أكّد جهاز شرطة مدينة مونتريال (SPVM) أنّه عهد إلى وحدة حوادث وجرائم الكراهية التابعة له بالتحقيق في محاولة أحد الأفراد دخول مسجد ’’فردان’’ (Verdun) أثناء صلاة الجمعة وهو يصرخ ضدّ الحاضرين عند مدخل المبنى.
وفي تصريح لراديو كندا الدولي، قال جوليان ليفيك، المتحدث باسم شرطة مونتريال إنه ’’في 30 ديسمبر/كانون الأول 2022، حوالي الساعة 1:15 بعد الظهر، تم الاتصال بمركز الطوارئ (911) للإبلاغ عن شخص يصرخ على الناس بالقرب من تقاطع شارع فردان والشارع الأول.‘‘
ويقع في هذا المكان مسجد فردان الذي يبعد عن مركز الشرطة 16 (PDQ16) حوالي 170 متراً مشياً على الأقدام.
وأضاف السيد ليفيك أنّ ’’دورية الشرطة انتقلت إلى مكان الحادث وحرّرت تقريراً عنه.‘‘
وفي مقابلة مع راديو كندا الدولي، أوضح سامر النيز، مدير الاتصالات للجمعية الإسلامية الكندية (Association musulmane du Canada – MAC) في كيبيك والمتحدث باسم المركز الإسلامي في فردان (مسجد فردان)، أن ’’في يوم الجمعة 30 ديسمبر/كانون الأول، آخر جمعة في سنة 2022، أتى رجل إلى المسجد و حاول الدخول عنوةً. أتى بطريقة هجومية للدخول بعنف. والحمد لله، أوقفه المصلّون واستطاعوا أن يصدّوه عن الدخول.‘‘
وهذا ما زاد من غضبه و ’’بدأ يسبّ ويصرخ بالفرنسية.‘‘
صرخ [المُعتدي] أنّ النبي [محمّد] رجل حرب وقاتل وأشياء من هذا القبيل وأنّ المسيح سيأتي في نهاية العالم ويقتل المسلمين. وهذا تهديد مُبطَّن وغير مباشر للجالية المسلمة.
نقلا عن سامر النيز، المتحدث باسم المركز الإسلامي في فردان (مسجد فردان)
وأضاف هذا الأخير أنّ هذا ما أحسّ به المصلّون وهذا ما ’’نستنكره.‘‘
وقال سامر النيز إنّ ’’أبواب المسجد مفتوحة. فمن أراد أن يدخل المسجد فأهلا وسهلا به. الإمام موجود والمدير موجود.‘‘
وبالنسبة له فإنّ ما جرى يوم الجمعة ‘‘يذكّرنا بحادثة كيبيك‘‘ حيث خلّف هجوم مسلّح على مسجد مدينة كيبيك يوم 29 يناير/كانون الثاني 2017، ستة قتلى و خمسة جرحى و17 يتيماً.
وأوضح أنّ الاعتداء المسلّح على مسجد مدينة كيبيك ’’لم يأت مباشرة‘‘ أومن عدم. ’’كانت هناك مؤشّرات. نذكر منها، وضع رأس خنزير أمام المركز الإسلامي [المسجد]، الكتابة على الجدران. كلّ هذا يبيّن أنّ الإسلاموفوبيا لازالت موجودة، ليس فقط بالكلام ولكنّ حتى بالأفعال.‘‘
وأشار سامر النيز إلى الأطفال الذين كانوا متواجدين في المسجد عند وصول راديو كندا الدولي. ‘‘هذه المؤشرات تجعلنا نحسّ بالخوف وبالقلق. كما تشاهد، الأطفال يلعبون في المسجد. هناك خطورة عليهم.‘‘
ومنذ الهجوم على مسجد مدينة كيبيك، تمّ تركيب كاميرات أمام مدخل المسجد ’’ما ساعد على توثيق الحادثة‘‘، كما قال مدير العلاقات العامة في الفرع الكيبيكي للجمعية الإسلامية الكندية التي تدير خمسة مساجد في المقاطعة.
وأضاف أنّ الجمعية ’’ستقوم بتحديث الكاميرات وسنشدّد الأمن أكثر بغلق الأبواب بطريقة آمنة.‘‘
وعبْر حسابها على موقع تويتر، قالت الجمعية الإسلامية الكندية (MAC) إنّ ” الحادث الذي وقع في مسجد فردان أمس يحظى بكامل اهتمامنا. من الأهمية بمكان أن نظل يقظين في مواجهة تصاعد الإسلاموفوبيا وأن يشعر الجميع بالأمان في الذهاب إلى أماكن عبادتهم.‘‘
ومن جانبه، أعرب المنتدى الإسلامي الكندي (Canadian Muslim Forum-CMF) عن ’’إدانته الشديدة وصدمته إزاء ’الاعتداء‘ على المركز الإسلامي في فردان خلال صلاة الجمعة.‘‘
وفي هذا الصدد كرّر المنتدى ’’تحذيراته من أن الإسلاموفوبيا تثبت أنها شكل عنيف ومتطرف من أشكال الكراهية وأنّ المماطلة في التعامل مع هذه الظاهرة لها آثار خطيرة على سلامة وتناغم المجتمع ككل.‘‘
ودعا المنتدى ’’السلطات إلى التعامل بسرعة وجدية مع ’’الاعتداء‘‘ على المركز الإسلامي في فردان. وطلب أيضاً ’’اتخاذ تدابير لتأمين حماية المراكز المجتمعية والمساجد في كيبيك.‘‘
وفي المقابل، طلب المنتدى من مؤسسات المجتمع ’’توخي اليقظة واتخاذ الاحتياطات من مثل هذه الهجمات الخطيرة.‘‘ونشر من جانبه المجلس الوطني للمسلمين الكنديين (National Council of Canadian Muslims-NCCM) تغريدة على تويتر، قال فيه :’’نحن على علم بالحادث […]. ونحن متضامنون ضدّ جميع أشكال العنف والإسلاموفوبيا، وفي انتظار اكتمال تحقيق الشرطة ، نشعر بقلق بالغ وصدمة من الحادث.‘‘
وزير العدل الكندي
وبعد أسبوع من الحادثة، زار المسجد الجمعة الماضي وزير العدل الكندي دافيد لاميتي الذي هو أيضاً نائب الدائرة الانتخابية ’’لا سال – إيمار – فردان ‘‘ (LaSalle—Émard—Verdun) حيث يقع المسجد.
وخلال زيارته أكّد للحضور ’’أننا كمجتمع لن نتسامح مع هذا السلوك وسنندّد به بمجرد حدوثه. يجب أن يكون مكان العبادة مكاناً تشعر فيه بالأمان.‘‘
وأضاف أنّه بصفته وزير العدل، ’’وخاصة بصفتي ممثّلكم في البرلمان، أنا متضامن معكم وسأواصل العمل لجعل كندا مكاناً آمناً للجميع.‘‘
ما حدث في مسجد فردان يوم الجمعة غير مقبول ومثير للاشمئزاز. لا مكان للإسلاموفوبيا في مجتمعنا أو في أي مكان آخر في كندا.
نقلا عن دافيد لاميتي، وزير العدل الكندي