لأول مرة في كندا تصاب حركة الشحن على خطوط السكك الحديد لأكبر شركتيْن في البلاد بالشلل. فقد أغلقت شركة ’’السكك الحديد الوطنية الكندية‘‘ (CN) وشركة ’’كناديان باسيفيك كانساس سيتي‘‘ (CPKC) أبوابهما أمام أكثر من تسعة آلاف موظف لديهما منتصف الليلة الماضية بعد فشل المفاوضات بينهما وبين نقابة العمال، لكن قرّر الطرفان استئناف المفاوضات اليوم.
وهذا التوقف عن العمل، الذي كان يخشاه قطاع الأعمال كما السياسيون، يهدد بتعطيل سلاسل التوريد التي لا تزال تحاول التعافي من الاضطرابات المتصلة بجائحة كوفيد-19 وبإضراب الموانئ العام الماضي.
واليوم ألمح رئيس الحكومة الفدرالية، جوستان ترودو، إلى أنّ حكومته ستقدّم قريباً تحديثاً بشأن خططها لإيجاد ’’الحلّ المناسب‘‘ لهذا الإغلاق التاريخي للسكك الحديد في كندا الذي يهدد بشلّ سلاسل التوريد.
يُشار إلى أنه على الرغم من أشهر من المفاوضات، لم تتمكن الشركتان ونقابة ’’تيمسترز‘‘ (Teamsters) التي تمثّل عمّالهما من الاتفاق على شروط عقد عمل جديد قبل انتهاء المهلة النهائية المحددة منتصف ليل الأربعاء الخميس.
ونتيجة لذلك، قامت الشركتان بإغلاق أبوابهما أمام 9.300 مهندس وسائق وعامل لديهما، 6.000 لدى شركة ’’السكك الحديد الوطنية الكندية‘‘ و3.300 لدى وشركة ’’كناديان باسيفيك كانساس سيتي‘‘.
ونشر مؤتمر السكك الحديد في الفرع الكندي من ’’تيمسترز‘‘ (Teamsters Canada Rail Conference) صوراً على منصات التواصل الاجتماعي تظهر أعضاءه وهم يقيمون خطوط إضراب في جميع أنحاء كندا، من هاليفاكس شرقاً على ساحل الأطلسي إلى فانكوفر غرباً على ساحل الهادي.
ويؤثّر الجمود في المفاوضات أيضاً على الحياة اليومية لأكثر من 32.000 شخص يستخدمون قطارات الركاب في مونتريال وتورونتو وفانكوفر، وهي قطارات تستخدم خطوط السكك الحديد المملوكة من ’’كناديان باسيفيك كانساس سيتي‘‘ ولا يمكن لها السير دون إشراف مراقبي حركة السكك الحديد الذين لم يعد باستطاعتهم العمل من منذ منتصف الليلة الماضية.
وفي الأيام الأخيرة حثت مجموعات من قطاع الأعمال كما العديد من السياسيين الطرفيْن على التوصل إلى اتفاق لتجنب توقف العمل، خوفاً من التداعيات العديدة لشلل يصيب شبكة السكك الحديد. ومن المرجَّح أن تتزايد الدعوات إلى التوصل إلى حل سريع للنزاع الآن بعد أن توقّف العمل.
ووفقاً لجمعية السكك الحديد الكندية، تقوم الشركتان بنقل بضائع بقيمة إجمالية تبلغ مليار دولار يومياً. وتمّ إيقاف العديد من عمليات التسليم بشكل وقائي بداية الأسبوع لتجنّب تعطل البضائع في حال فشل المفاوضات.
وواصل الطرفان المفاوضات حتى ساعة متأخرة من مساء أمس الأربعاء في فنادق في مونتريال وكالغاري. وتوقفت المحادثات قُبيْل منتصف الليل، واتهم كلّ طرف الآخر بعدم التفاوض بجدية.
تداعيات على الاقتصاد
الزراعة والبناء والتعدين والطاقة وتجارة التجزئة وتصنيع السيارات هي جميعاً قطاعات متضررة من هذا النزاع بين أكبر شركتيْ سكك حديد في كندا وعمالهما. البلاد
وفي الولايات المتحدة، اضطرت شركات سكك حديد إلى تحويل شحنات كانت مرسَلة إلى كندا. وتعتمد المؤسسات الأميركية أيضاً على شركتيْ السكك الحديد الرئيسيين في كندا لشحناتها، حيث تمتد شبكتيْ ’’السكك الحديد الوطنية الكندية‘‘ و’’كناديان باسيفيك كانساس سيتي‘‘ إلى خليج المكسيك، وفي حالة ’’كناديان باسيفيك كانساس سيتي‘‘ إلى العديد من الموانئ المكسيكية أيضاً.
وفي غضون ذلك يسود الموانئَ الكندية قلقٌ من تراكم الحاويات على الأرصفة، حيث لن يكون من الممكن نقل البضائع بالقطار بعد تفريغها من السفن. وتقول سلطات الموانئ إنّ هذا الأمر قد يتسبب باختناقات مرورية ويجبر بعض شركات النقل على إعادة توجيه مسارها إلى محطات أميركية.
نقلاً عن خبر لوكالة الصحافة الكندية