ’’يوجد ثلاثة حكام بهذه المرتبة حاليا في كندا. وينقصني امتحانان لأصبح حكم عالمي‘‘، كما أضاف.
قام سمير بكوش بتحكيم عدّة مواجهات خلال البطولة الوطنية للكاراتيه التي أُجريت بين 7 و9 يوليو/تموز الماضي. وسبق له منذ بداية العام الحالي أن شارك في منافسات نُظِّمت خارج كندا.
’’شاركت ثلاث مرات في منافسات في مدينة قونيا في تركيا في إطار تصفيات بطولة العالم للكاراتيه. بعد ذلك توجّهت إلى المغرب ثمّ عدت إلى فانكوفر، دائما في إطار التصفيات ‘‘، كما قال.
وعن الصفات التي يجب أن تكون عند أيّ حكم، يرى سمير بكّوش أنّ أهمّها هي الحزم والانصاف.
على أيّ حكَم أن يكون حازماً ومنصفاً. وألّا يخضع للضغوطات التي قد تصدر من الجمهور أو المدرّبين أو المقرّبين من الرياضيين.
نقلا عن سمير بكوش
ويضيف هذا الحكم الذي بدأ التحكيم في هذا النوع من فنون الدفاع عن النفس في 1992 في مسقط رأسه في تونس أنّ ’’على الحكم أن يتقيّد بقوانين رياضة الكاراتيه، ومن الضروري أن يكون الحكم متمكّناً منها. وهذا ليس بالأمر السهل.‘‘
وفي مساره الرياضي، حصل سمير بكوش على حزامه الأسود في تونس في 1998. ’’في 10 أبريل/نيسان 1998 أي قبل عام من هجرتي إلى كندا ‘‘، كما قال السيد بكوش الذي أصبح حكماً وطنياً في عام 2018 .
وبلغ حاليا الدرجة الخامسة من الحزام الأسود أو ’’دان 5‘‘ حسب التصنيف باللغة الياباني.وأكّد على ضرورة ممارسة الحكم رياضة الكاراتيه ’’وإلّا لن يكون حكماً ناجحاً.‘‘
للتحكيم مستويات مختلفة، كما قال سمير بكوش في حديثه مع راديو كندا الدولي. ’’هناك امتحانات لتُصبح حكماً على مستوى المقاطعة وعلى المستوى الفدرالي. وهناك أيضا امتحانان للتحكيم على المستوى القاري الأمريكي، الأول لأمريكا الشمالية والثاني للجنوبية. ذهبت إلى البرازيل والتشيلي لإجراء امتحانين ما يسمح لي الآن في التقدّم لامتحانات الفدرالية الدولية للكاراتيه (WKF)‘‘.
وحسب الجمعية الكندية للكاراتيه (Karate Canada)، يمارس هذه الرياضة ما يقرب من 16.000 شخص في كندا عبر 11 اتحاداً على مستوى المقاطعات والأقاليم.
ويؤكّد سمير بكوش أنّ عددا كبيرا من أبناء الجالية العربية في كندا يمارسون رياضة الكاراتيه ’’خاصة في منطقة مونتريال حيث يتميّزون في البطولات’’.
وفي هذا الصدد، يمكن ذكر الرياضية من أصول جزائرية يمينة لهيانسة من مقاطعة كيبيك التي فازت بميدالية ذهبية خلال البطولة الوطنية للكاراتيه الشهر الماضي.
ممارسة الكاراتيه تعلّم الطفل الانضباط، لذا تجد الأهل يسجلون أبناءهم أو بناتهم سواءً كانوا مشاغبين أوهادئين جدّاً.
نقلا عن سمير بكوش
وأضاف أنّ الكاراتيه تعطي ’’ثقة أكبر في النفس، ما يجعل الطفل يتحكّم أكثر في نزعاته العدائية في الشارع أوفي المنزل حتّى في حالات التحرّش.‘‘
وعن هجرته إلى كندا، قال سمير بكوش إنّه جاء كطالب دولي لدراسة الإدارة وعمره 24 عاماً. وقام بالتسجيل في جامعة كيبيك في أبيتبي-تيميسكامينغ (Université du Québec en Abitibi-Témiscamingue – UQAT).
وبحكم دراسته في هذه الجامعة في مدينة روان-نوراندا، يقيم سمير بكوش في هذه المدينة منذ الأيام الأولى لهجرته.
ويقول هذا الأب لثلاثة أطفال إنّه لا يحبّذ العيش في المدن الكبيرة. ’’ تتميّز هذه المنطقة الشاسعة بالهدوء وبفرص أكثر للنجاح حيث سمحت لي هذه بالنجاح في حياتي بسرعة‘‘، وفقاً له.
وعن طقس المنطقة الذي يتميّز بشتاء بارد أطول ممّا هو عليه في مونتريال مثلاً، يقول سمير بكوش إنّ ’’الأمر يتعلّق بما إذا كان للمرء ما يشغل به وقته. أكيد أنّ فصل الشتاء أطول وكمية الثلوج المتساقطة أكبر مقارنةً بمونتريال.‘‘