في مقابلة طويلة وصريحة على بودكاست استضافه أحد نوابه، قال رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، إنه يعتقد أن منتقديه يتفاعلون مع استطلاعات الرأي وليس مع السياسات. وأشار إلى أن أكبر فشل له في منصبه كان في ملف الإصلاح الانتخابي، وأعرب عن استيائه من زعيم الحزب الديمقراطي الجديد، جاجميت سينغ، لعدم اتصاله لإنهاء الاتفاق بين حزبيهما.
ترودو أجرى مقابلة مع ناثانييل إرسكين سميث، عضو البرلمان عن تورونتو، في بودكاسته “Uncommons”. ويُعرف إرسكين سميث بمواقفه المستقلة داخل حزبه، حيث صوت ضد حزبه في الماضي، وأكد أن ترودو لم يكن على علم بالأسئلة مسبقاً.
خلال المقابلة، أقر ترودو بأن الانتخابات المقبلة ستكون تحدياً كبيراً، لكنه أصر على أن الحزب الليبرالي سيستمر في التمسك بنفس المواقف التي دافع عنها دائماً. وقال: “هذه الانتخابات ستكون أصعب بكثير من انتخابات 2015، كنا نعلم ذلك منذ البداية. سنستمر، بل وسنضاعف الجهود في القضايا التي نعلم أنها ستقودنا نحو مستقبل أفضل؛ مثل حماية البيئة بشكل أكبر ودمج جميع الفئات بشكل أوسع”.
رغم أن بعض الليبراليين داخل الحزب أعربوا عن رغبتهم في رحيل ترودو، وأحدهم، النائب واين لونغ، قال ذلك علناً، إلا أن ترودو أشار إلى أن الانتقادات تأتي بسبب الاستطلاعات السيئة وليس السياسات الخاطئة. وأضاف: “الأشخاص الذين يعبرون عن ترددهم الآن، هل كانوا سيفعلون ذلك لو كنت متقدماً بعشر نقاط في استطلاعات الرأي؟”.
وأعرب ترودو عن قناعته بأن الانتخابات المقبلة ستشهد تغييراً بسبب تسارع وتيرة الأحداث العالمية. وأشار إلى أن رئيس الوزراء القادم سيواجه تحديات غير متوقعة كما واجه هو جائحة كوفيد-19 ورئاسة ترامب الأولى وغزو روسيا لأوكرانيا. وقال: “ما شهدناه في السنوات الأخيرة هو أزمات لم يكن أحد يتوقعها”.
وحذر ترودو من أن الناخبين يجب أن ينظروا إلى ما هو أبعد من الوعود السياسية وأن يركزوا على القيم الأوسع للمرشح. وأكد أن الكنديين لم يتعرفوا بعد بشكل كافٍ على زعيم حزب المحافظين، بيير بولييفر، رغم وجوده في البرلمان منذ 20 عاماً. وقال: “لقد تابعناه وناقشناه وحاولنا مواجهته لسنوات، نعلم ما يعارضه، لكنه لم يوضح بعد ما الذي يناضل من أجله”.
عندما سُئل عن موقف الحزب الليبرالي من المواجهة مع بولييفر، خاصة فيما يتعلق بالخسارة في الانتخابات الفرعية في تورونتو – سانت بول، أقر ترودو قائلاً: “لا أستطيع المجادلة ضد ذلك، خصوصاً مع معرفة النتيجة في تورونتو – سانت بول. بالتأكيد لم تكن النتيجة التي نريدها”.
أضاف ترودو أن أحد الأخطاء في الانتخابات الفرعية الأخيرة كان عدم إعطاء الوقت الكافي للمرشحين الليبراليين. وقال إنه كان مرشحاً ليبرالياً في دائرته “بابينو” لأكثر من عام قبل خوضه الانتخابات الأولى.
وفيما يتعلق بملف الإصلاح الانتخابي، أقر ترودو بأنه لو عاد به الزمن لكان قد تعامل مع الموضوع بطريقة مختلفة. وكان قد وعد خلال حملة 2015 بأن تكون تلك الانتخابات هي الأخيرة التي تُجرى بنظام الفائز الأول، ولكنه لم ينفذ هذا الوعد.
وأوضح ترودو أنه كان يفضل نظام التصويت التفضيلي الذي يتيح للناخبين ترتيب اختياراتهم بدلاً من وضع علامة واحدة، مشيراً إلى أن ذلك كان سيحافظ على نفس الدوائر الانتخابية ويجعل النظام أكثر تمثيلاً.
وعبر عن رفضه لنظام التمثيل النسبي قائلاً إنه قد يؤدي إلى انتخاب نواب بدون أي ارتباط بمجتمعهم المحلي. وقال: “لم أتمكن من المضي قدماً في شيء قد يؤذي كندا على المدى الطويل ويكون من الصعب التراجع عنه بدون دعم واسع في البرلمان”.
أما بخصوص الاتفاق مع الحزب الديمقراطي الجديد، أبدى ترودو انزعاجه من الطريقة التي انتهى بها الاتفاق. وقال إن سينغ لم يتصل به شخصياً لإبلاغه بقرار إنهاء الاتفاق، مما أثار استياءه لأنه كان يعتقد أن علاقتهما العملية كانت جيدة.
وأكد ترودو: “كنت أتوقع على الأقل مكالمة هاتفية لإنهاء الاتفاق. لو كنت أنا من قرر إنهاءه، لكنت قد بدأت بمكالمة له”.
هلا كندا