وصفت شبكة ”سي إن إن“ الأمريكية، رئيسة الوزراء البريطانية الجديدة ليز تراس، بأنها ”حرباء سياسية صعدت بقوة، لكن قد لا تملك أي معتقدات صادقة“.
وأشارت الشبكة في تقرير لها الثلاثاء، إلى أن ”تراس، التي تم انتخابها لعضوية البرلمان فقط في العام 2010، أثبتت في فترة زمنية قصيرة نسبيًا، نفسها كقوة سياسية ذات طبيعة شديدة تسعى إلى تحقيق أجندتها بقوة لا هوادة فيها وحماس لا لبس فيه“.
وقالت إن ”ليز تراس، رئيسة الوزراء المقبلة للمملكة المتحدة، هي حرباء سياسية تحولت من متطرف دعا لإلغاء الملكية إلى حاملة علم الجناح اليميني المشكك في أوروبا من حزب المحافظين“.
وأضافت الشبكة: ”لكن بعد عقود من التحول شهدت تغيرًا هائلًا في وجهات نظرها الشخصية، سيتساءل الكثيرون عما تمثله زعيمة بريطانيا الجديدة بالضبط. ويتساءل الكثير ممن راقبوها على مر السنين عما إذا كان لديها أي معتقدات صادقة على الإطلاق أو ما إذا كانت تؤيد ببساطة ما هو الأكثر ملاءمة في الوقت المناسب“.
يسار الحزب
ولفتت الشبكة، إلى أن ”تراس ولدت العام 1975 لعائلة وصفتها بنفسها بأنها يسارية.
وعلى النقيض من زملائها في مجلس الوزراء الذين تلقوا تعليمًا خاصًا، درست تراس في مدرسة حكومية في مدينة ”يوركشاير ليدز“، وفازت لاحقًا بمكان في جامعة أكسفورد، بحسب الشبكة التي أوضحت أنها كانت عضوًا نشطًا في حزب الديمقراطيين الليبراليين، وهو حزب معارض وسطي لطالما كان معارضًا فعالًا للمحافظين في أجزاء كبيرة من إنجلترا“.
وبيّنت الشبكة، أنه ”خلال فترة عملها كديمقراطية ليبرالية دعمت تراس إلغاء النظام الملكي وهو موقف يتعارض تمامًا مع ما يعتبره معظمهم قلب حزب المحافظين في عام 2022“.
وأشارت الشبكة، إلى أن ”تراس انضمت إلى حزب المحافظين في العام 1996، بعد عامين فقط من إلقاء خطاب في مؤتمر ليبرالي ديمقراطي دعت فيه إلى إنهاء الملكية“.
وأضافت أنه ”حتى خلال فترة كون تراس ديمقراطية ليبرالية، شكك أقرانها في صدقها، واكتشفوا السمات التي يقولون إنهم ما زالوا يرونها فيها حتى اليوم“.
لعب بالكلمات
وقال نيل فوسيت، عضو المجلس الليبرالي الديمقراطي الذي قاد حملة مع تراس في التسعينيات: ”أعتقد بصدق أنها كانت تلعب بالكلمات في ذلك الوقت، سواء كانت تتحدث عن إلغاء تجريم المخدرات أو إلغاء النظام الملكي“.
وأضاف: ”أعتقد أنها شخص يلعب في المعرض مع أي جمهور تتحدث إليه، ولا أعرف حقًا ما إذا كانت تصدق أي شيء تقوله في ذلك الوقت أم الآن“.
ووفقا للشبكة، ”استمرت تراس بالتأكيد في جذب انتباه جمهورها، وأنها منذ انضمامها إلى حزب المحافظين دعمت بشدة تقريبًا كل أيديولوجية يمكن تصورها“.
وأوضحت أن ”تراس عملت بإخلاص في ظل ثلاثة رؤساء وزراء في العديد من المناصب الوزارية المختلفة، كان آخرها وزيرة للخارجية“.
الاتحاد الأوروبي
وقالت الشبكة: ”على وجه الخصوص، دعمت البقاء في الاتحاد الأوروبي في استفتاء المملكة المتحدة في العام 2016. في ذلك الوقت، غردت تراس بأنها كانت تدعم أولئك الذين يريدون البقاء في الاتحاد؛ لأن ذلك يصب في مصلحة بريطانيا الاقتصادية ويعني أنه يمكننا التركيز على الأمور الحيوية الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي في الداخل“.
وأضافت الشبكة: ”الآن تدعم تراس خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، قائلة إن مخاوفها قبل الاستفتاء من أنه قد يتسبب في اضطراب كانت خاطئة“.