تُقام سوق عيد الميلاد في مونتريال في ساحة الفنون في وسط المدينة منذ 22 تشرين الثاني/نوفمبر وتتواصل أنشطتها إلى 30 كانون الأول/ديسمبر الجاري.
والاحتفال بعيد الميلاد في كندا وفي مونتريال مرتبط باكتشاف وتأسيس هذا البلد حيث كان مؤسسوه الأوائل يدينون بالكاثوليكية.
’’وأسواق عيد الميلاد ليست بالتقليد الجديد في مونتريال’’، كما تقول لين بسبوس المديرة والمؤسسة لِمنظمة ’’لا لوتينري‘‘ (La Lutinerie) التي تقيم السوق الكبير في مونتريال منذ أربع سنوات.
لكنّها عادةً تُقام في أقبية الكنائس أوفي القاعات الرياضية ويشارك فيها الحرفيون ’’لبيع زينة عيد الميلاد ومنتجاتهم‘‘، كما تضيف.
وتتذكّر لين بسبوس المولودة في بيروت في لبنان والتي هاجرت إلى فرنسا وهي في سن السادسة حيث نشأت في مدينة ليون أنّها عندما انتقلت للعيش في مونتريال في عام 2010 ’’تفاجأت لعدم وجود أسواق عيد الميلاد كتلك التي تقام في أوروبا.‘‘
لم نستطع اقناع أي أحد في البداية عندما طرحنا فكرة سوق عيد الميلاد [الخارجية]. كان الكلّ يقول : لماذا نذهب للتسوق ودرجة الحرارة تقارب 30 تحت الصفر؟ ثقافة مراكز التسوق المزينة والتي يتواجد فيها بابا نويل كانت هي الغالبة.نقلا عن لين بسبوس، مؤسسة ومديرة سوق عيد الميلاد في مونتريال
وبعد تجربة ناجحة قامت بها في 2015، تمكّنت لين بسوس والفريق العامل معها من اقناع موظفي بلدية مونتريال بمشروع السوق.
وتحتضن السوق، حسب لين بسبوس، نحو 70 كشكاً. ’’لكنّ بالنسبة لمدينة مثل مونتريال، هذا قليل جدّاً. نطمح تطوير هذه السوق. عدد سكان مونتريال يبلغ الآن 1,7 مليون نسمة. ويصل إلى 4 مليون في منطقة مونتريال الكبرى. يمكن أن يتجاوز عدد الأكشاك 100 كشك في المدن المشابهة.‘‘
وبالإضافة إلى سوق ساحة الفنون، تُنظّم المؤسسة في حي آخر من المدينة، حي الجنوب الغربي (ِArrondissement du Sud-Ouest)، سوقاً أخرى تُعرف بـ’’قرية عيد الميلاد.‘‘
وتقول مديرة التظاهرة إنّ ’’إقبال المواطنين على السوقين سجّل ارتفاعاً بنسبة 26% بين 2022 و2023. في السنة الماضية وصل عدد الزوار إلى 616.000 شخص ونتوقّع أن يصل إلى 750.000 هذا العام.‘‘
وتعزو لين بسبوس هذا النجاح إلى طابع السوق ’’الهجين‘‘ حيث تمّت برمجة نشاطات ثقافية وفي نفس الوقت ’’نشجّع التجارة المحلية والحرف اليدوية. ’’عندما يأتي الزوار يجدون الكثير من الخيارات و يحبّون ذلك وبالطبع يمكنهم التسوق لشراء هدايا عيد الميلاد. ويحضرون عروض المجانية لِفنانين عادةً ما يضطرون إلى دفع ثمن تذاكر لرؤيتهم في قاعات العرض.‘‘
كما تمّ تخصيص عدد من الأكشاك للطعام. ’’وهو أمر لا بد منه‘‘، كما قالت.
وتحدّت راديو كندا مع مجموعة من الطالبات من أصول مغاربية كانت تزور السوق. وقالت الفتيات أنّهن لا يحتفلن بعيد الميلاد لكنّ يقمن بنشاطات في فترة الاعياد كزيارة السوق والتزلّج على الجليد.
وأوضحت إحداهنّ، فضّلت عدم إعطاء اسمها كاملاً، أنّها تزور السوق للاستمتاع بـ’’جماله‘‘ وللتنزه ولاحظت أنّ الجانب التجاري يطغى الاحتفالات.
وأضافت أنّهن خلال زيارتهنّ للسوق يشترين بعض الحلويات أو الأكلات والمشروبات التي تُباع في بعض الأكشاك.
وفي حوار مع راديو كندا الدولي قال جورج، وهو سوري مقيم في كندا من 15 عاماً، كان يتجوّل في السوق رفقة أخته كوليت إنّ سوق عيد الميلاد يمثّل له القيم العائلية.
ما أحبّه في سوق عيد الميلاد هو القيم العائلية التي تمثّل يسوع وهذا ما يجذبني.نقلا عن جورج
وتشاطره أخته كوليت الرأي حيث أكّدت أن ’’السوق تجمع كلّ الناس وهي مكان للاحتفال بعيد الميلاد.‘‘
وأكّد جورج أنّه لا يأتي للسوق للتسوق. ’’معظم مقتنياتي أحصل عليها عبر الانترنت.‘‘
نفقات فترة الأعياد في ارتفاع
وحسب استطلاع لِشركة الاستشارات ’’ برايس ووترهاوس كوبرز‘‘ (PWC) صادر في تشرين الأول/أكتوبر الأخير، يعتزم الكنديون إنفاق ما معدّله 1.853 دولاراً في الهدايا والرحلات والترفيه خلال فترة الأعياد، ما يمثّل زيادة قدرها 13٪ مقارنة بالعام الماضي.
وتعتبر شركة الاستشارات أن المستهلكين متفائلون من الظروف الاقتصادية. ’’وهذا لا يشكّل مفاجأة مع تراجع التضخم ونسبة الفوائد. حيث أنّ 65% من المشاركين في الاستطلاع يعتقدون أن الاقتصاد سيستقرّ أو سيتحسّن في الأشهر القادمة مقارنة بـ48% في العام الماضي.‘‘
وحسب نفس المسح، ستكون نفقات المجيبين من مقاطعات البراري وبريتيش كولومبيا البريطاني الأعلى في كندا خلال فترة الأعياد بـ2.188 دولاراً و2.126 دولاراً في المتوسط. وبالمقابل، فإن مقاطعة كيبيك هي التي ستنفق الأقل بحوالي 1.474 دولاراً.
وإذا كان الكنديون حريصون على زيادة النفقات خلال هذه الاحتفالات السنوية، فإن امكانياتهم لا تسمح دائماً بذلك.
31٪ منهم سيستعملون مدخراتهم. وفي مقاطعة كيبيك، تبلغ هذه النسبة 32%. والمستهلكون في أونتاريو وكيبيك هم الأكثر عرضة لاستخدام خيارات التمويل التفصيلي (19% و18%، على التوالي)، و20% من المستجيبين في أونتاريو يقولون إنهم مستعدون للاستدانة.
راديو كندا الدولي