بقلم: الاعلامي مفيد عبّاس
بطائرة العودة، كل المسافرين اخذوا اماكنهم، ولأن كل العائدين من الشام يشتغلون بنفس التخصص، وهو الالبسة بكل انواعها، النسائية والولادية والرجالية، لهذا نشوفهم على شكل مجاميع، صغيرة او كبيرة، وسلام وكلام وضحك، حتى علا الصوت وأصبح مصدرا للازعاج، والحرج من كادر طائرة الخطوط السورية المهذب، والمضيفات المتمايلات كأغصان محملة بالتين الوزيري المعتبر وقد مضى على استحقاق قطفه اسابيع حتى تُرِكَ لينضح عسلا وعصيرا أكثر حلاوة.
تأخرت الطائرة عن موعد الاقلاع، وبعد دقائق نادى كابتن الطائرة بأن على المسافر ناصر ابو غانم تعريف نفسه لكادر الطائرة او الحضور عند مقدمة الطائرة.
منو ناصر ابو غانم؟ ماعدنا بالعراق هيچي اسم (ابو غانم) علما ان كل ركاب الطيارة عراقيين مدعويين من اتحاد المصدرين السوريين لحضور معرض (صنع في سوريا) ممكن يكون الاسم سوري او مصري بس مو عراقي .. ولهذا ماكو واحد صاح آني ناصر ابو غانم .. وتكررت الدعوات والنداءات دون رد حتى تأخرت الطائرة وأصبنا بالملل.
بهالاثناء، وگف رجل خمسيني، كنت التقيته في المعرض وكان خفيف الظل، ظريف، محبا للحياة، وصاح بنص الطيارة مخاطبا ركابها ومتهكما: يمعودين واحد منكم يروح يگول اني ناصر .. وخلي نطلع.. حتى هاي مدبرتوها؟ ضحكنا .. ووراها طارت الطيارة دون ان نعرف من هو ناصر ابو غانم .. وما هو سبب مناداتهم له.
نزلنا بمطار بغداد، ووگفنا على الجوازات في ارتال طويلة، وچان يجي رجل امن وصاح : منو ناصر ابو غانم ؟ فأجابه الرجل الخمسيني: اني ناصر .. فضج المطار بالضحك .. وراح لرجل الامن ونطاه الجواز.. گله : انت محمد مو ناصر ! – چا شسويلكم .. گلت الناس تروح لاهلها صارت بتلاثة الفجر.. واني بقوني يمكم لحد ماتلگون ناصر .
انتهت ازمة ناصر دون ان نعرف ناصر .. وانتهت أزمة محمد الذي عاد مرة أخرى مناديا ونحن بانتظار الحقائب: اسمعوني شباب .. العباس عليه .. اللي بيتهم مو ببغداد يجي يبات يمي ..