لا يبدو أنّ عملية إصلاح برامج الهجرة التي أعلنت عنها حكومة كيبيك العام الماضي قد أدّت إلى إبطاء رغبة العديد من العمال المؤهلين حول العالم في الاستقرار في ثانية كبريات مقاطعات كندا من حيث عدد السكان وحجم الاقتصاد.
فقد علم راديو كندا أنّ قرابة 155 ألف متقدم هم في الانتظار على بوابة الويب ’’أريما‘‘ (Arrima) التابعة لحكومة كيبيك. وتُقدّم البيانات الحديثة صورة مفصلة عن ملامحهم الاجتماعية والديموغرافية.
وبشكل أكثر دقة، بتاريخ 31 كانون الثاني (يناير) الفائت، كان لـ154.700 عامل مؤهل ’’إعلان اهتمام نشط‘‘ على بوابة ’’أريما‘‘، أي أنهم قدّموا طلباً، لا يزال سارياً، للهجرة إلى كيبيك والاستقرار فيها بشكل دائم.
وبالترتيب التنازلي، تظهر الأرقام أنّ الجزائريين هم الأكثر اهتماماً بالهجرة إلى كيبيك (20.465 طلباً)، يليهم الكاميرونيون (17.249) والمغاربة (14.073) والسنغاليون (13.088) والمصريون (10.969) والسوريون (10.395) والتونسيون (8.284) والإيفواريون، أي من ساحل العاج (6.148)، والفرنسيون (6.091) والهنود (6038) والتوغوليون (2.705) والهايتيون (2.579).
وتأتي بعد ذلك سلسلة طويلة من الدول جاء منها كلها أقل من 2.000 طلب.
وهذه الأرقام، التي تمّ الحصول عليها بموجب طلب وصول إلى المعلومات المتاحة على الموقع الإلكتروني لوزارة الهجرة والفرنسة والاندماج (MIFI)، تُظهر أنّ مقاطعة كيبيك لا تزال جذابة، وفقاً لمحامي الهجرة ماكسيم لابوانت.
على الرغم من صرامة سياسات الهجرة في كيبيك، لا يزال الطلب قوياً للغاية.
نقلا عن ماكسيم لابوانت، محامي هجرة
هل من الممكن أن تحرم المتطلبات اللغوية كيبيك من كفاءات؟
في العام الماضي أعلنت حكومة حزب التحالف لمستقبل كيبيك برئاسة فرانسوا لوغو سلسلةً من التغييرات التي تنوي إدخالها على برامج الهجرة الاقتصادية الخاصة بها.
على سبيل المثال، اعتباراً من تشرين الثاني (نوفمبر) 2024 سيتعيّن على العمال المؤهلين الذين يقدّمون إعلان اهتمام على بوابة ’’أريما‘‘ أن يثبتوا، قبل قدومهم إلى كيبيك، أنّ إجادتهم اللغة الفرنسية هي على الأقل من المستوى السابع (المتوسط).
إلّا أنّ بيانات الوزارة تُظهرأنه، في الوقت الحالي، هناك بالكاد 30.000 طلب، أي أقل من 20% من العدد الإجمالي، لعمّال مؤهلين أظهروا امتلاكهم المستوى المذكور في اللغة الفرنسية.
وقد تثير هذه البيانات الدهشة لأنّ قائمة بلدان المنشأ تظهر أنّ غالبية الطلبات تأتي من دول ناطقة بالفرنسية أو تحظى فيها هذه اللغة بمكانة هامة لدى سكانها.
المديرة السابقة للتخطيط والمساءلة في وزارة الهجرة والفرنسة والإندماج، آن ميشيل ميغز، هي من قدّم طلب الوصول إلى المعلومات الذي أتاح الحصول على هذه البيانات، وهي تعتقد أنّ العديد من المتقدمين الذين يتقنون الفرنسية لم يجروا بكل بساطة اختبار اللغة، ربما بسبب التكاليف.
وعندما يدخل معيار المعرفة المسبقة باللغة الفرنسية حيز التنفيذ في تشرين الثاني (نوفمبر)، هل سيتم رفض هؤلاء العمال لسبب قد يكون خاطئاً؟ تشعر ميغز بالقلق بشأن هذا الأمر، لأنّ رفضهم، في حال حصوله، قد يحرم كيبيك من أصحاب كفاءات قد تكون لديهم المتطلبات اللغوية.
ووجّه راديو كندا أسئلة لوزارة الهجرة والفرنسة والإندماج حول هذه النقاط، لكن عند نشر هذا الموضوع اليوم لم يكن قد تلقّى بعد رداً عليها.
وتظهر البيانات أيضاً أنّ ما يقرب من ثلثيْ أصحاب الطلبات (62,8% منهم) هم من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و35 عاماً، وأنّ أكثر من 7 من كلّ 10 متقدمين (71,9% منهم) هم من الذكور.
ونحوٌ من نصف أصحاب الطلبات حاصلون على شهادة جامعية، سواء من مستوى بكالوريوس (29,5%) أو دراسات عليا (19%).
نقلاً عن موقع راديو كندا،