قال رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو اليوم إنّ كندا ’’دعمت على الدوام عمل‘‘ محكمة العدل الدولية، مضيفاً أنّ هذا لا يعني أنّ كندا تدعم جنوب إفريقيا في الدعوى التي قدّمتها ضد إسرائيل أمام المحكمة بتهمة ارتكاب ’’إبادة جماعية‘‘ بحق سكان قطاع غزة الفلسطيني.
’’لطالما دافعت كندا، وبشدة، عن النظام الدولي القائم على القواعد ومؤسساته، بما فيها محكمة العدل الدولية‘‘، قال رئيس الحكومة الليبرالية في مؤتمر صحفي عقده في مدينة غويلف في مقاطعة أونتاريو، ’’في الوقت نفسه، إنّ دعمنا لعملية محكمة العدل الدولية لا يعني أننا نؤيد (اتهامات) جنوب إفريقيا (لإسرائيل)‘‘.
وتُعقد جلسة استماع منذ يوم أمس أمام أعلى محكمة تابعة للأمم المتحدة، في مدينة لاهاي الهولندية، بموجب طلب قدّمته الشهرَ الماضي جنوب إفريقيا التي اتّهمت إسرائيل بـ’’انتهاك‘‘ التزاماتها بموجب ’’اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها‘‘.
واعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة هذه الاتفاقية عام 1948 في أعقاب المحرقة اليهودية، المعروفة بالـ’’هولوكوست‘‘، التي ارتكبتها ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية.
وفي وثيقة من 84 صفحة وجّهتها إلى محكمة العدل الدولية، حثت جنوب إفريقيا قضاة المحكمة على إصدار أمر عاجل لإسرائيل بـ’’تعليق عملياتها العسكرية بشكل فوري‘‘ في قطاع غزة.
وتعتبر جنوب إفريقيا أنّ إسرائيل ’’انخرطت، ولا تزال منخرطة، وقد تستمر في الانخراط في أعمال إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني في غزة‘‘. من جهتها، وصفت إسرائيل هذا الاتهام بأنه ’’تشهير دموي سخيف‘‘.
أما بالنسبة لدعم أوتاوا للقرار المحتمل الذي سيصدر عن محكمة العدل الدولية، حتى لو كان في صالح جنوب إفريقيا، فقد أشار ترودو إلى أنّ كندا ’’طرف حالياً في خمس قضايا مختلفة‘‘ أمام هذه المحكمة الدولية، ’’لذا، فإننا بالطبع سندعم العمل المهم والصارم الذي تقوم به محكمة العدل الدولية‘‘.
وأكد ترودو أنّ حكومته ستواصل متابعة هذا الملف.
يُشار إلى أن أحكام محكمة العدل الدولية نهائية وملزِمة قانوناً، لكنّ المحكمة لا تتمتع بسلطة لفرض تطبيقها.
يُذكر أنّ الحرب الحالية بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية المسيطرة على قطاع غزة بدأت في 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2023 بهجوم شنته الحركة الإسلاموية على جنوب إسرائيل أدى إلى مقتل قرابة 1.140 شخصاً، معظمهم من المدنيين. واختطف المهاجمون حوالي 250 شخصاً آخرين أخذوهم معهم كرهائن إلى قطاع غزة، تمّ الإفراج عن 105 منهم في عملية تبادل للأسرى بين إسرائيل وحماس أواخر تشرين الثاني (نوفمبر). وتستند هذه الأرقام إلى بيانات رسمية إسرائيلية.
وردّاً على هجوم 7 تشرين الأول (أكتوبر)، وعدت إسرائيل بـ’’القضاء‘‘ على حماس، فحاصرت قطاع غزة بشكل كامل وقصفته بشدة قلّ نظيرها وأطلقت عملية عسكرية برية فيه في 27 تشرين الأول (أكتوبر)، ما تسبب حتى الآن بمقتل نحو 23.400 شخص فيه، غالبيتهم من النساء ومن الأطفال والأشخاص دون سنّ الـ18، حسب وزارة الصحة في حكومة حماس، عدا عن نحو 60.000 جريح.
ولا يزال سكان القطاع الفلسطيني البالغ عددهم حوالي 2,4 مليون نسمة، والذين اضطر حوالي 1,9 مليون شخص من بينهم إلى الفرار من منازلهم، يواجهون وضعاً إنسانياً كارثياً، وفقاً لمنظمة الأمم المتحدة.
نقلاً عن موقع راديو كندا،