بعد تدميرها من قبل تنظيم داعش الإرهابي، إبان احتلاله لمدينة الموصل مركز محافظة نينوى العراقية في العام 2014، وإحراقه مئات آلاف الكتب المتنوعة، عادت الحياة لتدب من جديد في المكتبة المركزية لجامعة الموصل، أحد أبرز معالم المدينة العلمية والثقافية.
تعد هذه المكتبة العريقة والتي تأسست في العام 1967، واحدة من أكبر وأهم المكتبات في العالم العربي، والذي وصفت منظمة الأمم المتحدة للعلم والثقافة والتربية (اليونسكو ) تدميرها، بأحد أكثر أعمال التخريب المدمرة لمقتنيات مكتبة على مدى التاريخ الإنساني، وباتت أنقاضها المتفحمة دلالة على هول ما حل بالموصل وبمعالمها خلال احتلال داعش لها.
وعلق متحدث باسم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الذي نسق التمويل للمشروع، إن استكماله: “يظهر قوة ومرونة مدينة الموصل”.
وتعليقا على أهمية هذا الحدث الثقافي ودلالاته لجهة مضي الموصل في نفض غبار الإرهاب عنها، يقول مديرالمكتبة المركزية بجامعة الموصل، سيف الأشقر، في حديث لسكاي نيوز عربية: “بهذا الافتتاح المهيب نسعى كي تعود مكتبتنا لسابق عهدها كواحدة من أفضل المكتبات الجامعية في العراق والشرق الأوسط ككل، ولتلحق بخطى واثقة بركب المكتبات الجامعية في الدول المتقدمة حول العالم”.
ويضيف الأشقر:”رغم ما تعرضت له من حرق ودمار على يد الدواعش الإرهابيين لمبناها ولمحتوياتها التي لا تقدر بثمن، وفقدانها ما يقارب مليون كتاب ومصدر ومخطوطة، لكنها لم تفقد هويتها كصرح ثقافي عظيم، وها هي كطائر الفينيق تنهض من جديد من تحت حطام الخراب والدمار الذي خلفه تنظيم داعش الإرهابي الذي عاث فيها فسادا”.
بفضل تكاتف الجهود الخيرة محليا ودوليا، كما يشرح الأشقر، وهو في الوقت عينه، الأمين العام لمكتبات جامعة الموصل:” عادت المكتبة المركزية الآن لتقديم خدماتها، بعد أن أراد الظلاميون شطبها من الوجود، ومع اعادة اعمارها فإن أبوابها مفتوحة أمام الطلاب والباحثين وكل من يرغب بزيارتها وارتيادها، حيث تتوفر فيها الآن مختلف الخدمات الورقية والالكترونية”.
ومع إعادة افتتاحها، ترك أحد الجدران المدمرة في المكتبة المركزية لجامعة الموصل على حاله، والذي
بقي بلا ترميم، ليكون شاهدا تاريخيا على مدى الدمار الذي لحق بها يوما على يد عصابات الإرهاب، حسب القائمين على مشروع اعادة افتتاحها، والذي يرمز لانتصار رسالتها في نشر مبادئ الثقافة والسلام والعلم على الجهل والإرهاب والظلام.
في العاشر من يوليو 2017، تم تحرير مدينة الموصل واخراجها من يد تنظيم داعش الإرهابي، بعد قرابة 10 أشهر من المعارك الدامية التي بدأت في شرق المدينة، وامتدت لغربها، مسفرة عن دمار كبير خصوصا في المدينة القديمة.