مرة أخرى يظهر الكنديون إنسانيتهم وتعاطفهم مع اللاجئين وتتكاتف الجهود لتوفير كافة الاحتياجات للأوكرانيين.
استطاع أهل هاليفاكس عاصمة مقاطعة نوفا سكوشا في الشرق الكندي، جمع أعداد كبيرة من السلع والمواد والحاجيات الاساسية ليتم توزيعها مجانا على الأوكرانيين الواصلين حديثا إلى شرق البلاد.
وستتمكن مجموعة المتطوعين (نافذة جديدة) التي تساعد الأوكرانيين على الاستقرار في نوفا سكوشا من إنشاء متجر لاحتواء كل تلك السلع، بعدما تبرّع أصحاب أيادٍ بيضاء بمساحة تبلغ 3000 قدم مربع، لاحتضان هذا المتجر المجاني.
الأموال لإنشاء المتجر تم جمعها قبل عدة شهور وينتظر افتتاحه آجلا في وسط مدينة هاليفاكس.
يأمل المتطوع ريك لانجيل أن يفتح المتجر أبوابه بحلول الأسبوع المقبل، حتى يتمكن الأوكرانيون الذين يصلون إلى المقاطعة من الحصول على كل ما يحتاجون إليه، من الأثاث إلى الملابس إلى الألعاب.
يؤكد المتحدث بأن المجموعة المتطوعة ساعدت حتى اليوم أكثر من 40 أسرة من اللاجئين الأوكرانيين الواصلين حديثا إلى المدينة الأطلسية.
يوضح لانجيل أنه بدأ في جمع الأثاث والأدوات المنزلية منذ ثلاثة أشهر. وهو تواصل عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك مع مئات الأشخاص من أبناء المقاطعات الأطلسية. هؤلاء منضوون في مجموعة Atlantic Canadian Hosts for Ukrainians، التي تعنى باستقبال اللاجئين الأوكرانيين في المقاطعات الأطلسية في الشرق الكندي. لم يجد المتطوع الكندي مشقة في إنشاء نواة من المتطوعين عملت على جمع السلع في خمس وحدات تخزين امتلأت تماما.
عقبة كبيرة اعترضت العمل التطوعي
واجهت المجموعة عقبة كبيرة. ففي شهر أيار / مايو الماضي، تم إخطار ريك لانجيل بأنه لن يُسمح للمجموعة بعقد تجمعاتها الأسبوعية للعائلات الأوكرانية التي تأتي لاستلام البضائع والسلع التي تم جمعها وتخزينها.
وتقول شركة التخزين التي تودع الأغراض إن القضية متعلّقة بالتأمين وهي لا تتحمل مسؤولية حدوث أي مكروه في الموقع.
يسرد المتحدث أن شركة التخزين حذرتهم من الاستمرار في عقد هذه التجمعات تحت طائلة منعهم من الوصول إلى المرفق وكل الأغراض المتبرع بها. لذا كان لا بد من البحث عن مكان آخر يمكن فيه مواصلة هذه الجهود.
وباءت في البداية كل مساعي الفريق لإيجاد موقع جديد بالفشل، ونقل لانجيل لرفاقه أنه سيتعين تعليق العمليات في نهاية شهر يونيو الجاري، إذا لم يتمكنوا من العثور على مكان تخزين جديد.
المحامية الكندية ديانا ريفاج (نافذة جديدة) كانت من ضمن الفريق التطوعي وهي مدركة تماما لأهمية استمرارهم بعملهم من أجل اللاجئين الذين فرّوا من هول الحرب على أرضهم.
تقول المحامية ’’إن كل إنسان يمكن أن يضع نفسه مكان هذا اللاجئ الأوكراني الذي جبرته الحرب على ترك بلده وربما ترك وراءه أحبة وهو يأمل في أن يساعده الآخرون لتخطي محنته‘‘.
وقد قامت المتحدثة بإرسال مكاتيب عبر البريد الإلكتروني إلى أعضاء البرلمان في حكومة نوفا سكوشا وأعضاء بلدية المدينة. هؤلاء تحركوا على الفور ووضعوا المجموعة الطوعية في اتصال مباشر شركة عقارية ستسهل أمورهم وتسمح بمواصلة الجهود.
المساحة التي منحت مملوكة لشركة إدارة عقارات محلية في هاليفاكس، وتم التبرع بها بدون تكلفة إيجار. وكل ما يجب على المتطوعين تسديده هو ثمن بوليصة التأمين على المكان.
يشير لانجيل إن أشخاصًا من سائر أنحاء المقاطعات الأطلسية انضموا إلى المجموعة، بما في ذلك العديد من الأشخاص من أصل أوكراني، أرادوا أن يساعدوا بدورهم أبناء بلدهم الأم.
آنا فاسوتكينا هي واحدة من اللاجئين الأوكرانيين، وقد فرّت من كييف مع زوجها ووصلت إلى نوفا سكوشا قبل شهرين وفي يدها حقيبة ملابس واحدة فحسب.
مثل العديد من اللاجئين الأوكرانيين، أقام الزوجان في البداية عند عائلة مضيفة من نوفا سكوشا، ولكن بعد العثور على شقة اضطرا إلى تأثيثها من الصفر.
لقد كانت مساعدة كبيرة، هذا الحصول على الأشياء مجانًا لأن شراء كل الأثاث دفعة واحدة مكلف للغاية حقًا. والآن نريد التطوع بدورنا للمساعدة.
نقلا عن آنا فاسوتكينا، لاجئة أوكرانية في هاليفاكس
ويطلق ريك لانجيل النداء لكي يتطوع المزيد من الأشخاص، نظرًا لأن العديد من العائلات الأوكرانية ليس لديها سيارة، فمن الضروري أن يساعد المتطوعون في نقل الأثاث والأشياء الكبيرة.
كل من يرغب في التواصل مع المجموعة الطوعية للإنضمام إليها أو التبرع أو الولوج إلى المتجر يمكنهم التواصل مع مجموعة Atlantic Canadian Hosts for Ukrainians على فيسبوك (نافذة جديدة).
لن يكون هناك وقت محدد يفتح فيه المتجر أبوابه وإنما عن طريق المواعيد المسبقة.