في الساعة الواحدة من يوم الأربعاء، 28 أغسطس الجاري، كانت لنا فرصة مميزة لإجراء لقاء صحفي مع العميد جيسون بيلليير،
رئيس شرطة مدينة ونزر. هذا اللقاء تم في مكتبه المطل على نهر المدينة الذي يقع في قلب مركز المدينة على شارع كويو، والذي يعكس فخامة واحترافية جهاز الشرطة في المدينة. حضر اللقاء عدد من الشخصيات البارزة، في منظمتنا ( المجموعة الكندية التكاملية) ممثلة بالأستاذ غسان ساكا، رئيس منظمة المجموعة الكندية التكاملية وصاحب امتياز جريدة السفير الكندية، بالإضافة إلى المصممة الأستاذة إلزا مراديان ورئيس التحرير منصور سناطي، فضلاً عن ضابط الارتباط والعلاقات العامة. **.
*استقبلنا العميد بيلليير بحرارة وبشاشة، وأبدى اهتمامه الكبير بالطواقم الإعلامية وبجريدة السفير الكندية، التي تُنشر باللغتين العربية والإنجليزية. أبدى العميد اهتمامه الخاص بالمواضيع التي تتناولها الجريدة والتي تسهم في تعزيز التفاهم الثقافي والمجتمعي بين مختلف شرائح المجتمع. وقد أتيحت لنا الفرصة لطرح مجموعة من الأسئلة التي تهم جمهورنا، والتي أجاب عنها العميد بوضوح وشمولية، مما أبرز مدى خبرته وإلمامه بالتحديات والفرص التي يواجهها جهاز الشرطة. *
فيما يلي تفاصيل اللقاء الموسع:
س: ما هي التحديات الرئيسية التي تواجه جهاز الشرطة أثناء أداء واجبها؟
ج: “تواجه الشرطة في مدينة ونزر مجموعة من التحديات التي تتنوع بين قضايا الجريمة التقليدية والجريمة الحديثة. من بين هذه التحديات، التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة، خصوصاً الأفراد الذين يعانون من الأمراض النفسية. هذه الفئة تتطلب معاملة خاصة بحيث يتم تقديم الدعم اللازم لهم ضمن إطار الصلاحيات القانونية، والتي تشمل تقنيات إدارة الأزمات وتدريب خاص لضباط الشرطة. بجانب ذلك، نواجه قضايا أخرى تشمل السرقات، السطو، الاعتداءات الجسدية والنفسية، والجرائم المرتبطة بالمرور، وكل منها يتطلب استجابة متخصصة. تتطلب هذه التحديات منا استراتيجيات متعددة وتعاوناً وثيقاً مع المنظمات المجتمعية لتقديم أفضل الخدمات وحماية الأفراد.”
س: نلاحظ دعماً كبيراً للقانون الكندي لصالح المرأة. هل يعني ذلك أن الزوج هو غالباً الضحية في ملفات الشرطة؟
ج: “القانون الكندي يهدف إلى تحقيق العدالة والمساواة بين الجنسين. في حالة التحقيقات المتعلقة بالعنف الأسري، تتبع الشرطة نهجاً مبنياً على الأدلة والبراهين بدلاً من الافتراضات. حتى في الحالات التي يكون فيها الطرف الآخر هو الضحية، يتم التعامل مع القضية بناءً على الأدلة المتاحة والمستندات القانونية. كما أن هناك توجيهات واضحة للشرطة لضمان أن تكون جميع الأطراف محل احترام واستماع عادل.”
س: كيف تؤثر الظروف الاقتصادية مثل التضخم على مستوى الجرائم؟
ج: “الأوضاع الاقتصادية تلعب دوراً كبيراً في تحديد معدلات الجريمة. التضخم وارتفاع تكاليف المعيشة يمكن أن يسبب ضغطاً إضافياً على الأسر، مما يؤدي إلى زيادة في الجرائم مثل السرقات والاحتيالات. لقد لاحظنا أن الظروف الاقتصادية السيئة يمكن أن تكون عاملاً محركاً للكثير من الجرائم، ولذلك من المهم أن نعمل مع المجتمع المحلي لمواجهة هذه التحديات من خلال برامج دعم المجتمع والمساعدات الاجتماعية.”
س: هل هناك صعوبة في دخول الشباب المهاجرين الجدد إلى سلك الشرطة؟
ج: “توجد معايير محددة يجب تلبيتها لدخول سلك الشرطة، منها اللغة، اللياقة البدنية، وحسن السلوك. بينما هناك تحديات تتعلق باللغة والتدريب، نعمل جاهدين لتسهيل اندماج المهاجرين الجدد في هذا المجال من خلال توفير برامج تدريب ودورات تأهيلية. ندعو الجميع، بما في ذلك المهاجرين الجدد، للتقدم والعمل في مجالات متنوعة داخل جهاز الشرطة، وليس فقط في الأدوار التقليدية. هذا يساهم في تعزيز تنوع الفريق الشرطي ويجلب رؤى جديدة ومهارات متعددة.”
س: كيف يمكن للأفراد تفادي الجرائم الإلكترونية والاحتيال، خاصة كبار السن؟
ج: “تعتبر الجرائم الإلكترونية من التحديات المتزايدة، ولحماية الأفراد من الاحتيالات، نوصي باتباع نصائح الأمان مثل عدم تقديم معلومات شخصية عبر الهاتف أو الإنترنت، وعدم الاستجابة للعروض التي تبدو غير واقعية. نقدم أيضاً ورش عمل ونشرات توعية لتثقيف المواطنين، وخاصة كبار السن، حول كيفية التعرف على أساليب الاحتيال وحماية أنفسهم.”
س: مع زيادة عدد سكان مدينة ونزر، هل هناك حاجة لزيادة عدد أفراد الشرطة؟ وهل العدد الحالي كافٍ؟
ج: “نحن نعمل على تقييم مستمر لاحتياجات المدينة من حيث عدد أفراد الشرطة. حالياً، يعتبر عدد أفراد الشرطة في مدينة ونزر كافياً مقارنة ببقية مناطق كندا. ومع ذلك، نحن نتابع باستمرار التغيرات السكانية والنمو السكاني لضمان توفير الدعم الكافي والموارد المناسبة للحفاظ على الأمن والسلامة.”
*س: في شارع وايندات، يعاني أصحاب المحلات من وجود مشردين وذوي مشاكل عقلية يتسببون في إزعاج للزبائن وسرقة الممتلكات. ما هو رد الشرطة على هذه المشكلة؟ *
ج: “نحن ندرك التحديات التي تواجهها المحلات التجارية في هذا الشارع. تتخذ الشرطة إجراءات متعددة لمواجهة هذه القضايا، بما في ذلك التدخل الفوري عند حدوث اعتداءات، والتعاون مع منظمات المجتمع المدني لتوفير الدعم للمشردين ذوي الاحتياجات الخاصة. نحاول تحقيق توازن بين حماية الحقوق القانونية للأفراد وضمان سلامة المجتمع.”
س: ما هو دور الإعلام في دعم عمل الشرطة؟
ج: “للإعلام دور حيوي في تعزيز الوعي العام ونشر المعلومات الضرورية حول القوانين والسياسات الأمنية. الإعلام يساعدنا في التواصل مع المجتمع ورفع مستوى الوعي حول المسائل الأمنية، مما يعزز التعاون بين الشرطة والمواطنين. نعتبر الإعلام شريكاً أساسياً في تقديم المعلومات والوقاية من الجرائم.”
س: هل هناك خطط لتعديل قوانين الأحوال المدنية لتواكب التغيرات السكانية وزيادة أعداد المهاجرين؟
ج: “نحن ملتزمون بمواكبة التغيرات السكانية من خلال تحديث القوانين وتقديم خدمات متعددة اللغات لتلبية احتياجات جميع أفراد المجتمع. يتم العمل على تعزيز التفاهم الثقافي وتوفير الدعم اللازم للأسر من خلفيات متنوعة، بما يتماشى مع التقاليد والأعراف الخاصة بهم.”
س: هل يوجد قانون يحمي الأفراد من الاعتداءات اللفظية؟
ج: “في كندا، لا يوجد قانون محدد يعاقب الاعتداءات اللفظية بشكل مباشر كما هو الحال في بعض البلدان العربية، لكن الأفراد يمكنهم رفع دعاوى للحصول على تعويضات عن الأضرار النفسية والمعنوية. نحن نعمل على توعية الأفراد بحقوقهم القانونية وكيفية التعامل مع مثل هذه الحالات.”
في الختام، أعرب كادر جريدة السفير الكندية عن تقديره العميق للعميد جيسون بيلليير على حسن الاستقبال والضيافة. وقدّم الأستاذ غسان فؤاد ساكا هدية رمزية تعبر عن حضارة وادي الرافدين، مما أضفى طابعاً خاصاً على اللقاء. كما عبرنا عن تمنياتنا للعميد وفريقه بالتوفيق في عملهم وواجباتهم في الحفاظ على أمن وراحة المواطنين.
أسرة تحرير جريدة السفير الكندية