يحاول المتشردون في مدينة ساسكاتون في مقاطعة ساسكاتشوان في وسط الغرب الكندي الاحتماء من البرد بالدخول إلى المباني السكنية الدافئة. وينام هؤلاء في الممرات وعلى السلالم أو بالقرب من الأبواب الرئيسية للمباني، هذا الأمر الذي لا يلقى بالضرورة استحسان أو مباركة أصحاب الشقق السكنية في تلك العمارات.
’’لقد فعلنا ذلك بالفعل‘‘، يقول بيت وسارة وهما من المتشرّدين الذين يعيشون في ساسكاتون. .
مضى عامان على عيش سارة (34 عاما) في الشارع، بعدما فقدت منزلها إبان جائحة كوفيد-19. من جانبه، يعيش بيت (50 عاما) بلا مأوى منذ عدة سنوات.
مع اقتراب ليالي الشتاء القارسة، يفكر بيت وسارة في بدائل مختلفة لقضاء الليل وإيجاد سقف دافئ.
تقول سارة: ’’نحن نفترش العشب وننام تحت النجوم عندما يكون الطقس جميلا دافئا، لكن عندما تعصف الرياح ويشتد البرد، فإننا نلجأ إلى مأوى في الداخل‘‘.
تشير سارة إلى أن المالكين يقومون بتعزيز إجراءات الأمن داخل المباني خوفا من الأضرار التي قد تلحق بالممتلكات. ’’إنهم يمنعون وصول المتشرّدين إلى المباني، حتى بالنسبة إلى أولئك الذين يحافظون على سلامة المبنى…لم يعد لدينا مكان نأوي إليه أو نرتجي فيه درء البرد القارس‘‘، على حد تعبير المتحدثة.
من جهته، يؤكد رئيس جمعية أصحاب المنازل في ساسكاتشوان كاميرون شوكيت أن المتشرّدين يذهبون إلى ردهات أو بهو بعض المباني للعثور على مكان للنوم ليلاً.
يأسف المتحدث لشعور المتشردين بالبرد وحاجتهم إلى العثور على مأوى لتمضية ليالي الشتاء القاسية، ولكنه يعتبر أن المشكلة تكمن في أن هؤلاء الأشخاص يعتدون على الممتلكات الخاصة في بحثهم عن المأوى.
يقول شوكيت ’’إن هذه مشكلة متنامية اعتدنا عليها في السنوات الأخيرة بسبب زيادة عدد المشردين‘‘. ووفقا له، يحاول أصحاب العقارات استباق الأمور ولا سيما عبر تركيب أبواب آمنة أو أضواء في المباني.
’’إنها مشكلة متعلقة بالأمن‘‘ برأي شوكيت، ونعمد إلى استدعاء الشرطة أو جهاز الأمن الخاص بنا‘‘.
في سياق متصل، تقول نائبة رئيس إدارة إطفاء ساسكاتون إيفون رايمر ’’إن غالبية أحياء المدينة هي ملاذ لأشخاص بلا مأوى…إن 56 حيا في ساسكاتون من أصل 66 شهدت وجود أشخاص بلا مأوى في وقت أو آخر‘‘.
تجدر الإشارة إلى أنه مطلع شهر تشرين الأول / أكتوبر الحالي، خصصت المقاطعة 14.1 مليون دولار لإنشاء ما يصل إلى 120 مكانا دائما جديدا هذا الشتاء في ملاجئ الطوارئ في ساسكاتون، وكذلك في مدن أخرى في المقاطعة.
تحث إيفون رايمر على توخي الحذر قبل السماح للأشخاص المشردين بالوصول إلى المباني السكنية. تقول ’’أعتقد أنه أمر جيد أنهم يريدون فتح أبوابهم، ولكن المساحات الموجودة ليست مخصصة للنوم أو العيش. خصوصا أن هذه المساحات قد تخلو من أنظمة الحماية، مثل أجهزة الإنذار المبكر التي تتيح لك معرفة ما إذا كان المبنى قد تعرّض لاشتعال حريق‘‘.
المصدر: سي بي سي، راديو كندا،