خرج يوم السبت آلاف الأشخاص في مسيرة في شوارع مونتريال دعماً للحركة الاحتجاجية التي تهزّ إيران منذ مقتل مهسا أميني.
وتوفيت الشابة البالغة من العمر 22 عاماً على يد شرطة الأخلاق الإيرانية في سبتمبر أيلول الماضي متأثرة بجراحها بعد اعتقالها بسبب مخالفة ’’قواعد ارتداء الحجاب‘‘.
وتجمع المتظاهرون بعد الظهيرة في وسط مدينة مونتريال في ساحة إيميلي-غاملان حاملين لافتات عليها صورة مهسا أميني.
وحمل آخرون لافتات كتب عليها ’’المرأة ، الحياة ، الحرية’’ بالفارسية والإنكليزية والفرنسية. وهو الشعار الذي يُردَّد في المظاهرات التي تهزّ عدة مدن في إيران منذ ستة أسابيع.
وكُتب على لافتات أخرى ’’لا للحجاب الإجباري ، لا للجمهورية الإسلامية‘‘. أو ’’قف مع مهسا ، قف مع إيران.‘‘‘
ولوّح المتظاهرون بأسماء ضحايا المظاهرات في إيران و أسماء السجناء. وكان بعضهم يحمل أعلامًا إمبراطورية إيرانية التي كانت سائدة قبل الثورة الإسلامية لعام 1979.
وشاركت السيدة هركان في المظاهرة. وهي كندية من أصل إيراني فرت من إيران قبل 38 عامًا، سنوات قليلة بعد قيام الجمهورية الإسلامية.
وفي مقابلة مع راديو كندا الدولي، أكّدت على تطلّع الإيرانيين للحرية.
الإيرانيون يريدون العيش بحرية، يريدون التخلص من هذا النظام. إنه يُرهب ويقتل شعبي.
نقلا عن هركان، متظاهرة إيرانية الأصل
ووفقاً لمنظمة العفو الدولية، قُتل ما لا يقل عن 23 طفلاً في إيران خلال الاحتجاجات التي قمعتها قوات الأمن.
ومنذ بداية حركة الاحتجاج، قُتل ما لا يقل عن 215 شخصاً، وفقًا لمنظمة حقوق الإنسان الإيرانية، وهي منظمة غير حكومية مقرها في أوسلو.
بعد الوقفة الاحتجاجية، سار المتظاهرون في اتجاه ساحة كندا التي تبعد بحوالي 2,5 كيلومتر من نقطة الانطلاق.
وقاد الموكب صف من حوالي عشرين امرأة ورجلا يرتدون ملابس بيضاء وأيديهم مدهونة باللون الأحمر ويحملون لافتة كتب عليها ’’لا للجمهورية الإسلامية – المرأة – الحياة – الحرية – إيران.‘‘
وعند وصول المسيرة إلى ساحة كندا، أنشد المتظاهرون أغنية ’’بارايي‘‘ (من أجلها) التي أصبحت نشيد الاحتجاجات في إيران.
ألّفها الموسيقي الإيراني شروين حاجي بور الذي يبلغ من العمر 25 عاماً. اعتقل في 29 سبتمبر أيلول 2022 بسبب الأغنية. أُفرج عنه بكفالة في 4 أكتوبر تشرين الأول 2022.
’’تعبر هذه الأغنية عن سخط السكان‘‘، كما تؤكد هنية ضيائي، عالمة الاجتماع والعلوم السياسية وعضو مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في مقابلة في برنامج (Dessine-moi un dimanche) الذي يُبثّ عبر إذاعة هيئة الإذاعة الكندية.
ويوضح متظاهر من أصل إيراني فضّل عدم الكشف عن اسمه أنه شارك في جميع المظاهرات المؤيدة للشعب الإيراني التي تم تنظيمها مؤخراً في مونتريال.
أنا أشارك في هذه التظاهرة من أجل بلدي ومن أجل النساء ومن أجل الحرية.
نقلا عن متظاهر إيراني الأصل
وتضيف زوجته ، التي كانت حاضرة إلى جانبه ، أنها تشارك في هذه المسيرة لأن الناس في بلدي يموتون. نحن هنا لنقول إننا معهم.
ولا ينتمي كلّ المشاركين في هذه المظاهرة إلى الجالية الإيرانية في كندا.
كورين كيبيكية تعمل في مأوى للنساء ضحايا العنف المنزلي. وقبل وقت قصير من انطلاق مسيرة دعم النساء الإيرانيات، شاركت في مظاهرة ضد العنف المنزلي.
’’إنها نفس المعركة. أريد أن أتضامن مع هؤلاء [الإيرانيات] وأن أكون بجانبهن أيضًا. هؤلاء النساء لهن الحق في الحرية وأن يكن قويات‘‘، كما أوضحت.
إدير سادو من أصل جزائري. ويقول إنه يشارك في هذه التظاهرة لأنه ’’متضامن مع المرأة ضد كل أشكال التعسف والهيمنة والأصولية.‘‘
وبالنسبة له ، ما يحدث في إيران يشبه ’’ما حدث في الجزائر بشكل آخر.‘‘ وهو نفسه ترك بلاده هرباً من الإرهاب الأصولي.
إنها استمرارية بالنسبة لي. حياتي كلّها تضامن. وكما قال ترنتيوس: أنا إنسان، لا يخفى عني شيء مما هو إنساني.
نقلا عن إدير سادو