يتوجه رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم فيما كوكب الأرض يقف عند مفترق طرق مناخي وتواجه كندا علاقة متوترة بشكل متزايد مع الهند.
فعشية سفره إلى مقر الأمم المتحدة في نيويورك، فاجأ رئيس الحكومة الليبرالية مجلس العموم، في بداية دورة برلمانية جديدة، بالإعلان عن ’’ادعاءات موثوقة‘‘ تربط عملاء للحكومة الهندية بمقتل زعيم سيخي في مقاطعة بريتيش كولومبيا بالرصاص قبل ثلاثة أشهر.
تورّط أيّ حكومة أجنبية في مقتل مواطن كندي على الأراضي الكندية يشكّل انتهاكاً غير مقبول لسيادتنا.
نقلا عن جوستان ترودو، رئيس الحكومة الكندية
’’مثل هذا الفعل يتعارض مع القواعد الأساسية التي تحكم المجتمعات الحرة والمنفتحة والديمقراطية‘‘، قال ترودو أمام النواب الكنديين.
وأضاف رئيس الحكومة الكندية أنه واجه نظيره الهندي ناريندرا مودي شخصياً حول هذه المزاعم في قمة مجموعة العشرين التي انعقدت في العاصمة الهندية نيودلهي قبل أسبوع ونيّف.
وفي وقت لاحق أعلنت وزارة الخارجية الكندية أمس عن طرد ’’دبلوماسي هندي كبير‘‘.
ونفت الهند الادعاءات الكندية وردّت اليوم بالمثل معلنةً طرد دبلوماسي كندي من الرتبة نفسها.
وكان مودي قد أعلن في وقت سابق من الشهر الحالي أنه لن يحضر الجمعية العامة للأمم المتحدة شخصياً وأنّ وزير خارجيته سوبرامانيام جيشانكار هو من سيحضرها.
أمّا ترودو فسيتناول في اليوميْن اللذيْن سيمضيهما في نيويورك العديد من الملفات الأُخرى مع قادة دول وناشطين بيئيين وشخصيات بارزة من المجتمع المدني.
ومن أبرز الملفات أزمة المناخ التي أصبحت أكثر واقعية في العام الحالي، مع موسم حرائق غابات تاريخي في كندا، وفيضانات كارثية في ليبيا الشهر الحالي، و23 كارثة مناخية منفصلة، وهذا عدد قياسي، تسببت بخسائر بقيمة مليار دولار في الولايات المتحدة في الأشهر الثمانية الأولى فقط من العام الحالي.
وفي مجال آخر تستمر الحرب في أوكرانيا التي لا تزال القوات الروسية تحتل أجزاء هامة منها، وتصاعَد القلق في عواصم كثيرة حول العالم بعد الاجتماع الذي عُقد الأسبوع الماضي في مدينة فلاديفوستوك في أقصى شرق روسيا بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون.
وانهارت الهدنة الصعبة في اتفاق الأمم المتحدة حول حبوب البحر الأسود، ما أدّى فعلياً إلى عزل العالم النامي عن أحد أهم مصادر الغذاء وزيت الطهي والأسمدة.
وفي أماكن أُخرى من العالم شهدت منطقة غرب إفريقيا ما لا يقل عن ثمانية انقلابات عسكرية منذ عام 2020، كان آخرها في النيجر والغابون.
وفي البحر الكاريبي لا تزال هايتي فريسة الفوضى السياسية وعنف المنظمات الإجرامية، وكل ذلك في خضم وباء الكوليرا الخارج عن السيطرة.
كما أنّ الجهود الطموحة التي تبذلها الأمم المتحدة لتحقيق قائمة طويلة من أهداف التنمية المستدامة، وهي أولوية بالنسبة لترودو، تعثرت إلى حد كبير بسبب التعنت السياسي وتباطؤ الاقتصادات في مرحلة ما بعد جائحة كوفيد-19.
’’إنها أوقات خطيرة في حياة العالم‘‘، لخّص سفير كندا لدى الأمم المتحدة، بوب راي.
نقلاً عن موقع راديو كندا،