قال رئيس حكومة كيبيك فرانسوا لوغو إنه لا يستبعد إمكانية إجراء استفتاء عام حول سياسات الهجرة إذا لم تنجح المفاوضات مع الحكومة الفدرالية بشأن هذا الملف.
وهذه ليست المرة الأولى التي يشير فيها لوغو إلى هذا الأمر. فخلال الحملة الانتخابية العامة الأخيرة في كيبيك عام 2022 أثار زعيم حزب التحالف لمستقبل كيبيك إمكانية تنظيم استفتاء عام حول مطالبة الحكومة الفدرالية بأن تمنح حكومة كيبيك كافة السلطات المتعلقة بالهجرة إلى المقاطعة.
’’ما قلته خلال الحملة الانتخابية هو أنني لم أكن أستبعده (إجراءَ استفتاء عام)، ثم إني أقول دائماً بأنني لا أستبعد ذلك‘‘، قال لوغو اليوم.
’’لكنّ السؤال الأول الذي يجب طرحه هو التالي: ’هل نحن بحاجة إلى إجراء استفتاء عام حتى يقتنع السيد ترودو بأنّ هناك أغلبية من سكان كيبيك يقولون لأنفسهم إنّ 560.000 مهاجر (مؤقَّت) ليس أمراً منطقياً؟‘‘‘، تساءل لوغو مشيراً إلى عدد المهاجرين المؤقتين في مقاطعته في نهاية عام 2023.
ويبدو أنّ الإعلانات التي تصدرها حكومة جوستان ترودو الليبرالية في أوتاوا منذ بضعة أسابيع، تمهيداً لإعلانها مجدداً في ميزانيتها العامة الأسبوع المقبل، هي التي أغاظت رئيس حكومة كيبيك. فالعديد من تلك الإعلانات يطال صلاحيات المقاطعات، كتلك المتعلقة بالإسكان أو بالوجبات المدعومة في المدارس.
ومن المقرّر أن تقدّم حكومة ترودو ميزانيتها العامة المقبلة في 16 نيسان (أبريل) الجاري.
وكرّر رئيس حكومة كيبيك أنّ مقاطعته لا تريد هذه البرامج الفدرالية وتطالب بدلاً من ذلك الحكومةَ الفدرالية بتعويضات غير مشروطة.
ووصف لوغو إعلانات ترودو الأخيرة التي يعلن فيها إعطاء المواطنين مبالغ مالية للصحة والإسكان بـ’’عرض الألعاب النارية‘‘ ودعاه بدلاً من ذلك إلى معاينة ’’المشكلة من جذورها‘‘ وهي ’’وجود عدد كبير للغاية من المهاجرين المؤقتين‘‘. ولفت إلى أنّ ترودو يقرّ بهذا الأمر، ’’لذا نقول للسيد ترودو: ’متى سنقوم بتخفيض العدد؟‘‘‘.
حتى أنّ رئيس حكومة كيبيك ألمح إلى السؤال الذي يمكن طرحه على سكان مقاطعته، في حال إجراء استفتاء.
’’هل يجب أن تتم الموافقة المسبقة على المهاجرين المؤقتين من قبل كيبيك؟ إذا كان الأمر كذلك، فهذا يعني أولاً أن نتحكّم في العدد، وثانياً أن نتحكّم في متطلبات اللغة الفرنسية‘‘، قال لوغو.
وأضاف أنه استناداً إلى ’’نتائج المناقشات‘‘، يمكن أيضاً استطلاع آراء سكان كيبيك ’’على نطاق أوسع، حول مواضيع أُخرى‘‘.
وزير الهجرة واللاجئين والمواطَنة الفدرالي، مارك ميلّر، ردّ سريعاً على كلام لوغو، فاستبعد إمكانية نقل صلاحيات فدرالية إلى كيبيك.
ومع ذلك، أكّد ميلّر أنه في الأسابيع الأخيرة برزت ’’رغبة جدية في التوصل إلى حلول للتحديات المشتركة‘‘ خلال المناقشات التي أجراها مع وزيرة الهجرة والفرنَسة والاندماج في حكومة كيبيك، كريستين فريشيت.
يُذكر أنّ ترودو قال في 15 آذار (مارس) الماضي عقب لقائه لوغو في مونتريال: ’’لا، لن نمنح (كيبيك) المزيد من الصلاحيات في مجال الهجرة‘‘، مضيفاً أنّ ’’لدى كيبيك صلاحيات تتعلق بالهجرة أكثر ممّا هو موجود لدى أيّ مقاطعة أُخرى لأنه من المهم جداً حماية اللغة الفرنسية‘‘.
مع ذلك، أظهر ترودو ’’انفتاحاً‘‘ في عدد من الملفات، وفقاً للوغو ذاك اليوم، خاصة فيما يتعلق بالحد من الهجرة المؤقتة. ومن المقرَّر عقد اجتماع متابعة بين الزعيميْن في حزيران (يونيو).
(نقلاً عن موقع راديو كندا، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)