شارك شباب كنديون من أصول عربية في الألعاب الشتوية القطبية السادسة والعشرين (Arctic Winter Games) التي أُقيمت في الفترة من 29 يناير/كانون الثاني إلى 4 فبراير/شباط في منطقة وود بافلو (Wood Buffalo) شمالي مقاطعة ألبرتا الكندية.
ولا تقتصر ألعاب القطب الشمالي على الرياضات القطبية مثل لعبة الركلة الواحدة أو القفز بالزلاجات بالإضافة إلى الرياضات على الجليد مثل التزلج أو على الثلج مثل التزحلق على المنحدرات.
كما يتمّ تنظيم مسابقات في رياضات أخرى ليست بالضرورة شتوية، كرة الريشة والكرة الطائرة أو حتى كرة القدم داخل الصالات.
وفي هذه الرياضة، برع شباب من الجالية العربية من فورت ماكموري الواقعة في في منطقة وود بافلو مع زملائهم.
فقد فاز فريقهم ’’ألبرتا نورث‘‘ (Alberta Norh) للذكور تحت 13 سنة بـ’’الأولو‘‘ (Ulu) الذهبي في المباراة النهائية ضد فريق الأقاليم الشمالية الغربية بنتيجة 5 مقابل 3.
و’’الأولو‘‘ (Ulu) هو سكين يستعمله شعب الإنويت في بناء الأكواخ الجليدية أو لإزالة جلد الحيوانات، من بين استعمالات أخرى متعدّدة أخرى.
وتمّ صنع ميداليات الألعاب وفقاً لتصميم هذه الأداة.
وفي فئة الذكور تحت 15 سنة، كان ’’الأولو‘‘ الفضي من نصيب فريق ’’ألبرتا نورث‘‘ الذي خسر المباراة النهائية أمام فريق ’’سابمي‘‘ (Sapmi) أو لابونيا بنتيجة 3 مقابل صفر.
يتكون فريق ’’سابمي‘‘ من لاعبين من المنطقة التي يقطنها شعب السامي التي تمتد في شمال النرويج والسويد وفنلندا.
كما حققت فتيات فريق ’’ألبرتا نورث‘‘ أداءً جيّداً أيضاً بفوزهن بالميدالية الفضية في فئة الأقل من 15 عاماً و البرونزية في فئة الأقل من 13 عاماً.
فريد الحَيُوني
فريد الحَيوني هو مدرب كرة القدم لفريق الـ’’الفوري‘‘ (Furry) التابع لجمعية كرة القدم للشباب في فورت ماكموري (Fort McMurray Youth Soccer Association).
ويقول هذا الأخير إنّ ‘‘لاعبي كرة القدم يمارسون لعبة كرة الصالات بسبب الظروف المناخية.‘‘
فشتاء فورت ماكموري قاسٍ ودرجات الحرارة نادراً ما ترتفع فوق (-17) درجة مئوية في المتوسط.
وتُمارَس كرة الصالات في المدينة داخل منشآت رياضية تمّ بناؤها بدعم من الشركات العاملة في الرمال الزفتية التي صنعت شهرة هذه ’’القرية‘‘ التي يبلغ عدد سكانها 65 ألف نسمة.
وأوصل فريد الحيوني و زميله المدرّب بلاين ليغاريه فريقيْ ’’ألبرتا نورث‘‘ لكرة القدم إلى نهائي الألعاب الشتوية القطبية السادسة والعشرين بعد أسبوع من المباريات المتواصلة.
ويشارك فريق ’’ألبرتا نورث‘‘ في هذه الألعاب منذ عام 1986 واستضافها لأول مرة في عام 1994 في مدينة ’’سلايف لايك‘‘ (Slave Lake).
ومقاطعة ألبرتا هي المشارك الوحيد في هذه الألعاب الذي يقع في الجنوب. وتقتصر المشاركة على المناطق الواقعة شمال خط العرض 55.
وفي مقابلة مع راديو كاندا الدولي، أوضح فريد الحيوني، الذي هاجر من المغرب إلى فورت ماكموري قبل 24 عاماً حيث يعمل في شركة نفطية، أن ’’كرة القدم هي التي تجعلنا نحافظ على نشاطنا بعد العمل.‘‘
ويقول إنه حاول ممارسة الهوكي على الجليد في البداية ، لكنها ’’ليست رياضة تناسبني”، كما أضاف.
واتّبع ابناه خطاه.
صهيب الحيوني وشقيقه سفيان يلعبان في فريقيْ ما دون الـ15 عاماً وما دون الـ13 عاماً على التوالي.
ويحلم صهيب الحيوني باللعب ’’للمنتخب المغربي‘‘ الذي تألّق في مونديال قطر الأخير.
وهذا أيضاً اختيار شقيقه الأصغر سفيان الحيوني الذي قال إنه سيختار اللعب مع ’’المغرب بالطبع.‘‘
أيمن خليل
وصل أيمن خليل إلى كندا آتياً من مصر قبل 25 عاما. يعيش في فورت ماكموري منذ 12 عاماً. ابنه عمر خليل هو قائد فريق ما دون الـ15 سنة.
’’منذ أن كان [عُمَر] يبلغ من العمر 4 أو 5 سنوات، كان يحب كرة القدم. سجّلته مع فريق الـ’فوري‘ (Furry) وهو في الحضانة. عرضنا عليه عدة رياضات من بينها السباحة والهوكي، لكن اختياره وقع على كرة القدم‘‘، كما قال في مقابلة مع راديو كندا الدولي.
ويضيف أنه إذا ما خُيّر ابنه بين اللعب للفريق الوطني الكندي أو لصالح الفريق المصري، سيترك له الخيار.
وهذا ما أكّده ابنه عمر خليل في ردّ ’’دبلوماسي‘‘، إذ قال اللاعب البالغ من العمر 15 عاماً: ’’المستقبل سيحدد الفريق الذي سألعب معه.‘‘
ويتذكر والده أنه عندما انتقل لأول مرة إلى فورت ماكموري كانت الرياضة الأولى هي الهوكي ولا تزال كذلك، ولكن في الآونة الأخيرة أصبح هناك المزيد من البنية التحتية المخصصة لكرة القدم.
بهاء الصفدي لاعب في فريق ما دون الـ15 سنة. يوضح أنه بدأ يلعب كرة القدم ’’متابعاً والدي الذي كان يشاهدها على التلفزيون. وأُحب كرة القدم أكثر من أي رياضة أخرى.‘‘ ويحلم بإيصال منتخب ’’لبنان [بلد أجداده] إلى نهائيات كأس العالم.‘‘
ناصر النعمي هو حارس مرمى فريق ما دون الـ13 سنة. ولد في فورت ماكموري لأبوين من اليمن والعراق. ’’عندما كنت صغيرا، لعبت في الحقول المجاورة لمنزلنا. رآني مدرب وطلب من والديّ تسجيلي في النادي المحلي‘‘، كما يتذكّر.
وحضرت العديد من العائلات المنحدرة من العالم العربي حفل افتتاح الألعاب.
سمير عويسي جاء مع زوجته وأطفالهما الثلاثة رغم البرد. وكان برفقتهم الشقيقان مالك وإيدير مسعود وهما متطوعان في هذه النسخة من الألعاب الشتوية القطبية.
وأقيمت الدورة الأولى لهذه الألعاب عام 1970. وتنظَّم كل عامين.
وتأتي الفرق المشاركة من ألاسكا وشمال ألبرتا (كندا) وغرينلاند والأقاليم الشمالية الغربية (كندا) ونونافيك (شمالي مقاطعة كيبيك الكندية) وسابمي-لابونيا (النرويج والسويد وفنلندا) ويوكون (كندا).
وبسبب الغزو الروسي لأوكرانيا، تم استبعاد فريق شبه جزيرة يامال في روسيا من المنافسة.
وستُنظَّم الدورة المقبلة من الألعاب في ولاية ألاسكا الأمريكية بين 10 و 16 مارس/آذار 2024.