أعلنت كندا أمس تقديم مساعدات جديدة بقيمة 40 مليون دولار للفلسطينيين لدعمهم في قطاع غزة وسط مخاوف بشأن ما تصفه بوضع إنساني كارثي تفاقم جرّاء الهجوم البري الإسرائيلي على مدينة رفح في جنوب القطاع، وهو هجوم حذّرت أوتاوا وحلفاؤها إسرائيلَ مراتٍ عدة من القيام به.
وتقول أوتاوا إنّ هذا التمويل سيدعم توفير الغذاء والماء والمساعدات الطبية الطارئة وخدمات الحماية وغيرها من المساعدات المنقذة للحياة في القطاع الفلسطيني.
وسوف تذهب الأموال إلى وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الـ’’أونروا‘‘ UNRWA)، وإلى شركاء موثوق بهم في المنطقة، من ضمنهم الصليب الأحمر الكندي ومنظمات كندية غير حكومية أُخرى.
وتقول أوتاوا إنّ التمويل الكندي ساهم أيضاً في إقامة مستشفى ميداني للجنة الدولية للصليب الأحمر في رفح.
ويتلقى هذا المستشفى الدعم من الصليب الأحمر الكندي بالمعدات الجراحية والأدوية والإمدادات ومعدات التشخيص ومواد التطهير والعاملين.
وأصبحت الحاجة إلى المساعدات الإنسانية أكثر إلحاحاً الأسبوع الماضي بعد الهجوم البري الذي بدأته إسرائيل على رفح والذي قالت إنه يتعيّن عليها القيام به للقضاء على ما تبقى من القوة العسكرية لحركة حماس ولتحرير الرهائن الإسرائيليين الذين تحتجزهم الحركة الفلسطينية منذ 7 تشرين الأول (أكتوبر).
’’بسبب قلقنا الشديد بشأن الوضع الإنساني البالغ الشدة في قطاع غزة، لا يتعين علينا زيادة المساعدات الإنسانية فحسب، بل نبذل جهوداً لا هوادة فيها لإدخال المزيد من المساعدات‘‘ إلى قطاع غزة، قال وزير التنمية الدولية الكندية، أحمد حسين في مقابلة صحفية.
ويُضاف مبلغ الـ40 مليون دولار إلى مبلغ 25 مليون دولار أعلنت أوتاوا في حزيران (يونيو) 2023 تقديمه للـ’لأونروا‘‘ كجزء من التزام متعدد السنوات لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين في المنطقة، لاسيما المقيمون منهم في مخيمات اللاجئين في الأردن وسوريا ولبنان والضفة الغربية.
وكانت كندا قد علّقت تمويلها للـ’’أونروا‘‘ بشكل مؤقّت أواخر كانون الثاني (يناير) بعد أن زعمت إسرائيل أنّ بعض موظفي هذه الوكالة الأممية لعبوا دوراً في الهجوم الذي شنه مقاتلو حماس وناشطون فلسطينيون آخرون على جنوب إسرائيل إنطلاقاً من قطاع غزة الفلسطيني في 7 تشرين الأول (أكتوبر) وقُتل فيه حوالي 1.200 إسرائيلي معظمهم من المدنيين، حسب السلطات الإسرائيلية، وخطف فيه المهاجمون حوالي 250 شخصاً أخذوهم معهم كرهائن إلى قطاع غزة.
ورداً على ذاك الهجوم وعدت إسرائيل بـ’’القضاء‘‘ على حماس، فحاصرت قطاع غزة بشكل كامل وقصفته بشدة قلّ نظيرها وأطلقت عملية عسكرية برية فيه في 27 تشرين الأول (أكتوبر)، ما تسبب حتى اليوم بمقتل أكثر من 35.300 فلسطيني، غالبيتهم من النساء والأطفال حسب وزارة الصحة في حكومة حماس، وبدمار واسع النطاق في البنى التحتية المدنية والممتلكات.
ورفعت كندا التعليق على تمويل الـ’’أونروا‘‘ في آذار (مارس).
وينظر محققو الأمم المتحدة في المزاعم الموجهة ضد 14 من أصل 19 موظفاً في الوكالة.
وجاء في مراجعة منفصلة لحيادية الـ’’أونروا‘‘ الشهر الماضي أنه لم يسبق لإسرائيل أن أعربت من قبل عن قلقها إزاء أيّ شخصٍ مُدرَج في قوائم الموظفين التي تقدّمها لها الـ’’أونروا‘‘ سنوياً منذ عام 2011.
وقال التقرير إنّ الأونروا لديها إجراءات ’’قوية‘‘ لدعم مبدأ الحياد الذي تتّبعه الأمم المتحدة، لكنه أشار إلى ثغرات خطيرة في التنفيذ، بما في ذلك تعبيرُ الموظفين علناً عن آراء سياسية وتوزيعُ كتب مدرسية ذات ’’محتوى إشكالي‘‘ في المدارس التي تديرها الوكالة وقيامُ نقابات الموظفين بعرقلة عمليات الوكالة.
ويقدّم التقرير 50 توصية لتحسين حيادية الـ’’أونرو‘‘.
وقال الوزير حسين إنّ كندا ساعدت في إعداد التقرير الذي قادته وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة كاترين كولونا.
وأضاف أنّ كندا تقبل توصيات التقرير وتواصل دعم الـ’’أونروا‘‘ باعتبارها ’’العمود الفقري‘‘ للمساعدات في قطاع غزة.
وقال وزير التنمية الدولية الكندي إنّ ’’الـ’أونروا‘، بشبكتها وحضورها وخبرتها وقدرتها في المجال اللوجستي وفي تقديم الدعم المباشر للفلسطينيين داخل قطاع غزة، لا مثيل لها‘‘.
نقلاً عن وكالة الصحافة الكندية،